مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الإسلام والإعلام

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • أرسل الله تعالى نبيّه سيدنا محمّدًا  لهداية النّاس إلى طريق الحقّ.
  • وأنزل معه الكتاب ليعلّمهم ما يصلحهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.
  • وقد حَرَص النَّبِيُّ وصحابته الكرام رضي الله عنهم على نشر رسالة الإسلام، وهداية النّاس إلى الحقّ بالحوار والإقناع، مستخدمين وسائل متعدّدة.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

يُعدُّ الإعلام من الركائز الأساسيّة التي تسهم في بناء شخصيّة الفرد وتحديد هويّة المجتمع بخصائصه الاجتماعيّة والثقافيّة؛ لذا اعتنى الإسلام به واستثمره في تحقيق أهدافه السامية، وضبطه بِقيَم الشرع وأحكامه.

 

أولًا: مفهوم الإعلام وأهمّيته

الإعلام: هو تزويد النّاس بالمعلومات والأخبار الصحيحة، التي تُساعدهم على تكوين وعي سليم تُجاه أمر ما، باستخدام وسائل اتصال متعددة ومتطورة باختلاف الوقت.

 وللإعلام أهمّيّة كبيرة وقدرة على التغيير والتأثير في مختلف جوانب حياة الإنسان.

  • فهو يعمل على التوعية بما يجري حولنا من أحداث عن طريق تزويدنا بالمعلومات والأخبار والحقائق.
  • ويسهم في نشر البحوث والاكتشافات والاختراعات، ونقل التجارب والخبرات وثقافات الشعوب، فضلًا عن إسهامه في حلّ المشكلات الاجتماعيّة.
  • وتقديم النصائح الخاصة بها، ويعزّز العلاقات بين أفراد المجتمع، ويسهّل التواصل بينهم، ويعزز قِيَم الحوار الإيجابي، ويوسع نطاق حرية الرأي والتعبير بما يخدم مصلحة المجتمع.
  • ويتمّ ذلك عبر وسائل إعلاميّة مختلفة، مثل: الخطابة، والمناظرة، والقصّة، والصحف والمجلّات، والمذياع والتلفاز، ومواقع التواصل الاجتماعيّ.

 

أَرْبِطُ معَ التفسيرِ

لم يرِد لفظ الإعلام صريحًا في القرآن الكريم وإنّما ورد ما يقاربه من مفردات، مثل: أَذِّنْ، بَلِّغْ، نبِّئْ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالحَجِّ﴾. (أَذِّنْ: أَعْلِمْ).

 

ثانيًا: عناصر الاتصال الإعلاميّ

الإعلام في حقيقته عمليّة اتصال مكتملة العناصر، وإنَّ الدين الإسلاميّ بطبيعته ومضمونه رسالة إعلاميّة تكتمل فيها عناصر الاتصال الآتية:

  • فالرسالة هي القرآن الكريم وما فيه من الحقّ، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
  • والله عزّ وجلّ هو مصدر الرسالة، قال تعالى: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ).
  • والوحي هو الوسيلة، أي الذي نقل الرسالة إلى رسول الله سيدنا محمّد ليبلّغها عن ربّه عزّ وجلّ، قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ).
  • وأما وسائل النّبيّ والدُّعاة والعلماء من بعده، فهي ما يتوصل إليه البشر من وسائل حضارية مختلفة، مثل الخطب والمقالات، وغيرها؟
  • ومستقبِل الرّسالة هو سيدنا رسول الله محمّد وأمّته من بعده، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾، ليبلّغها النَّاسَ كافّة.
  • وأمّا التغذية الراجعة، فتشير إلى موقف الإنسان من الرسالة، فقد أودع الله تعالى فيه الخير والشر وهو صاحب الاختيار لأحد السبيلين، قال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).
    • التغذية الراجعة: هي ردّ فعل مَنْ يستقبل الرسالة بالاستجابة لها أو رفضها.

