مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

البيئة والتنمية

الجغرافيا - الصف الأول ثانوي أدبي

البيئة والتنمية

 أولا : الزراعة المستدامة

1- تطور الزراعة في العالم

 طور الإنسان نشاطه الزراعي عبر الزمن، فبعد أن كان يمارس زراعة الكفاف: زراعة تعتمد على الاكتفاء الذاتي، ويركز فيها على زراعة المحاصيل التي تكفيهم لإطعام أنفسهم وعائلاتهم، أصبح يعتمد على الزراعة التجارية؛ زراعة يتم فيها إنتاج محاصيل نقدية كالكاكاو والمطاط والسكر والقطن، ومن زراعة صنف واحد إلى زراعة مختلطة، ورافق هذا التغير والتطور في الزراعة، تطور في الأساليب المتبعة، والممارسات الزراعية الحديثة كالدورة الزراعية (تناوب محاصيل مختلفة على قطعة أرض واحدة، وتهدف إلى زيادة الإنتاج وتحسين خصوبة التربة) ، والزراعة الكثيفة والرأسية. كما ظهرت مفاهيم جديدة في الزراعة، مثل الزراعة العضوية.

۲- مفهوم الزراعة المستدامة

نمط حديث نسبيا يهدف إلى الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الملوثات الكيماوية، ومنتجاتها صحية خالية من بقايا المبيدات، تحافظ على التربة وتسمح بتجددها، وتأخذ في الحسبان الموارد المائية في المزرعة، وتعتمد طرائق ترشيد استخدام المياه، وتعتمد السماد العضوي الذي يمكن صناعته من مخلفات المزرعة هذا السماد يخصب التربة ويقلل ملوحتها ويزيد من الإنتاجية ولا يلوث التربة أو الإنتاج.

طـرأ الكثير من التغيرات في النشاط الزراعي، وتطورت الأنظمة الزراعيـة عبر الزمن تطورا ملحوظا، ما أسهم في زيادة الإنتاج الزراعي، وفي تطور جوانب كثيرة في النظام الزراعي، مثل:

أ- استدامة الإنتاج الزراعي.

ب- الحفاظ على المياه والحياه البرية.

ج- زيادة تنوع المحاصيل.

د - تحسن المظهر الطبيعي لسطح الأرض.

تزايد الإنتاج الزراعي بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب تطور التكنولوجيا، مثل الآلات والمواد الكيماوية والعضوية، كما كان للتخصص في العمل والسياسات الحكومية، تأثير كبير في ذلك.وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه يوجد بعض المشكلات التي تعرض لها النظام الزراعي، مثل:

أ- فقدان الجزء العلوي من التربة.

ب-تلوث المياه الجوفية.

ج- تناقص أعداد المزارع التي تمتلكها العائلات .

د - تزايد كلفة الإنتاج.

ه- عدم التنسيق بين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الريفية.

 

۳- عناصر الزراعة المستدامة.

يوجد عدة طرائق لتحسين استدامة النظام الزراعي، وهذه الطرائق تختلف من إقليم إلى آخر ؛ بسبب اختلاف البيئات الطبيعية، واختلاف خصائص كل منها. أما أهم عناصر الاستدامة في الزراعة بصورة عامة فهي:

أ- الرعي المنظم .

ب- زراعة المحاصيل كالبقول ونباتات الكرسنة والشعير والبرسيم، بعد موسم حصاد محصول الخضار؛ لتحسين التربة، والقضاء على الحشرات الضارة.

 جـ - زراعة الأح راج: لتشكل مصدات للرياح، كما يمكن استخدامها لحماية أطراف الجداول المائية من الانجراف.

د-  - المكافحة البيولوجية: منهج للقضاء على الحشرات الضارة، بطريقة تقلل المخاطر البيئة والصحية والاقتصادية .

هـ – حماية التربة من خلال الحراثة الكنتورية، ما يقلل من التعرية الريحية والمائية.

و – حماية نوعية المياه في الأراضي الرطبة، بهدف تحسين نوعية مياه الشرب والمياه السطحية؛ وتوفير بيئات مناسبة للحياة البرية.

 

الأراضي الرطبة؛ نظام بيئي خاص، يؤدي فيه الماء الجاري دورا في الحياة البيولوجية

 

 

 

 4- الحصاد المائي.

