مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

القيم السياسية في الإسلام

العلوم الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

تسعى المجتمعات إلى تحقيق الحياة الكريمة التي تحفظ لأفرادها الأمن والاستقرار والرفاهية، وذلك عن طريق: 

- إيجاد نظام حكم يدير شؤونها.

- ويضبط علاقات الأفراد والمؤسسات فيها.

- ويضبط علاقة الدولة بغيرها من الدول.

والمتتبع لمسيرة الحضارة الإسلامية منذ عهد النبوة يجد أن نظام الحكم يستند إلى مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاق .

أولا: مفهوم القيم السياسية في الإسلام

هي المبادئ والقواعد المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تضبط علاقة مؤسسات الحكم ببعضها، وعلاقتها بالأفراد، وتضبط علاقة الدولة بغيرها من الدول.

 وقد ظهرت ممارسات سياسية في حياة النبي ﷺ ، وفي عهد الخلفاء الراشدين أيضا، تطبيقا لهذه المبادئ.

ثم تطورت الحياة السياسية في الإسلام وذلك:

- وفق مقتضيات العصور المختلفة.

- وتشكلت جملة من القواعد والأنظمة ناتجة عن الممارسات والتجربة البشرية.

ثانيا : أهمية القيم السياسية

لم تكن السياسة في الحياة الإسلامية بعيدة عن الأخلاق الفاضلة والقيم الأصيلة، وتظهر أهمية القيم السياسية في جانبين اثنين:

1- أنها تمثل المعايير التي تحدد السلوك المرغوب فيه من السلوك المرفوض

 فتحقيق العدل للناس جميعهم وذلك على اختلاف أصولهم وألوانهم ومعتقداتهم مطلوب.

والظلم والتمييز بين الناس لأي سبب كان مرفوضاً.

دل على ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} 

2- تنظم الحقوق والواجبات للأطراف جميعها في المجتمع.

 - فالحياة الكريمة حق للمجتمع على الدولة.

- واحترام النظام والالتزام بالقوانين حق الدولة على أفراد المجتمع جميعهم.

ثالثا: صور من القيم السياسية في الإسلام

اشتمل نظام الحكم في الإسلام على مجموعة من القيم السياسية، منها:

1-طاعة الحاكم

تجب الطاعة لولاة أمر المسلمين وهم الحكام في غير معصية الله تعالى.

دل على ذلك قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ} 

وتجب الطاعة لهم؛ لأن حفظ الدين والحقوق وحفظ الأمن والاستقرار، متعلق بطاعتهم والانقياد لهم؛ فطاعتهم طاعة لله تعالى.

2- العدل والمواساة

اتفقت  الشرائع السماوية على إقامة العدل بين الناس.

دل على ذلك قول الله تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } 

والعدل من القيم السياسية العليا في الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} 

فالعدل:  يؤدي إلى إعطاء كل ذي حق حقه، وهذا يحقق أمن المجتمعات واستقرارها.

وأما المساواة: فتعني عدم التمييز بين المواطنين بناء على اختلاف العرق أو الجنس أو الدين أو الفكر أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

3- الشورى

هي الأخذ برأي أهل العلم وذوي الخبرة والاختصاص في الشؤون العامة والتشريعية ومراقبة السلطة التنفيذية في تسيير الأمور العامة للأمة وإبداء النصح لها.

والشورى حق للأمة على الحاكم.

وفيها مشاركة للحاكم في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 

4- الحرية

الحرية: هي حق منحه الله تعالى للإنسان بمقتضى فطرته الإنسانية وفق مقتضيات الشرع.

فالله تعالى خلق الإنسان ومنحه العقل والإرادة.

ليكون مسؤولا عن تصرفاته.

شريطة عدم الاعتداء على حرية الآخرين أو النظام العام.

 لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى والانحلال.

وعبر عن هذا المعنى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

5-التعاون والتكافل

ويتمثل في الحفاظ على المجتمع.

وتحقيق الأمن له.

وحمايته من الأعداء.

وتحقيق السعادة للأفراد بتحقيق الحياة الكريمة ووسائل العيش الكريم،

دل على ذلك قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}

فيجب على الناس جميعا التعاون على جلب الخير ودفع الأذى:

لأن التفريط في ذلك يؤذن بدمار المجتمعات وخرابها.

وضياع أبنائها وفساد حالها.

دل على ذلك قول الله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} 

رابعا: آثار القيم السياسية في الإسلام

تظهر للقيم السياسية آثار عظيمة في ممارسات الأفراد والمجتمع منها:

1- تحقيق المواطنة الصالحة

الشعور بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع جميعهم مع الشعور بالمحبة والانتماء للوطن.

فقد فطر الله تعالى الإنسان على حب وطنه الذي نشأ فيه آمنا، وانتفع من خيره وثماره.

وقد عبر النبي ﷺ عن حبه وانتمائه  لوطنه فقال مخاطبا مكة "ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا  أن  قومي أخرجوني منك  ما سكنت غيرك

وتظهر المواطنة الصالحة لدى الأفراد في:

- حسن  التعامل مع الآخرين.

- والحرص على تقديم الخير لهم.

- واحترام حريتهم.

- وتقبل وجهة النظر المخالفة.

- واحترام الدولة ومؤسساتها والدستور والالتزام بالأنظمة والقوانين.

- والمحافظة على الممتلكات العامة.

- والانتماء للوطن بالدفاع عنه والاعتزاز به، والمشاركة في تقدمه ورقيه.

2-انتشار الأمن والاستقرار

تحقيق الأمن في الأوطان من أعظم النعم التي امتن الله تعالى  بها على الناس

دل على ذلك قوله تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } 

فمن ثمار الأمن والاستقرار:

- تتحقق الغاية من خلق الإنسان به، وهي عبادته سبحانه وتعالى.

- ويشعر أفراد المجتمع بالسكينة والطمأنينة.

- وتستثمر الطاقات في تنمية المجتمع وتقدمه.

- ويسود التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع.

3- المشاركة السياسية

- تأتي أهمية المشاركة السياسية في مواقع  صنع القرار، ومواقع التأثير في السلطتين التشريعية أو التنفيذية في كونها تمكن الناس من الحصول على حقوقهم.

وتعد الانتخابات:

- من أبرز صور المشاركة السياسية التي يُختار عن طريقها ممثلو الشعب في السلطة التشريعية.

- وهي طريقة من الطرائق الجائزة للوصول إلى مراكز صنع القرار وإدارة البلاد.

- فتدخل في مفهوم الشورى، دل على ذلك قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}

- وتعد الانتخابات تزكية وشهادة، فيحرص من ينتخب ألا يزكي للمسؤولية العامة إلا من يتصف بالقوة، والأمانة،

- فيكون اختياره وفق ما يحقق المصلحة العامة للمجتمع، وليس لاعتبارات أخرى،

دل على ذلك قول الله تعالى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ}،