مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الإيمان بالقضاء والقدر

التربية الإسلامية - الصف التاسع

أولًّا: مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر

  • الإيمان بالقضاء والقدر هو الاعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى علِم الأشياء والأفعال وكتبها في اللوح المحفوظ قبل حدوثها، كسنن الكون ونظام الحياة، وأفعال العباد، وآجالهم وأرزاقهم من دون إجبار لهم على فعلها وهذا يُسَمّى قدرًا، فإذا وقع منهم ما كتبه الله تعالى لهم سُمِّي قضاءً.
  • والقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، فالشيء قبل أن يحدث يُسَمَّى قدرًا، وبعد حدوثه يُسَمّى قضاءٍ.
  • قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).

 

ثانيًا: القدر واختيار الإنسان

  • هناك أشياء ليس للإنسان فيها اختيار، مثل: دقّات قلبه، ولونه، وشكله، وحركة الكون كتعاقب اللّيل والنّهار والصّيف والشّتاء، فهذه لا إرادة للإنسان فيها فلا يحاسب عليها.
  • وأمّا أعماله الاختياريّة الّتي تكون بإرادته الحُرَّة فهو مسؤول عنها، فمن ترك الصّلاة سيُحاسَب على تركها باختياره وإرادته، فعلمُ الله تعالى بأنّه سيترك الصّلاة وكتابته ذلك عنده سبحانه في اللّوح المحفوظ، لا يعني أنّه مجبر على تركها، ولا يعفيه من المسؤوليّة والمحاسبة على تركها؛ لأنّ الإنسان لا يعلم ماذا قدّر له الله تعالى منذ الأزل، فلا يحكم على ما لا يعلم.

 

مثال يوضّح أنّ القدر لا يعفي الإنسان من مسؤوليّته

  • المعلّم يعرف الطّالب المجتهد، من غير المجتهد، فلو طُلِب إليه أن يتوقّع نتائجهما، لأجاب بأنّ المجتهد سينجح، لأنّه وقع في علمه أنّه سيدرس، ومن ثمّ سينجح، خلافًا لغير المجتهد، فالمعلّم لا يعلم الغيب ولم يجبر الطّالب المجتهد على الدّراسة، ولم يمنع الطّالب غير المجتهد من الدّراسة وهكذا الحال هنا، ولله تعالى المثل الأعلى.
  • فالله سبحانه وتعالى علمه يقيني لا يخطئ، والمعلِّم علمُه ظنِّي فقد يخطئ. والله سبحانه وتعالى بعلمه السّابق لأفعال عباده، كتب عليهم ما سيكون منهم من خير أو شرّ، قال الله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، وعلى الإنسان أن يفعل الخير؛ لأنّه لا يعلم ماذا كتبَ الله تعالى له.
  • والله تعالى قادر على أن يجبر النّاس على طاعته لو شاء، لكنّه كرّمهم بالعقل وحرّية الإرادة، كي يختاروا أفعالهم بأنفسهم.
  • لقد يسّر الله سبحانه وتعالى للنّاس سبل الهداية.
    • فأنزل لهم كتبًا تبيّن لهم الحقّ.
    • وأرسل إليهم أنبياء يرشدونهم إلى الخير.
  •  فإذا سلك الإنسان طريق الخير أو طريق الشّر؛ فإنّه يكون قد اختاره بنفسه، وسيحاسبه الله تعالى على اختياره. قال الله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10))

 

ثالثًا: حكم الإيمان بالقضاء والقدر

  • الإيمان بالقضاء والقدر واجبٌ.
  • وهو ركن من أركان الإيمان، فلا يكون المرء مؤمنًا إلّا به، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لجبريل عليه السّلام عندما سأله عن الإيمان: (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ).

 

رابعًا: آثار الإيمان بالقضاء والقدر

للإيمان بالقضاء والقدر آثار كثيرة في حياة المسلم، منها:

  • رضا المؤمن بقضاء الله تعالى، واطمئنانه به، لأنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  لمّا تُوُفِّي ولده إبراهيم قال راضيًا بقضاء الله تعالى: (إِنَّ ‌الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمَحْزُونون).
  • استشعار المؤمن لعظمة الله تعالى في سعة علمه ودقّة تقديره.
  • يدفع الإيمان بالقضاء والقدر المسلم إلى التّوكّل والأخذ بالأسباب.
  • تكريم الله تعالى للنّاس؛ بمنحهم حريّة الاختيار.