التكوين التاريخي للأمة العربية
أولا: أصل العرب
كانت شبه الجزيرة موطنا للشعوب العربية، وللتعرف إلى أصل العرب تأمل الشكل الآتي:
|
أصل العرب |
||
|
العرب البائدة هم أقوام ذكروا في القرآن الكريم وفي كتب الأخبار ولم يعد لهـم ذكر مثل قوم عاد وثمود.
|
العرب الباقية |
|
|
العرب العاربة (العرباء) ينتسبون إلى قحطان ويرجع موطنهـم للجنوب العربي ( اليمن ) ويسمـون يعرب الجنوب واشتهروا يفصاحة اللسان.
|
العرب المستعربة (المتعربة) ينتسبون إلى عدنان ويسكون وسط شبه الجزيرة العربية وشمالهـا، ويسمـون بعـرب الشمال. سمـوا بالمستعرية؛ لأنهـم انـضـمـوا إلـى العـرب العاريـة وأخـذوا العربية منهم وقد اختلطوا بالأمم غير العربية. |
|
- ما الموطن الرئيس للعرب العاربة؟
يرجع موطنهم إلى الجنوب العربي (اليمن)، ويسمون عرب الجنوب.
- قارن بين العرب العارية والعرب المستعربة من حيث النسب.
العرب العاربة ينتسبون إلى قحطان، والعرب المستعربة ينسبون إلى عدنان.
سـكـن العـرب في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها منـذ آلاف السنين، وتعود أقـدم الإشارات المكتوبـة الـدالـة علـى تسمية العرب إلى عهد الملـك الأكادي (نـرام سين) حوالي(2270-2223ق.م) عندما استولى على الأراضي المتصلة بأرض بابل والتي سمي أهلها باســـــم (عربو)، واستمرت الإشارات إلى العرب ترد في النقوش المسمارية الآشورية، فورد نقش يعود لعهد الملك الآشوري (شلمنصر الثالث 858-823ق.م) الذي هزم حلفا عسكريا شارك فيه عدد من الملوك الآراميين الذين حكموا المدن السورية ومعهم ألف مقاتل من قبيلة عربية بقيادة زعيمها (جنديبو)، وأطلق على تلك الجماعات أسماء منها عريبي و عربي وعربا، وأول إشارة إلى العرب كقوم ورد في نقش النمارة عام ٣٢٨م على شاهد قبر امرى، القيس أحد ملوك المناذرة (أنا ملك العرب كل العرب)، كما ورد ذكر العرب كثيرا في الشعر الجاهلي ومنه قول الشاعر:
هم المانغو البيت والذائدون عن الحرمات جميع العرب
ولقد كان لموقع شبه الجزيرة العربية على طرق التجارة العالمية في العصور القديمة بين الهند والشرق الأقصى من جهة والبحر المتوسط من جهة أخرى أثر كبير في تكوين المجتمعات العربية البدوية والحضرية وظهور عدة ممالك عربية، وللتعرف إليها تأمل الخريطة الآلية :ثم أجب عما يليها :
- اذكر الممالك العربية التي وردت في الخريطة.
معين، سبا، حضرموت، حمير
تعرض جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام لاحتلال خارجي تمثل باحتلال الأحباش لليمن عام 525م بدعم من الدولة البيزنطية بعد إقدام ذي نواس الحميري بعمل إجرامي شائن وهـو إحراق أتباع الديانة المسيحية في نجران، وحاول أبرهة الأشرم احتلال مكة عام 571م للسيطرة على طريق التجارة الغربي (طريق البخور) لكنه فشل ودمـر جيشه، ثم تعرضت اليمن إلى الغزو الفارسي عام 575م، وبقيت تحت سيطرتهم حتى مجيء الإسلام
- ما أثر قضاء الأحباش على دولة حمير في جنوب شبه الجزيرة العربية؟
طمع أبرهة الحبشي في احتلال مكة المكرمة عام 571م، والسيطرة على الطريق التجاري (طريق البخور )لكنه فشل ودمر جيشه
ثانيا: دور قبيلة قريش في تنظيم شؤون العرب قبيل الإسلام
برز دور قبيلة قريش في مكة قبيل ظهور الإسلام وقامت بدور رئيس لتنظيم شؤون العرب، وللتعرف إلى ذلك تأمل الشكل الآتي:
|
دور قبيلة قريش في تنظيم شؤون العرب قبيل الإسلام |
||
|
تنظيم شؤون مكة من خلال خدمة بيت الله الحرام وتولي أمور السدانة والرفادة والسقايـة، وإنشاء دار الندوة وتأكيـد حرمة البيت الحرام وهـذا وفـر الأمـن للقبائل العربية أثنـاء حجهم إلى مكة المكرمة.
