مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

المسجد الحرام

العلوم الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

فاضل الله تعالى بين الأزمنة والأمكنة حيث:

- جعل الجمعة خير الأيام.

- وشهر رمضان خير الشهور.

- وجعل مكة المكرمة من أفضل الأماكن وأطهرها للأسباب الآتية:

  • فهي مهبط الوحي.
  • ومهد الرسالة.
  • وتضم عددا من المواقع المعظمة، والمقامات المباركة، والمشاعر المقدسة، والآيات البينات ما يزيدها تشريفا وتعظيما وإكراما.

فلا ينبغي أن يجهل فضلها ومكانتها أحد من المسلمين.

أولا : فضل مكة المكرمة

 جعل الله تعالى مكة المكرمة خير البقاع على الأرض، وكرمها، وأعلى من شأنها، ويظهر ذلك مما يأتي:

1- جعلها الله مهد خاتمة الرسالات السماوية

2- جعلها الله قبلة المسلمين إلى قيام الساعة

3-  جعل الله لها أحكاما خاصة بها من دون غيرها من مثل:

- حرمة الصيد فيها.

- وحرمة قطع شجرها.

- وحرمة حمل السلاح فيها.

- وعظم فيها الظلم وسفك الدماء.

دل على ذلك قول الله تعالى :" إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" 

4-   أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم

وفي هذا القسم دلالة على عظمة مكانتها ورفعة منزلتها عند الله تعالى.

دل على ذلك قوله تعالى:{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* هَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ } 

والتعبير باسم الإشارة (وهذا )يدل على مكانة البلد الحرام عند الله تعالى، ثم وصفه بـ( الأمين) أي: بمعنى آمن.

5- جعلها آمنة مباركة يأتيها الرزق والخير كل حين ومن كل مكان

وذلك استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام عندما دعا ربه تعالى بذلك، كما جاء في القرآن الكريم.

قال الله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ  رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }

فاستجاب الله تعالى هذا الدعاء المبارك:

- فرزق أهل مكة المكرمة الخيرات والأرزاق التي تأتيهم من كل مكان.

- وجعل قلوب المسلمين تشتاق إليها، فكلما ازدادوا زيارة لها ازدادوا شوقا إليها.

6- أن الله تعالى جعلها أحب البلاد إليه سبحانه

وهي كذلك أحب البلاد إلى النبي ﷺ، فقد قال رسول الله ﷺ:

- "إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله".

- وقال ﷺ أيضا "ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك ".

وتضم مكة المكرمة عددا من المواقع المقدسة:

- ومنها المسجد الحرام الذي جعل الله تعالى فيه بيته.

قال تعالى:{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين } 

ثانيا: المسجد الحرام .

كان المسلمون في بداية الإسلام يتجهون في صلاتهم نحو المسجد الأقصى، واستمرت هذه الحال أكثر من سنة.

وكان النبي ﷺ يحب أن يتوجه في صلاته إلى المسجد الحرام.

فأنزل الله تعالى قوله: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} 

فصار المسجد الحرام قبلة المسلمين يتوجهون إليها في صلواتهم جميعا.

وحث النبي ﷺ المسلمين على زيارته بالحج أو العمرة، فقال ﷺ "الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم".

وتظهر مكانة المسجد الحرام مما يشتمل عليه من مواقع، ومنها:

(الكعبة المشرفة، الحجر الأسود، الركن اليماني، مقام إبراهيم عليه السلام، ماء زمزم، الصفا والمروة)، وفيما يلي تعريف بهذه المواقع:

1 - الكعبة المشرفة

سميت بذلك نسبة لشكلها المكعب، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم باسمها الصريح (الكعبة).

قال الله تعالى: { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ }، أي: صلاحا لدينهم، وأمنا لمن توجه إليها.

وقد قام إبراهيم عليه السلام برفع البيت يعاونه في ذلك ولده إسماعيل عليه السلام، 

دل على ذلك قوله تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

وجعل  الله تعالى الطواف حول الكعبة ركنا للحاج والمعتمر، وسنة لغيرهم.

وجعل الله تعالى للطواف أجرا عظيما، دل على ذلك قول النبي ﷺ:"من طاف بالبيت كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة ".