تجميع مياه الأمطار وتخزينها؛ لتوفير مصدر تزويد المياه (في المناطق الجافة خاصة أقل مر ۱۰۰ ملم)، وتتم عن طريق الخزانات والسدود الترابية والحفائر، ومياه الأمطار، التي جمعت من سفوح الجبال والتلال والأحواض المائية، بفعل الطبيعة أو الإنسان .

إن أفضل حصاد مائي، يكون في الأحواض المائية ذات الانحدار الخفيف (1 – 5٪)، كما تؤثر ظروف أخرى كمورفولوجية السطح وخصائص التربة ونسبة النفاذية والمسامية في الصخور. ولظروف المناخ أيضا، تأثير كمعدل الامطار وشدتها، ومعدل التبخر، وسرعة الرياح واتجاهها.

إن أساليب الحصاد المائـي هي ذاتها أساليب حفـظ التربة من الانجراف، وتتضمن السلاسل الترابية الكنتورية، والمصاطب، والسلاسل الحجرية، والسـدود الترابية، والآبار، وبرك تجميع مياه الأمطار.

برع الأنباط في تصريف مياه الأمطار، فحفروا نفقا عند بـاب السيق بطول (۸۸) مترا، وبنوا سـدا لتحويل مياه السيول عبر الوادي المظلـم؛ لتجنب خطر السيول التي تداهـم المدينة في فصل الشتاء، وأبدعوا في تصريف المياه لدرء الخطر عن مبانيهم؛ حيث حفروا قنوات لجر المياه إلى خزانات ضخمة.

 

 

 

 

 

5- الزراعة الكثيفة.

الزراعـة الكثيفة هي نظام لزراعة الأراضي، يعتمد على كثير من المدخلات مثل عدد الأيدي العاملة الكبير، واستخدام الأجهزة الحديثة على نطاق واسع، والاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة.

 

مزايا الزراعة الكثيفة

 

مساوئ الزراعة الكثيفة

 

يصبح الغذاء أقل كلفة وأكثر كمية.

 

تدمر الحياة البرية، وتهلك كثيرا من الحيوانات والنبات الطبيعي.

 

تكون الأرض قادرة على توزيع الغذاء على عدد أكبر من الأفراد؛ لتفادى خطر المجاعة.

 

قد تؤدي مع الوقت إلى التصحر؛ لأنها تستهلك الأرض أكثر من مرة في العام، كما أن المبيدات السامة، تسهم أيضا بنصيب في التصحر للأرض الزراعية.

تستفيد من الأرض الزراعية أقصى استفادة.

 

تتطلب كمية كبيرة من الطاقة والأجهزة والأسمدة والمبيدات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا : التنمية المستدامة

ماذا يحدث، لو استمرت عملية البناء والتطوير في العالم، من دون وضع ضوابط؟ كيف يمكن تحسين معيشة الناس، والمحافظة على مواردنا الطبيعية، في عالم يشهد نموا سكانيا يصاحبه طلب متزايد على الغذاء والماء والمأوى والطاقة والخدمات الصحية والأمن الاقتصادي؟، ما الفرق الذي أحدثه الإنسان في البيئة؟

بدأ المجتمع الدولي، منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، يدرك مدى الحاجة إلى مزيد من الجهود السياسية والعلمية، لحل مشكلات البيئة. وعندها، أصبح مفهوم التنمية المستدامة يمثل نموذجا معرفيا للتنمية في العالم. ووصل الاهتمام العالمي بالقضية البيئية إلى ذروته، مع تبني مفهوم التنمية المستدامة على نطاق عالمي في مؤتمر قمة الأرض، الذي عقد في مدينة (ريودي جانيرو) في عام ۱۹۹۲م. وقد برز هذا الاهتمام العالمي بقضية البيئة بوضوح، في تأكيد منهجية التنمية الإنسانية، وفقا لتقرير التنمية الإنسانية العالمي الصادر في عام ١٩٩٥م، على عنصر الاستدامة، عن طريق التأكيد على عدم إلحاق الضرر بالأجيال القادمة، سواء بسبب استنزاف الموارد الطبيعية وتلويث البيئة أم بسبب الديون العامة التي تتحمل عبئها الأجيال اللاحقة، أم بسبب عدم الاكتراث بتنمية الموارد البشرية، ما يخلق ظروفا صعبة في المستقبل  نتيجة خيارات الحاضر. كما جاء في مؤتمر القمة العالمي الثاني للأرض الذي عقد في (جوهانسبرغ) في عام ٢٠٠٢م، تحت شعار (منافع تتخطى الحدود).

