مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

العلم يدعو إلى الإيمان

الدراسات الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • اعتنى الإسلام بالعلم وعدَّ طلبه عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه.
  •  وفرضًا على كل مسلم ومسلمة. قال رسول الله : "طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كل مُسلِمٍ".
  •  كما رفض التقليد الأعمى ودعا إلى التفكّر والتدبر.

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • الإيمان بالله تعالى يدعو الإنسان إلى البحث والتفكر في كل ما خلق الله تعالى.
  •  والعلم يوجه الإنسان إلى وجود خالق لهذا الكون.
  •  فتتقاطع حقائقه مع ما جاء في القرآنِ الكريم.

أولًا: العلاقة بين العلم والإيمان

  • هنالك علاقة وثيقة بين الحقائق العلمية والحقائق الإيمانية.
    •  إذ لا تعارض بين العلم الصحيح والإيمان الحق؛ فبينهما ترابط وتكامل؛ فأول آية نزلت من القرآن الكريم دعت إلى طلب العلم؛ قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.
    • كما أن العلم يقوي الإيمان في الناس:
      • فأشد الناس خشية لله تعالى هم العلماء.
      •  وكلّما ارتقى المسلم في علمه، ارتقى حتمًا بإيمانه بالله تعالى ووحدانيته، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.
    •  والحقائق العلمية تدعو للإيمان وتدعم أركانه، قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾.

ثانيًا: دور العلم في الوصول إلى معرفة الله تعالى

يبرز دور العلم في إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى عَبْر مجموعة من الأدلة العقلية، منها:

أ. دليل الخلق والإيجاد:

  • قال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾، فالمخلوقات إما أنها موجودة من غير مسبب يوجدها، وهذا باطل لمخالفته بدهيات العقل؛ لأنها بحاجة لمُوجد.
  • أو أنها أوجدت نفسها من العدم، وهذا منافٍ للعقل، فكيف تخلق نفسها وهي معدومة.
  •  وبطلان هذين الاحتمالين يقود إلى أن هذه المخلوقات لا بد لها من خالق أوجدها.

ب. دليل تنظيم الكون:

  • قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾، فالكون على اتساعه وإبداعه ونظامه المعقد، لا خالق ولا مدبر له إلا إله واحد سبحانه وتعالى.
  •  ولو كان معه آلهة أخرى، لاختل نظام الكون وأصابه الفساد.
  •  فلّما كان الكون منتظمًا محكمًا بأرضه وأجرامه السماوية، ودورانها كل في مجاله، دل ذلك على وجود الإله الواحد سبحانه وتعالى.
  • يقول الدكتور) كونجدن( وهو عالم طبيعي وفيلسوف وعضو الجمعية الأمريكية الطبيعية: "إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه وتعالى ويدل على قدرته، وعندما نحلل نحن العلماء ظواهر هذا الكون وندرسها، فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار عظمة الله تعالى".
  • ويقول الدكتور )أرفنج وليم( وهو اختصاصي وراثة النبات: "إنني أعتقد بوجود الله؛ لأني لا أستطيع أن أتصور أن المصادفة وحدها تستطيع أن تفسر لنا ظهور هذا الكون البديع بكل مكوناته؛ لذا إنني أعتقد وجود الله، لأن وجوده هو التفسير المنطقي الوحيد لكل ما يحيط بنا من ظواهر هذا الكون التي نشاهدها".