|
تنظيم التجارة عبر إنشاء الأسواق الدائمة والموسمية مثل: سوق عكاظ، بالإضافة لإنشـاء الإيلاف وهي معاهدات تجارية وقعها عمرو بن عبد مناف الملقب بهاشم وإخوته مع ملوك الروم والفرس واليمن والحبشة والقبائل العربية في شبه الجزيرة العربية لضمان سلامة قوافل قريش التجارية. |
تنظيم النشاط الثقافي في الأسواق التجارية التي كانت مراكز للنشـاط الأدبي المتمثل بالشعر والخطابة.
|
هل تعلم
إن قيام مملكة كندا في وسط شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي يعد أول محاولة لبعض القبائل العربية الشمالية لإنشاء تحالف قبلي في كيان سياسي عربي محايد يرفض الإذعان لأي دولة أجنبية بدعم من دولة حمير ضم قبيلة أسد وربيعة ، واستمرت المملكة قرنا من الزمن
تنافست الإمبراطوريتان البيزنطية والفارسية للسيطرة على المنطقة العربية، وحاولت كل منهما مد نفوذها إليها، وعملت على تحريض القبائل العربية ضد بعضها البعض وتبنت قيام ممالك عربية في الشمال؛ لتكون حاجزاً بينهما وبين القبائل البدوية في شمال شبه الجزيرة العربية، فوقعت مملكة الغساسنة تحت نفوذ الروم في بلاد الشام، بينما وقعت مملكة المناذرة تحت نفوذ الفرس في العراق. وللتعرف إلى موقع تلك الممالك تأمل الخريطة الآنية، ثم أجب عما يليها:
هل تعلم أن معركة ذي قار عام 610م تعد من أهم المعارك التي وقعت بين العرب والفرس ، فكانت أول نصر للعرب على الفرس
ثالثا : العرب بعد ظهور الإسلام
أرسى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قواعد الدولة في المدينة المنورة حينما
|
الأمصار جمع مصر وهي مدن جديدة أنشأها المسلمون أثنـاء الفتوحات الإسلامية لحاجتهـم المتزايدة لمعسكرات للمقاتلة وتشجيع القبائل العربية للاستقرار، مثل البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر والقيروان في تونس ، ومراكز أنشئت بجوار مدن رئيسة قديمة مثل: دمشق وحمص في بلاد الشام، لتكون منطلقـا لفتوحات جديدة وأصبحـت الهجرة للأمصار شرطا للحصول على العطاء والفي |
وضع(الصحيفة)دستور الدولة بين المسلمين من المهاجرين الأنصار ،فاعتبرهم أمة واحدة من دون الناس،ورسخ مفهوم الولاء والانتماء للأمة بدلا من القبيلة، كما نظم العلاقة مع غير المسلمين.
ساهمت الفتوحات الإسلامية في العصر الراشدي في إزالة الحواجز أمام حركة القبائل العربية إلى الشرق والشمال والغرب، واتخذت سياسة ثابتة لتشجيع الهجرة إلى الأمصار الجديدة والاستقرار فيها، وقد اجتمع في كل من هذه الأمصار قبائل من عرب الشمال والجنوب مما أدى إلى تكوين مجتمعات موحدة أضعفت العصبية القبلية بمفهومها الاجتماعي.
