كانت شبه الجزيرة موطنا للشعوب العربية،فكان أصل العرب هم العرب البائدة هم أقوام ذكروا في القرآن الكريم وفي كتب الأخبار ولم يعد لهـم ذكر مثل قوم عاد وثمود.والعرب الباقية ويقسموا إلى قسمين العرب العاربة (العرباء) ينتسبون إلى قحطان ويرجع موطنهـم للجنوب العربي ( اليمن ) ويسمـون يعرب الجنوب واشتهروا يفصاحة اللسان. العرب المستعربة (المتعربة) ينتسبون إلى عدنان ويسكون وسط شبه الجزيرة العربية وشمالهـا، ويسمـون بعـرب الشمال. سمـوا بالمستعرية؛ لأنهـم انـضـمـوا إلـى العـرب العاريـة وأخـذوا العربية منهم وقد اختلطوا بالأمم غير العربي
سـكـن العـرب في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها منـذ آلاف السنين، وتعود أقـدم الإشارات المكتوبـة الـدالـة علـى تسمية العرب إلى عهد الملـك الأكادي (نـرام سين) حوالي(2270-2223ق.م) عندما استولى على الأراضي المتصلة بأرض بابل والتي سمي أهلها باســـــم (عربو)، واستمرت الإشارات إلى العرب ترد في النقوش المسمارية الآشورية،
ولقد كان لموقع شبه الجزيرة العربية على طرق التجارة العالمية في العصور القديمة بين الهند والشرق الأقصى من جهة والبحر المتوسط من جهة أخرى أثر كبير في تكوين المجتمعات العربية البدوية والحضرية وظهور عدة ممالك عربية.
تعرض جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام لاحتلال خارجي تمثل باحتلال الأحباش لليمن عام 525م بدعم من الدولة البيزنطية بعد إقدام ذي نواس الحميري بعمل إجرامي شائن وهـو إحراق أتباع الديانة المسيحية في نجران، وحاول أبرهة الأشرم احتلال مكة عام 571م للسيطرة على طريق التجارة الغربي (طريق البخور) لكنه فشل ودمـر جيشه، ثم تعرضت اليمن إلى الغزو الفارسي عام 575م، وبقيت تحت سيطرتهم حتى مجيء الإسلام
فكان دور قبيلة قريش في تنظيم شؤون العرب قبيل الإسلام تنظيم شؤون مكة من خلال خدمة بيت الله الحرام وتولي أمور السدانة والرفادة والسقايـة، وإنشاء دار الندوة وتأكيـد حرمة البيت الحرام وهـذا وفـر الأمـن للقبائل العربية أثنـاء حجهم إلى مكة المكرمة وتنظيم التجارة عبر إنشاء الأسواق الدائمة والموسمية مثل: سوق عكاظ، بالإضافة لإنشـاء الإيلاف وهي معاهدات تجارية وقعها عمرو بن عبد مناف الملقب بهاشم وإخوته مع ملوك الروم والفرس واليمن والحبشة والقبائل العربية في شبه الجزيرة العربية لضمان سلامة قوافل قريش التجارية.وتنظيم النشاط الثقافي في الأسواق التجارية التي كانت مراكز للنشـاط الأدبي المتمثل بالشعر والخطابة.
تنافست الإمبراطوريتان البيزنطية والفارسية للسيطرة على المنطقة العربية، وحاولت كل منهما مد نفوذها إليها، وعملت على تحريض القبائل العربية ضد بعضها البعض وتبنت قيام ممالك عربية في الشمال؛ لتكون حاجزاً بينهما وبين القبائل البدوية في شمال شبه الجزيرة العربية، فوقعت مملكة الغساسنة تحت نفوذ الروم في بلاد الشام، بينما وقعت مملكة المناذرة تحت نفوذ الفرس في العراق.
أرسى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قواعد الدولة في المدينة المنورة حينما وضع (الصحيفة )دستور الدولة بين المسلمين من المهاجرين الأنصار ، فاعتبرهم أمة واحدة من دون الناس، ورسخ مفهوم الولاء والانتماء للأمة بدلا من القبيلة، كما نظم العلاقة مع غير المسلمين.