وجعل أجر الصلاة في المسجد الحرام كأجر مئة ألف صلاة عن غيرها من المساجد

دل على ذلك قول رسول الله ﷺ: "صلاة في مسجدي – المسجد النبوي–  أفضل من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة في ما سواه ".

2- الحجر الأسود

هو الحجر المنصوب في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، ومن محاذاته يبدأ الطواف حول الكعبة، والحجر الأسود كما بين رسول الله ﷺ من الجنة.

وقد علمنا النبي ﷺ: الطريقة المشروعة لتعظيم الحجر الأسود:

- فمن بدأ طوافه حول الكعبة سُنَّ له أن يُقبّله أو  يمسحه أو يشير إليه بيده، حسب استطاعته ويقول: الله أكبر.

ففي تقبيله ومسحه أجر وثواب فهو يتبع بذلك سنة النبي ﷺ.

ولا يجوز التدافع وإيذاء الآخرين لمن أراد تقبيله أو مسحه فيفوت الأجر والثواب.

فهذه الأعمال التي سن لنا رسول الله ﷺ القيام بها للتعبد والاتباع.

ولا يعني ذلك أن الحجر الأسود يضر أو ينفع.

فقد علمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه درسا عظيما في الاتباع للنبي ﷺ لما وصل في طوافه إلى الحجر فقال: "إني أعلم أنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك".

3- الركن اليماني

هو ركن الكعبة الغربي الجنوبي، ويسن مسحه لا تقبيله، كما علمنا الرسول ﷺ.

ولم يرو عنه أنه استلم أي ركن من أركان الكعبة إلا الركن الذي فيه الحجر الأسود والركن اليماني.

وبين النبي ﷺ الأجر في استلام الركنين فقال: "إن مسحهما يحطان الخطيئة".

4- مقام إبراهيم عليه السلام

هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة المشرفة، لما ارتفع البناء، ثم قام مؤذنا عليه في الناس بالحج بعد أن اكتمل بناء الكعبة.

وقد سن الله تعالى للناس الصلاة خلفه عند الفراغ من الطواف حول الكعبة،

وهذا ما دل عليه قول الله تعالى: « وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى »

ومن لم يتيسر له الصلاة خلف مقام إبراهيم عليه السلام بسبب الزحام، فإنه يجوز له أن يصلي في أي مكان من المسجد الحرام.

5- ماء زمزم

هو خير ماء على وجه الأرض، وطعام  طيب مبارك وشفاء نافع بإذن الله تعالى، قال عنه النبي ﷺ  "فيه طعام الطعم، وشفاء من السقم".

6-  الصفا والمروة

هما موضعان مرتفعـان محاذيان للكعبة المشرفة.

أوجب الله تعالى للحاج والمعتمر السعي بينهمـا فـي الحج والعمـرة سـبعـة أشواط

دل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

  فالساعي بينهما ينبغي  له ما يأتي: 

- أن يستحضر عزيمة أم إسماعيل عليه السلام وهي تأخذ الأسباب في البحث عن الماء.

- وعلى الساعي أن يتذكر فقره وذله وحاجته إلى الله تعالى.

ثالثا:  واجب المسلم نحو المسجد الحرام

إن المسلم يعظم ما عظمه الله تعالى، ويستحضر مكانة المسجد الحرام في نفسه، ويعلم أن عليه حقوق تجاهه ينبغي أن يقوم بها، ومن ذلك:

1-  تعاهد زيارته حسب الاستطاعة والقدرة

 وذلك بالحرص على أداء فريضة الحج وأداء العمرة.

دل على ذلك قول النبي ﷺ "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".

2- الدخول إليه بخشوع وأدب

وذلك بخفض الصوت والإقبال على الله تعالى.

والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.

والدعاء بقول رسول الله ﷺ: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك".

وعند رؤية الكعبة يدعو : "اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا، وزد من زاره ممن حج أو اعتمر تعظيما وتشريفا ومهابة".

ثم يدعو بما شاء، وإذا خرج من المسجد الحرام قال: "اللهم إني أسألك من فضلك".

3- المحافظة عليه والدفاع عنه من أي اعتداء.

وتوعية الناس بمكانته وتشجيعهم وتشويقهم للصلاة فيه.

وتقديم وقف أو صدقة جارية لما يحتاجه الحجاج والمعتمرين.