 

1- مفهوم التنمية المستدامة

شهد العالم خلال العقود الثلاثة الماضية إدراكا متزايـدا بأن نموذج التنمية الحالي (نموذج الحداثة)، لم يعـد مستدامًا، بعد أن ارتبط نمط الحياة الاستهلاكي المنبثق عنـه، بأزمات بيئية خطيرة مثل: فقدان التنوع البيئي، وتقلص مساحات الغابات المدارية، وتلوث الماء والهواء، وارتفاع درجة حرارة الأرض (الاحترار الارضـي)، والفيضانات المدمرة الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحار والأنهار، واستنفاد الموارد غير المتجددة. ما دفع بالتفكير بنموذج تنموي بديل مستدام، يعمل على تحقيق الانسجام بين تحقيق الأهـداف التنموية من جهة، وحماية البيئة واستدامتها من جهة أخرى.

عـرف مجلس منظمة الأغذية والزراعة في عام ١٩٨٨م، التنمية المستدامة بأنها: إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وصيانتها، وتوجيه التغيرات التكنولوجية والمؤسسيـة، بطريقة تضمن تلبية الاحتياجات البشرية للأجيال الحالية والمقبلة بصورة مستمرة.

 

 

 

 

٢- أبعاد التنمية المستدامة

للتنمية المستدامة ثلاثة أبعاد، هي:

أ – التنمية الاجتماعية المستدامة، التي تهدف إلى التأثير في تطـور الأفراد والمجتمعات، بطريقة تضمن من خلالها تحقيق العدالة، وتحسين ظروف المعيشة والصحة.

ب- التنمية البيئية المستدامة، وهدفها الأساسي حماية الأنساق الطبيعية وإدامتها، والمحافظة على الموارد الطبيعية.

ج- التنمية الاقتصادية المستدامة، وتتمثل في تطوير البنى الاقتصادية وإدامتها، إضافة إلى الإدارة الكفؤة للموارد الطبيعية والاجتماعية.

 

۳- مبادئ التنمية المستدامة.

وتكمن المبادئ الرئيسة للتنمية المستدامة، التي تكون المقومات السياسية والاجتماعية والأخلاقية لإرسائها، وتأمين فعاليتها فيما يأتي:

أ - الإنصاف: أي حصول كل إنسان على حصة عادلة من ثروات المجتمع وطاقاته.

ب-التمكين: أي إعطاء أفراد المجتمع إمكانية المشاركة الفاعلة في صنع القرارات، أو التأثير فيها.

ج - حسـن الإدارة والمساءلة: أي خضوع أهل الحكم والإدارة إلى مبادئ الشفافية والحوار والرقابة والمسؤولية.

د – التضامن أو المشاركة الشعبية: بين الأجيال وبين كل الفئات الاجتماعية داخل المجتمع، وبين المجتمعات الأخرى.

4- مؤشرات التنمية المستدامة.

أ- الجانب الاجتماعي: ساعد التطور العلمي والتكنولوجي على تطور الأوضاع والظروف الصحيـة. ومـن ثم، ارتفاع معدل العمر المتوقع للإنسان، سـواء أكان ذلك في الدول المتقدمة أم النامية على حد سواء.

ب- الجانب البيئي: مؤشرات الاستدامة البيئية المتعلقة بالأنظمة البيئية :

1 . نوعية الهواء: تركيز ثاني أكسيد الكبريت، وتركيز ثاني أكسيد النيتروجين، وكذلك المواد العالقة في الهواء في المدن.

٢ . كمية المياه: كمية المياه المتجددة لكل شخص، وكمية المياه الواردة من دولة إلى أخرى لكل شخص.

3 . نوعية المياه: تركيز الأكسجين الذائب في الماء، وتركيز الفوسفات، والأجسام الصلبة والمواد العالقة.

٤ . الأنظمـة البيئية الأرضية: مـدى انجراف التربة بسبب الأنشطـة البشرية، ومساحة الأراضي المتاثرة بالنشاط البشري بالمقارنة مع المساحة الكلية، وفقدان الغابات.

ه . التنوع الحيوي: نسبة الثدييات والطيور المهددة بالانقراض

 جـ - الجانب الاقتصادي: من مؤشرات التنمية المستدامة المتعلقة بالجانب الاقتصادي:

1 . معدل التضخم. 