ساهمت الفتوحات الإسلامية في العصر الراشدي في إزالة الحواجز أمام حركة القبائل العربية إلى الشرق والشمال والغرب، واتخذت سياسة ثابتة لتشجيع الهجرة إلى الأمصار الجديدة والاستقرار فيها، وقد اجتمع في كل من هذه الأمصار قبائل من عرب الشمال والجنوب مما أدى إلى تكوين مجتمعات موحدة أضعفت العصبية القبلية بمفهومها الاجتماعي.
وقد كان لسياسة التعريب التي اتخذها الأمويون أثرها البالغ في نشر اللغة والثقافة العربية. وقد نظم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الدولة وعرب مؤسساتها فأصبحت اللغة العربية لغة والفارسي. الإدارة والدواويـن في البلدان المفتوحة، كما سك النقد العربي (العملة) بديلا عن النقد البيزنطي والفارسي ،وبعـد قيام الدولة العباسية التي أكدت على مبدأ المساواة، ورفض العصبية القبلية، وإشراك العناصر غير العربية في السلطة والجيش ومناحي الحياة كافة، بدأ الصراع بين هذه العناصر، مما عرض الدولة إلى حالة من الضعف والتفكك أدت إلى: تغلب العناصر التركية والفارسية على شؤون الدولة. والغزو الخارجي في أواخر عهد الدولة العباسية .
وقـد سيطر الأتراك والبويهيون الفرس على مقاليد السلطة في العصر العباسي الثاني، مما أدى إلى تجزئة الدولة العباسية في المشرق إلى دويلات، منها الدولة الحمدانية والسلاجقة، وظهرت في بلاد المغرب دويلات كدولة الأدارسة والأغالبة، فكان لذلك أثر في تنشيط التعريب في إفريقيا
بعد ضعـف الدولة العباسية وانقسامها لدويلات عديدة تعرضـت البلاد العربية إلى خطرين خارجيين هما الغزو الفرنجي والعزو المغولي ،ثم سيطرت الدولة العثمانية على العالم العربي في مطلع القرن السادس عشر الميلادي باستثناء مراكش، وارتبط العرب بالعثمانيين برابطة الإسلام، هذا واستطاعت بعض الأسر المحافظة . مكانتها في مناطقها وحاول البعض التحرر من سيطرة العثمانيين ومنهم؛ الأسرة المعنية حكمت جبل لبنان في الفترة (1516م-1697م) وقـد أعلن الأمير فخر الدين المعني الأول خضوعه للسلطان سليم الأول فأبقـى له العثمانيون حكم جبل لبنان وظاهر العمر الزيداني ساعـد ضعف الدولة العثمانية على ظهور حركـة ظاهر العمر (1695-1775م) الذي وسع نفوذه في فلسطين، واتخذ من عكا عاصمة له ثم مد حكمه إلى حوران وجبل عجلون، وحاول تعزيز مركزه بالتحالف مع القبائل العربية ومع والي مصر الأشراف في الحجاز وقد تمتع الأشراف بوضع خاص في إمارة مكة، انطلاقا من مكانهم الدينية والتاريخية التي تعود إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وينحدر الهاشميون أشراف مكة وآل البيت من أصولهم العربية العدنانية، الدولة الزيدية في اليمن ظهرت في أواخر عام 1597 م على يد الإمام القاسم الزيدي (١٥٩٧- ١٦٢٠م) الذي مكن من فرض سيطرته على معظم الأقاليم الشمالية بين صعدة وصنعاء والأسرة البوسعيدية في عمان
تمتعـت عمان بحكم مستقل عـن الدولة العثمانية وتصدى اليعاربة للغـزو البرتغالي وحرروا بلادهم في منتصف القرن السابع عشر الميلادي من السيطرة الأجنبية ، والدولة السعدية ( ١٥١٠ - ١٦٨٥م) وظهرت في المغرب الأقصى(مراكش)، ولم تخضع لسلطة الدولة العثمانية، وقد حملت . المقاومة ضد الإسبان والبرتغاليين