 

ثالثًا: أهداف الإعلام في الإسلام

للإعلام في الإسلام أهداف سامية، من أبرزها:

أ. الدعوة إلى الله تعالى:

  • قد كلّف اللّه تعالى نبيّه محمّدًا والمسلمين من بعده تبليغ الرسالة ونشر الإسلام، يقول الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
  • والإعلام وسيلة من وسائل الدعوة بما أوتي من قوّة التأثير في الآخرين.
  • وقد أرسل النَّبِيُّ مصعبَ بنَ عُمَيرٍ رضي الله عنه إلى المدينة المنورة قبل الهجرة.
    • وأمره أن يُقرِئ أهلها القرآن الكريم ويعلّمهم الإسلام.
    • وبأسلوبه المؤثّر، كان يأتي القوم في مجالسهم وبيوتهم حتى انتشر الإسلام.
  • واليوم تُبَثّ آيات القرآن الكريم في أنحاء العالم عبر الإذاعات، والقنوات الفضائيّة، ووسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة، وهذا يسهم في نشر رسالة الإسلام.

ب. ردّ الشبهات والافتراءات التي تثار حول الإسلام بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم والتقليل من دَوْره في المجتمع:

  • ويكون ذلك بالحجّة والبرهان كما هو منهج القرآن الكريم، قال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
  • فضلًا عن التصدّي للممارسات التي تصدر عـن بعض النّاس؛ بسبب فهْم فاسد وفكْر متطرّف يدعو إلى انتهاك ما حرّم الله تعالى من الأموال والأرواح والأعراض، قال رسول الله : "كُلُّ المُسْلِمِ عَلى المُسْلِمِ حَرامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".

ج. نشر ما يهمّ من أخبار الأمّة والحديث عن إنجازاتها وقضاياها المختلفة:

  • كما فعل النَّبِيُّ ﷺ حينما خطب في النّاس يوم مؤتة ونعى إليهم القادة الثلاثة، وأخبر باستشهادهم وهم ما زالوا في أرض المعركة، على الرغم من المسافات الشائعة بينهم، قال النَّبِيُّ : "أَخَذَ الرّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْناهُ تَذرِفانِ حتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ".
  • وعلى الإعلام أن يُسَخِّر إمكاناته في سبيل الدفاع عن المسلمين ونصرة قضاياهم العادلة، يقول النَّبِيُّ : "المُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَخونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ".

د. بثُّ القِيَم الفاضلة والأخلاق الحسنة ونشرها في المجتمع، والتحذير من الانحراف والمنكرات:

  • يقول النَّبِيُّ : "بُعِثْتُ لأُتَّممَ صالِحَ الأخلاقِ".

هـ. نشر الوعي ضد المخاطر المجتمعية:

  • ثل: المخدرات، والإرهاب والتطرُّف وغير ذلك.

 و . تعزيز الحوار وثقافة قَبول الآخر :

  • والتعبير عن الرأي وطرح القضايا التي تفيد الناس وتحلّ مشكلاتهم.

 

رابعًا: أخلاقيات الإعلام في الإسلام

في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسيل المعلومات الإعلامية المتدفقة وما تضمه أحيانًا معلومات غير صحيحة أو إشاعات أو مواد تتنافى والقيم الأخلاقية، تشتد الحاجة إلى التزام مجموعة من الأخلاقيات والمعايير التي تجعله يؤدي رسالته النبيلة، ويؤدي واجبه على أكمل وجه.

ومن أهم الأخلاقيات التي وجه الإسلام إليها في هذا المجال:

أ. التثبت من المعلومة قبل نشرها:

  • فقد حثّ الإسلام على تحرّي الحقيقة والتأكّد من صدق المعلومة أو الخبر قبل الحكم عليه، أو نقله وإذاعته، استنادًا إلى الحقائق والشواهد الثابتة، لما يترتب على ذلك من مفاسد.
  • كما حذر من الإشاعة ومخاطرها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
  •  وعلى القائمين على الإعلام استشعار المسؤوليّة أمام الله سبحانه وتعالى عمّا يقدّمه من معلومات، وتحليلات، وبرامج، لأنّهم محاسبون على ذلك يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).