  2 . إجمالي الادخار.

 3. حصة الاستثمار من الناتج المحلي الإجمالي.

 4. حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

 

5- البصمة البيئية، والتنمية المستدامة.

 تعـد البصمة البيئية آلية حسابية للمـوارد، وتقيس مقـدار مساحة الأراضي والمياه المنتجة بيولوجيـا، التي يستخدمها فرد ما أو مدينة أو بلد أو إقليــم أو البشرية بأسرها؛ لإنتاج الموارد المستهلكة، واستيعاب ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ذلك. أو بمعنى آخر ، إجمالي ما تستهلكه دولة من الموارد المحلية أو المستوردة، وحجم الضرر الذي يولده استخدام هذه الموارد.

وترتبط البصمة البيئية بالاستهلاك الصافي للموارد الطبيعية، ويحسب ذلك باستخدام المعادلة الآتية: الاستهلاك الصافي = الإنتاج + الاستيراد – التصدير وسنحتاج لحساب البصمة البيئية؛ إلى مقارنة معدل الطلب على الموارد الطبيعية؛ (البصمة البيئية)، ومخزون الموارد الطبيعية؛ وهو ما نطلق عليه (القدرة البيولوجية).

يمكن القول على النطاق العالمي، إن نمط الحياة الآن ومتطلباتنا في الاستهلاك لموارد الأرض الطبيعية، أصبح مماثلاً لبطاقات الائتمان وشراء أشياء لا نمتلك قيمتها على الفور. .بمعنى آخر، أصبح معدل استهلاكنا يفوق قدرة ما تنتجه الأرض. إضافة إلى ذلك، لا علم لنا بقدرة احتمال كوكب الأرض لهذا الإفراط في الاستهلاك. ولكن، علينا أن نلاحظ بأنه توجد اليوم مؤشرات ملموسة نتيجـة بصمتنا البيئية المرتفعة، يكمن بعضهـا في مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، وخسارة التنوع البيئي، والتصحر، وقطع أشجـار الغابات، والصيد الجائر، وزيادة مشكلـة مخزون الغذاء والمياه. إذا لم نقم بأي مبادرات اتجاه ذلك، ستكون النتيجة سلبية جدا على الأشخاص والمجتمعات والنظم الاقتصادية.

ويمتلك كوكبنا أنظمة بيئية فريدة من نوعها قادرة على امتصاص  مخلفاتنا ثم تحويلها إلى موارد جديدة قابلة للاستخدام. على سبيل المثال، تمتص الغابات مخلفاتنـا الكربونية، وتم على هيئة أخشاب صالحة لاستخدامنا من جديد، ومن ثم، فإن القدرة البيولوجية وهي مقدرة نظام بيئي معين على إنتاج موارد طبيعية صالحة للاستخدام البشري، في الوقت نفسه الذي تقوم فيه بامتصاص المخلفات الناتجة عن ذلك الاستخدام. وتختلف تلك الموازنة من دولة إلى أخرى باختلاف الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية ومستوى المخلفات الخاصة بها.

كما ينظر حساب البصمة أيضا، إلى الخصائص الطبيعية لكل دولة، وما يتبع ذلك من اختلافات إنتاجية بالنظر إلى طاقتهـا البيولوجية؛ فمثلاً، تمتلك دولة مثل البرازيل طاقة بيولوجية على من الإمارات؛ وذلك لتمتعها بغابات مطيرة، ما يمنحها تلقائيا إنتاجية أعلى من بيئة الإمارات الصحراوية.

ويوجد مجموعة من العوامل التي تحد من القدرة على التحديات البيئية التي نواجها، ومن تلك العوامل:

التحديات البيئية

1- ندرة المياه .

2- تدهور الأراضي وتصحرها.

3- الإدارة غير السليمة للنفايات .

4- تدهور البيئة البحرية والساحلية.

5- تلوث المياه والهواء.

 

ثالثا: البيئة والعولمة .

ا- مفهوم العولمة :

العولمة لغة، تعني تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية، وتوسيع دائرته ليشمل العالم، وهي ظاهرة عالمية امتدت تأثيراتها في جوانب متعددة من الحياة، وأخذت أبعادا اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية، واعتمدت على المعلوماتية محتوى لها للتغيير، وتقنيات الاتصال المتطورة وسيلة للتأثير .

