أبو حيان التوحيدي

حياته ونشأته

فيلسوف متصوف ، وأديب بارع. ولد في القرن الرابع الهجري سنه 310 هجرياً، وعاش أكثر أيامه في بغداد . نشأ يتيماً فقيراً ،  وعانى شظف العيش ومرارة الحرمان لا سيما بعد وفاة والده وانتقاله إلى كفالة عمه الذي كان يسيء معاملته. اتسم أبو حيان بسعة الثقافة وحدة الذكاء ، وسمي (أديب الفلاسفة )و (فيلسوف الأدباء). امتهن حرفة الوراقة التي أتاحت له التزود بكم هائل من المعرفة، توفي سنة 414 هجرياً.

آثاره

ترك أبو حيان عدداً كبيرا من الآثار من أهمها :

1- الإمتاع والمؤانسة : من الكتب الجامعة وإن غلب عليه الطابع الأدبي. وقد قسم أبو حيان هذا الكتاب 37 قسماً، ثمرة لمسامرات 37 ليلة نادم فيها الوزير أبا عبد الله العارض ، كتبها لصديقه أبي الوفاء المهندس،وتقلب فيها الكلام وتنوع من أدب إلى فلسفة وشعر وفلك وحيوان . تفرد فيه أبو حيان بنوادر لم يوردها غيره ، وكشف عن بعض جوانب الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الأيام .

2- البصائر والذخائر : موسوعة اختيارات ضخمة تقع في عشرة أجزاء انتخبها أبو حيان من روائع ما حفظ وسمع وقرأ . والكتاب لا يقتصر على الاختيارات ولا تكمن قيمته فيها حسب، إنما يتجاوز ذلك إلى ما أضافه التوحيدي إلى تلك الاختيارات من آراء وتعليقات قيمة .

3- الصداقة والصديق : رسالة أدبية تشتمل على كثير من أخبار الأدب المتعلقة بموضوع الصداقة والأصدقاء ، كما تشتمل على شيء من آراء أبي حيان التوحيدي وإلماحات إلى حياته .

4- أخلاق الوزيرين يسمى أيضا (مثالب الوزيرين ) :وهو كتاب نادر في موضوعه ، جمع فيه أبو حيان مشاهداته ومسموعاته عن الوزيرين : ابن العميد والصاحب ابن عباد وكان قد اتصل بهما فحرماه ومنعاه ولم يجد عندهما ما كان يؤمله من حظوة وصلة وإكبار .

 أسلوبه

أهم خصائص أبي حيان الأسلوبية :

1- اللغة التقريرية المباشرة البعيدة عن التكلف ،إذ يعمد التوحيدي  إلى التعبير عن المعنى المراد بلغة مباشرة بعيدة عن التأويل .

2- إيلاء المعنى غاية اهتمامه . 

3- الميل إلى الإطناب والتعليل والتقسيم وكثرة الاستشهاد بالنوادر والأخبار .

4- الميل إلى السخرية التي تبدو مُرة في كثير من الأحيان .