الدرس الأول : الأردن في أجناد بلاد الشام

قُسمت بلاد الشام بعد إتمام فتحها في عهد الخلفاء الراشدين إلى وحدات إدارية عُرفت بالأجناد، وكانت أجناد الشام زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أربعةً هي: جندُ حِمصٍ، وجندُ دمشق، وجندُ الأردن، وجندُ فلسطين، وفي العصر الأموي فُصلت قِنسرين عن حِمصٍ، وجُعلت جُنداً مُستقلاً فأصبحت بلاد الشام خمسةً أجناد.

 

الجند: تعني العسكر والجمع أجنادٌ، أصبحت تطلق على الأقسام الإدارية والعسكرية التي يقيم فيها الجندُ، ويأخذون عطاءهم (رواتبهم) وأرزاقهم منها.

 

 

 

أولاً: تنظيم الأجناد

كان لاتساع بلاد الشام، وخطر الدولة البيزنطية المجاورة لها، والحاجة لتنظيم

القبائل العربية المرافقة لجيوش الفتح وتوطينها، وتسهيل إدارة المناطق وحمايتها،

السبب في تقسيم بلاد الشام إلى أجنادٍ، وقد نُظمت هذه الوحدات الإدارية فعين لكل

جندٍ منها والٍ وقاضٍ، وجعل لكل جند دواوينُ إدارية، ومحلٌ لسك النقود وجباية

الأموال، وأطلق على مُدن هذه الأجناد اسم كُورةٍ (مدينة)، وكان يتم اختيار المركز

الرئيسِ لهذه الأجناد في المناطق الداخلية لا الساحلية، لحمايتها من خطر هجمات

الأسطول البيزنطي الذي تعرضت له سواحل بلاد الشام آنذاك.

ثانيا: مدن الأردن في أجناد بلاد الشام

جاء تقسيم أجناد بلاد الشام بشكل عرضي للمناطق من الشرق إلى الغرب، فقد امتدت من الداخل إلى البحر، وهذا التقسيم ساهم في توزيع مدن الأردن الحالية على

ثلاثة أجناد هي: جُند الأردن، وجُند فلسطين، وجُند دمشق. وللتعرف إلى هذا التوزيع تأمل الخريطة.

ثالثا: جند الأردن

ضمت منطقة جُند الأردن ثلاث عشرة كُورةً، توزعت على ثلاث دول حالية هي الأردن وفلسطين ولبنان، وكان مدينة طبرية في فلسطين مركزاً لجند الأردن. وللتعرف على حدود جُند الأردن تأمل الخريطة المجاورة:

كانت كور الأجناد تتغير في بعض الأحيان، حسب الحاجة العسكرية أو الإدارية للدولة فتنقل كورة من جند معين وتلحق بجند آخر. وللتعرف إلى الكور التي ضمها جند الأردن تأمل الشكل الآتي:

الكور التي ضمها جند الأردن
في شرق الأردن	جرش ، بيت راس ، أُم قيس ،الغور
في شمال فلسطين	طبرية ، السامرة ،بيسان ، صفورية ، عكا
في جنوب لبنان	صُور ، القدس