2- أبعاد العولمة

ا - البعـد الاقتصـادي: ظهـرت العولمة بالأساس في مجال الاقتصاد، ونتاجا للثورة العلمية والتقنية، وبعد هذا التطور، صارت الحركة الاقتصادية محكومة من قبل عوامل مرتبطة بالمجموعات المالية والصناعية الحرة، وصار للقطاع الخاص دور في السياسة الدولية؛ فالبعد الاقتصادي للعولمة يمثل البعد الأكثر تحققا واكتمالا في الواقع، إذا ما قورن بالأبعاد الأخرى، حيث أصبحت البضائع والأموال (وليس الأشخاص) تنتقل بحرية في معظم دول العالـم عـن طريق منظمة التجـارة العالمية، كما انتشرت التجـارة الإلكترونية عبر شبكات الإنترنت في معظم دول العالم أيضا.

ب- البعد السياسي: تعني العولمة أن الدولة لا تكون هي الفاعل الوحيد على المسرح السياسي العالمي، ولكن توجد إلى جانبهـا هيئات متعددة الجنسيات، ومنظمات عالمية، وجماعات دولية، وغيرهـا مـن المنظمات الفاعلة، التي تسعى إلى تحقيق المزيد من الترابط والتداخل والاندماج الدولي، ونشر الديموقراطية وحقوق الإنسان. وقد أخذت شعوب العالم النامي تطالب بالحرية والديموقراطية وبمستويات مختلفة، علما بأنه توجد جهـات معارضة قوية جدا في دول العالم جميعها  تقاوم نظام العولمة  وتحاربه ، لما قد يحمله  من سلبيات لدول العالم النامي.

ج - البعـد الثقافي والاجتماعي: ظهر من خلال ثقافة الشعوب وحياتها، التي أخذت تتأثر يقيم وأساليب حيـاة شعوب العالم الغربي، ونشاهد اليوم صراعا مصطنعا للثقافات والحضارات المعرف احد كيف سينتهي.

إن العولمة عمليـة شاملة للتحول المجتمعي، بما في ذلك النمو في التجارة، والاستثمار والسفر، وشبكات الكمبيوتر، والتلوث العابر للحدود الدولية، والتجارة والاستثمار العالمي.

المصانع المتعددة الفروع، وهي شركات صناعية تفتح لها فروعا داخل الدولة، أما المصانع التي لها فروع في عدة دول، فتعرف بالمصانع المتعددة الجنسيات.

 

 

 

 

3- العولمة، وأثرها في البيئة.

التجارة الحرة والبيئة

. هل تؤثر حرية التجارة (إلغاء التعرفة الجمركية) في النظام البيئي؟

 

التعرفة الجمركية: تعرفه تقررها دولة ما، لحماية صناعتها المحلية أو تشجيعها، وذلك عن طريق وضع نسبة جمركية عالية على البضائع المستوردة، التي تنافس البضائع المماثلة المصنوعة محليا؛  بهدف ترويج الصناعة الوطنية، وتشجيع المواطنين شرائها.

 

4- الاستثمار في العالم والتنوع الحيوي

ما زال الإنسان يعتمد على الموارد الطبيعية، وأصبحـت العولمة قوة دافعـة وراء الانفجار البيولوجـي غير المسبوق، فالتجارة في الأخشاب والمعادن وغيرها تتزايد، والكثير من مناطق التنوع الحيوي في العالم أصبحت مهددة، بسبب الاستثمار الدولي المتزايد في استخراج الموارد. وتعـد غـابـات العالم مستودعـا مهما للتنوع الحيوي، فهي موئل لنصـف الأنواع على الأرض، ولها الكثير مـن الفوائد؛ كالتحكم في الفيضانات وضبط المنـاخ؛ وبسبب زيادة صـادرات الخشب الرقائقي وتزايد استثمار الأخشاب؛ فقد وصل معدل الانقراض الآن إلى (۱۰۰۰) مـرة تقريبا عن المعدل الطبيعي. كما أن ربع أنواع الثدييات في العالم مهددة الآن بالانقراض، و(١٣٪) من أنواع النبات ومصائد الأسماك، حسب إحصائيات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN).