ثالثًا: دور العلم في ترسيخ إيمان المؤمنين

  • إن التفكر في عظيم خلق الله تعالى وإبداعه في الكون والإنسان يؤدي إلى ترسيخ الإيمانِ في نفوس الناس.
  •  ودلائل عظمته سبحانه وتعالى في الكون كثيرة، منها: اختلاف الليل والنهار نتيجة دوران الأرض حول نفسها، وهذا الدوران من الآيات الباهرة التي تدل على وجود الله تعالى.
  • وقد احتوى القرآن الكريم كثيرًا من الحقائق العلمية التي لم يكن يعرفها الناس وقت التنزيل،  واكتشفت حديثًا مما يؤكد صدق القرآن الكريم وأنه من عند الله تعالى.
  •  فلا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، وهذا ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

ومن الأمثلة على الحقائق العلمية الواردة في القرآن الكريم:

أ. دورة الماء في الطبيعة:

  • قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾، (الودق: المطر(.
  •  فدلَّتِ الآية على مراحل تكون المطر ونزوله.

ب. أخفض منطقة على اليابسة:

  • قال تعالى: ﴿الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)﴾.
  •  فقد أشارت الآية إلى حقيقة جغرافيّة لم تكن معروفة وقت نزول الوحي وبعده لقرون كثيرة.
    • فقد أكّد العلماء أن كلمة ﴿أَدْنَى﴾ تأتي بمعنى أخفض.
    • وقد جاء العلم التجريبي مُؤكِّدًا هذه الحقيقة بأن (منطقة حدوث المعركة بين الروم والفرس) وهي منطقة البحر الميت وما حولها تنخفض عن مستوى البحر بأكثر من 350 مترًا تقريبًا.
    •  وأنها أخفض نقطة سجلتها الأقمار الصناعية على اليابسة.

ج . أطوار خلق الإنسان في رحم الأم:

  • قال تعالى: ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾، وقد سَبقت الآيات الكريمة العلم الحديث في بيان مراحل خلق الإنسان.
  •  قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)﴾.
  • فمن الذي أخبر سيدنا محمّدًا بهذا في وقت لم تكن فيه اكتشافات علمية؟ إنه الله عز وجل الذي وسع علمه كل شيء سبحانه.
  • إن خلق الإنسان آية على وجود الله تعالى.
    •  فلو تأمل الإنسان في نفسه، لأيقن إعجاز خلق الله تعالى في كل مكون من مكونات جسده وعقله، قال تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾.
    •  فمثلًا، يحلل الجهاز الهضمي الطعام إلى عناصر مختلفة ليذهب كل عنصر إلى حيث يؤدي وظيفته، أما العنصر الذي لا فائدة منه، فيُطرد خارج الجسم في نظام بديع يشعرنا بعظمة خلق الله تعالى.
    • أما نظام توزيع الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم عَبْر الشرايين، ثم عودته إلى القلب عَبْر الأوردة، ومرور الهواء الجديد الذي جلبه التنفس ليصلح الدم بعد فساده فيستفيد منه الجسم، فهو دليل آخر على وجود الله الخالق القدير.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

أوْلى النّبيّ العلم اهتمامًا كبيرًا؛ لفضله ولأهميته في ترسيخ الإيمان في قلوب المسلمين، ومن ذلك أنه :

  • أمر بنشر العلم، ونهى عن كتمانه فقال : "مَنْ سُئِلَ عَن عِلمٍ فَكَتمَه، أَلجمَه اللهُ يومَ القيامةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ".
  • بيّن مكانة العلماء، وفَضّل المشتغل من المسلمين بالعلم النافع، عمن غلبت عليه العبادة، فقال : "وإِنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القَمرِ ليلةَ البَدرِ على سائرِ الكَواكِبِ، وإِنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأَنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا دِرهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمَن أَخذَه أَخذَ بِحَظٍّ وافر".

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

(العلم يدعو إلى الإيمان (، كتاب علميّ وضعه العلّامة الأمريكيّ "كريسي موريسون"، وهو يعالج مسائل تختص بالفلك، والجيولوجيا، والطبيعة، والكيمياء، والطب، وعلم الأحياء، ونحوها، ويبسِّط هذه المسائل العلمية لدرجة تقربها إلى ذهن كل قارئ، على نحو يقود بالضرورة إلى الإيمان بوجود الله عز وجل.