وقد كان لسياسة التعريب التي اتخذها الأمويون أثرها البالغ في نشر اللغة والثقافة العربية. وقد نظم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الدولة وعرب مؤسساتها فأصبحت اللغة العربية لغة والفارسي. الإدارة والدواويـن في البلدان المفتوحة، كما سك النقد العربي (العملة) بديلا عن النقد البيزنطي والفارسي
وبعـد قيام الدولة العباسية التي أكدت على مبدأ المساواة، ورفض العصبية القبلية، وإشراك
العناصر غير العربية في السلطة والجيش ومناحي الحياة كافة، بدأ الصراع بين هذه العناصر، مما عرض الدولة إلى حالة من الضعف والتفكك أدت إلى:
- تغلب العناصر التركية والفارسية على شؤون الدولة.
- الغزو الخارجي في أواخر عهد الدولة العباسية .
وقـد سيطر الأتراك والبويهيون الفرس على مقاليد السلطة في العصر العباسي الثاني، مما أدى إلى تجزئة الدولة العباسية في المشرق إلى دويلات، منها الدولة الحمدانية والسلاجقة، وظهرت في بلاد المغرب دويلات كدولة الأدارسة والأغالبة، فكان لذلك أثر في تنشيط التعريب في إفريقيا.
بعد ضعـف الدولة العباسية وانقسامها لدويلات عديدة تعرضـت البلاد العربية إلى خطرين خارجيين. وللتعرف إليهما تأمل الشكل الآتي:
|
الغزو الخارجي للبلاد العربية |
|
|
الغزو الفرنجي نتج عنه تأسيس عدة كيانات فرنجية في البلاد العربية تمثلت ب :مملكـة بيت المقدس، وإمارة طرابلس (لبنان)، وإمـارة أنطاكية (سوريا)، وإمارة الرها (الجزيرة العربية ) . واستمر وجود الفرنجة إلى أن استطاع العرب المسلمين بقيادة السلطان صلاح الديـن الأيوبي إخراجهم من القدس بعد انتصاره في معركة حطين عـام 583هـ/ 1187م، وتابع المماليك جهـود الأيوبيين في إنهاء الوجود الفرنجي على الأرض العربية.
|
الغزو المغولي هاجم المغـول بقيادة (هولاكو) أحـد أحفاد (جنكيز خان) مؤسس الدولة المغولية بغداد عام 656هـ/ 1258م وقضى على معالم الحضارة العربية الإسلامية فيها بعد إحراقها، ثم تقدم نحو بلاد الشام فسقطت مدنها بأيديهم حتى تمكـن المماليك بقيادة السلطان سيف الدين قطـز من هزيمتهم في معركة عين جالوت عام 658هـ/1260 م على أرض فلسطين وفي سنة ٨٠٣هـ/١٤٠٠م تعرضت بـلاد الشام لغزو مغولي آخر بقيادة (تيمورلنك) الذي دمر دمشق وحلب بعد أن استولى عليهما.
|
رابعا: العرب في ظل الدولة العثمانية (سلطة الأسر العربية)
سيطرت الدولة العثمانية على العالم العربي في مطلع القرن السادس عشر الميلادي باستثناء مراكش، وارتبط العرب بالعثمانيين برابطة الإسلام، هذا واستطاعت بعض الأسر المحافظة . مكانتها في مناطقها وحاول البعض التحرر من سيطرة العثمانيين ومنهم؛
1 - الأسرة المعنية
حكمت جبل لبنان في الفترة (1516م-1697م) وقـد أعلن الأمير فخر الدين المعني الأول خضوعه للسلطان سليم الأول فأبقـى له العثمانيون حكم جبل لبنان، ثم سيطر الأمير فخر الدين المعني الثاني (١٥٧٢-١٦٣٥م) علـى صيدا وبيروت، ووسع نفوذه بعد ذلك إلى حوران وعجلون بعد معركة عنجر مع العثمانيين عام ١٦٢٤م، وامتد نفوذه إلى شمال فلسطين؛ مما اضطر السلطان العثماني إلى الاعتراف بسيطرة المعنيين على لبنان والمناطق المجاورة، وحصل على لقب (سلطان البر) كما امتد نفوذه من حلب إلى القدس والشوبك، وتم القضاء على حكم الأسرة المعنية بعد موقعة عين دارا عام 1697م مع العثمانيين.