5- الزراعة العضوية

أحـد أساليب الإدارة البديلة في الزراعة، التي تراعي ظروف البيئة الطبيعية للمكان، وتحافظ على عناصر التنوع الحيوي والنشاط البيولوجي للتربة. وذلك باعتمادها مواد طبيعية بدلًا من الأسمدة الكيميائية والمبيدات، والبذور المعدلة وراثيا، ومع الاعتماد على الزراعة العضوية، فإن تلوث الهواء والماء قد انخفض، كما أثر ايجابيا في التنوع الحيوي النباتي والحيواني؛ فالزراعة العضوية زراعة متكاملة، تبدأ من اختيار الأرض واختيار النبات، وحتى وصول المنتج إلى المستهلك.

تؤثر بقايـا الهرمونات والأسمـدة المستخدمة في الزراعة غير العضوية في المياه والتربة والكائنات الحية فيها. كما أن الرياح تنقل  هذه المبيدات إلى مناطق أوسع؛ فتؤثر أيضا في البيئة إن سلبيات هذا النوع من الزراعة هو انخفاض الإنتاج بسبب سيادة بعض الإمراض التي  تصيب النبات أو الحيوان، وانخفاض خصوبة التربة. ومن ثم، ارتفاع أسعار هذه المنتجات .

 

المركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا في الأردن أحد المؤسسات التي تهتم بتطوير تكنولوجيا الزراعة في الأردن، ويشتمل على مختبرات بحثية متخصصة. ومن برامجه البحثية المهمة: برنامج الأراضي القليلة الأمطار، من أجل رفع إنتاجية المراعي الطبيعية وتطوير إدارتها وتحسينها، لتسهم في زيادة الأعلاف من جهة، والحدّ من التصخر من جهة أخرى، بالإضافة إلى برامج لبحوث إدارة المياه والبيئة، وذلك بهدف استغلال المصادر المائية المتاحة، وأفضل نظم الري، واستخدام تقنيات الحصاد لمياه الأمطار.

 

 

 

 

 

 

6- الأردن والاتفاقيات البيئية

مـن الطبيعي أن ينضـم الأردن إلى التيار الدولي المنحاز إلى حرية التجارة؛ نظرا إلى أن النظام الاقتصادي الأردني ميال إلى التجارة الحرة ومبادئ الرأسمالية ميلا واضحًا، وجعل حرية الاقتصاد سياسة تنموية ثابتة لجذب الاستثمار. وقد بدأت حركـة الوعي البيئي في الأردن، بدراسة الأبعاد البيئية لحرية التجارة الدولية؛ عن طريق انضمام الأردن لثلاث اتفاقيات تجارية دولية رئيسة:

أ - اتفاقية منظمة التجارة الدولية .

ب- اتفاقية الشراكة المتوسطية الأوروبية.

ج- اتفاقية التجارة الحرة الأردنية الأميركية الثنائية، التي تضمنت المبادئ البيئية الآتية:

1 . ضمان التنمية المستدامة.

٢ . الحفاظ على مستوى عال من حماية البيئة .

3. تفعيل القوانين والتشريعات البيئة الوطنية .

وذلك إيمانا بضرورة التكامل بين التجارة الحرة وحماية البيئة

وتشكل هذه الاتفاقيات، رزمة متكاملة من تشريعات التجارة الدولية وما يترتب  الأردن من التزامات وتأثيرات خاصة بالبيئة مرتبط بهذه الاتفاقيات الثلاث معا. وعلى الرغم من وجود اختلافات في بعض البنود التفصيلية بينها، إلا أن المبدأ السائد بينها جميعا يسمح في تحديد التأثيرات المتوقعة في الأردن، جرّاء الانضمام إلى هذه الاتفاقيات ضمن بعض الأطر المحددة.

اتفاقيات بيئية :

  • الاتفاقية الدولية للاتجار بالأحياء البرية المهدّدة بالانقراض (سايتس) في عام ۱۹۷۳م، وقع الأردن عليها، في عام 1۹۷۹م.
  • بروتوكول (مونتريال): اتفاقية تمنع إنتاج المواد المستنزفة للأوزون في عام 1۹٨۷م؛للتخلص من الكلورفلوركربون (CFCL) في الدول الصناعية في عام 1۹٩٦م، في الدول النامية بحلول عام ۲۰۱۰م.
  • اتفاقية (كيوتو): معاهدة بيئية دولية خرجت للضوء في مؤتمر قمة الأرض الأولي في عام١٩٩٧م،هدفت إلى تحقيق تثبيت تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، عند مستوى يحول دون تدخَّل بشري خطير في النظام المناخي.