ب. الحصول على المعلومة بطريقة مشروعة:

  • تنسجم وأخلاق الإسلام وقِيَمه.
  • فلا يجوز التجسّس أو اقتحام خصوصيّة النّاس، قال تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا).

ج. الابتعاد عن كلّ ما يثير الفتن والفساد وينشر الرذيلة من قبيح الأقوال والأفعال في المجتمع:

  • مثل: التحريض، وإثارة النعرات، والإساءة إلى الشخصيّات، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ).
  • وقد توعّد القرآن الكريم من ينشر الفاحشة والرذيلة بالعقاب في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

 

صور مشرقة

  • كان النَّبيُّ يشجع الخطباء والشعراء على تأدية دورهم الإعلاميّ الفاعل في نصرة الإسلام.
  • فقد قدم وفد بني تميم على النَّبيِّ وقالوا: جئنا نفاخرك ومعنا شاعرنا وخطيبنا، فأْذَنْ لشاعرنا وأْذَن لخطيبنا؛ فأَذِنَ النَّبِيُّ لهم.
  • فقام خطيبهم فتكلّم، وأخذ يذكر فضله وفضل قومه، فلما سكت، قال النَّبيُّ لثابتِ بنِ قيسٍرضي الله عنه : "قُمْ فَأَجِبْ" فقام وخطب خطبة بليغة مؤثّرة، وكانت أفضل من خطبة بني تميم.
  • فقالوا لشاعرهم قم فتكلّم، فأخذ ينشد أبياتًا من الشعر في مدحه ومدح قومه.
  • فدعا النَّبيُّ حسّانَ بنَ ثابتٍرضي الله عنه    وقال له: (قُمْ فَأَجِبْ).
  • فأتى حسّان بن ثابتٍ رضي الله عنه بأبيات جميلة فاقت أبيات شاعر بني تميم.
  • فقال بنو تميم: تكلّم خطيبهم فكان قوله أحسن من قول خطيبنا، وتكلّم شاعرنا، وتكلّم ،شاعرهم، فكان شاعرهم أشعر، فأعلنوا إسلامهم.

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

تسعى الرؤية الملكيّة للإعلام إلى بناء نظام إعلاميّ أردنيّ حديث يستند إلى مجموعة من المبادئ والمرتكزات.

وقد وضعت مدونة سلوك للعاملين في مؤسّسات الإعلام المرئيّ والمسموع، من أبرز بنودها:

  • الحرص على اطلاع الجمهور على المعلومات الموثّقة، والتأكّد من دقّتها قبل البث.
  • الحصول على المعلومات يكون بالطرائق المشروعة.
  • الإشارة إلى مصادر المعلومات ضروريّ حفاظًا على المصداقيّة.
  • عدم التشهير أو التحريض على العنف والكراهيّة ضد أيّ شخص أو مؤسّسة على أساس الجنس أو العِرق أو الدين أو الانتماء السياسيّ.
  • حماية الأطفال من المواد الإعلاميّة التي تؤثّر سلبًا في نموّهم النفسيّ، والامتناع عن استغلال الطفل أو المرأة بطريقة غير مشروعة في أيّ مادّة إعلاميّة أو إعلانيّة.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

من الكتب التي تناولت الإعلام في الإسلام (الإعلام الإسلاميّ رسالة وهدف)، وقد تناول مفهوم الإعلام وأسس الإعلام الإسلاميّ وآدابه وأهدافه مع عرض مبسّط لمبادئ وأسس وآداب إعلامية في سورة الحجرات.

 

القيمُ المستفادةُ

1. أَحرِصُ على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفضيلة.

2. أتأكدُ من المعلومات قبل نقلها.

3. أبتعدُ عن مواقع نشر الرذيلة.