2 - ظاهر العمر الزيداني
ساعـد ضعف الدولة العثمانية على ظهور حركـة ظاهر العمر (1695-1775م) الذي وسع نفوذه في فلسطين، واتخذ من عكا عاصمة له ثم مد حكمه إلى حوران وجبل عجلون، وحاول تعزيز مركزه بالتحالف مع القبائل العربية ومع والي مصر،فوطة الأمن والاستقرار في فلسطين، ثم حاول الاستقلال عن الدولة العثمانية فامتنع عن دفع الضرائب لها وخاض عدة معارك في سبيل الحفاظ على إمارته، إلا أن الدولة العثمانية نجحت في القضاء على حكمه عام 1775م.
3- الأشراف في الحجاز
تمتع الأشراف بوضع خاص في إمارة مكة، انطلاقا من مكانهم الدينية والتاريخية التي تعود إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وينحدر الهاشميون أشراف مكة وآل البيت من أصولهم العربية العدنانية، ولم تشهد أية سلالة في التاريخ احتفاظا بامتداد نسبها على النحو الذي اتصفوا به، وكان مركزهم وشرعيتهم الدينية والتاريخية وتواصـل خدمتهم للعرب والمسلمين أثره الممتد على مدى التاريخ، إذ كان للهاشميين عبر التاريخ موقعهم بين قبائل العرب باعتبارهم قادة إصلاح ومشورة، ومن أجل ذلك سعت الدولة العثمانية للحصول على اعتراف الأشراف سيادة الدولة العثمانية على الحجار منذ عهد جدهم الشريف أبي نمي .
4- الدولة الزيدية في اليمن
ظهرت في أواخر عام 1597 م على يد الإمام القاسم الزيدي (1597-1620م) الذي مكن من فرض سيطرته على معظم الأقاليم الشمالية بين صعدة وصنعاء، ولقب بأمير المؤمنين، فناصب العثمانيين العداء وحاربهم وأعلن انفصاله واستقلاله عن الدولة العثمانية وبعد وفاته بايع أتباعه ابنه محمد الذي تم في عهده إخراج العثمانيين من اليمن عام 1635م.
ورغم محاولات العثمانيين إعادة سيطرتهم على اليمن لكنها فشلت، فقررت الدولة العثمانية إجلاء قواتها عن اليمن التي أصبحت أول ولاية عربية تنفصل عن الدولة العثمانية، وتمتعت اليمـن باستقلالها ما يزيد عن مائتي عام تحت حكم الأئمة الزيدية إلى أن عاد الحكم العثماني اليها عام ١٨٧٢م.
5 – الأسرة البوسعيدية في عمان
تمتعـت عمان بحكم مستقل عـن الدولة العثمانية وتصدى اليعاربة للغـزو البرتغالي وحرروا بلادهم في منتصف القرن السابع عشر الميلادي من السيطرة الأجنبية، ثم نجح أحمد بن سعيد بتأسيس حكم الأسرة البوسعيدية عام ١٧٤١م التي توسعت على طول الساحل الإفريقي الشرقي، وأقاموا معاقل لهم في ممباسة وزنجبار (تنزانيا) حتى سواحل مدغشقر .
وقد نجح العمانيون في بناء أسطول كبير سيطر على معظم أنحاء الساحل الأفريقي الشرقي من القرن الأفريقي الصومال وجيبوني) إلى مضيق موزمبيق، وامتد نفوذهم في القارة الإفريقية إلى منابع النيل والكونجو.
6- الدولة السعدية ( ١٥١٠ - ١٦٨٥م)
ظهرت في المغرب الأقصى(مراكش)، ولم تخضع لسلطة الدولة العثمانية، وقد حملت . المقاومة ضد الإسبان والبرتغاليين، وتعاقب على حكمها ثلاثة عشر سلطاناً حكموا ما ير القرن ونصف القرآن، وتلاهم الأشراف العلويون الذين لا زالوا يحكمون المملكة لمملكة المغربية إلى الوقت الحاضر