الدراسات الإسلامية

التوجيهي أدبي

icon

التعلم القبلي

- خلق الله تعالى الإنسان لعبادته، وشرع له من العبادات التي تكفل له الفوز بالآخرة.

- وتتمثل (العبادات) في التوجُّه إلى الله تعالى بقلبه، وتعظيمه، والتضرّع إليه بلسانه، والتقرّب إليه بماله، والخضوع له بأعضائه وجوارحه. قال تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ  ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ  أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} [الأنفال: 2- 4] (وَجِلَتۡ: خَافَت).

أستذكر

أستذكر مثالا على كلٍّ مما يأتي:

أ. العبادة القلبية: الخوف من الله تعالى/ الرجاء من الله تعالى.

ب. العبادة البدنية: الصلاة/ الحج.

ج. العبادة اللسانية: تلاوة القرآن/ ذكر الله تعالى.

د. العبادة المالية: الزكاة/ الصدقات.


الفهم والتحليل

- حرص الإسلام على أن يزرع في صدور المؤمنين المهابة والتعظيم لأحكام شريعته، والمحبة والرضا لالتزامها، وتوقير رسولها ﷺ وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، والتحلي بالآداب والأخلاق الحميدة عند أدائها في الأماكن المخصصة لها.

- وجعل ذلك من علامات صِدق الإيمان، وحُسن الاتّباع. قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} [الحج: 32].

أولا: مفهوم تعظيم الشعائر الدينية

تعظيم الشعائر الدينية: هو الإجلال والتوقير والمحبّة لكلّ ما يتعلق بالدين من أصول وعقائد وتشريعات، وما ارتبط بأداء بعض العبادات من أوقاتٍ معينة وأماكن محددة.

* تعظيم الله تعالى:

- إنّ أوّل ما ينبغي تعظيمه هو الله تعالى خالقُ هذا الكون.

- الدليل على تعظيم الله تعالى: قال تعالى: {لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ (4) تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} [الشورى: 4- 5] (يَتَفَطَّرۡنَ: يَتَشَقَّقْنَ من عَظَمَتِه سبحانه وتعالى).

- وقد عاب القرآن الكريم على المشركين عدم تعظيمِهم لله تعالى، وجهلَهم بقدْرِه عزّ وجلّ. قال تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} [الزمر: 67].

- ومن صُور تعظيم الله تعالى: اتّباعُ أوامره، واجتنابُ نواهيه. قال تعالى: {وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُ} [الطلاق: 1].


ثانيا: مظاهر تعظيم الشعائر الدينية

* أهمية تعظيم الشعائر الدينية: تظهر أهمية التعظيم لشعائر الله تعالى في تحقيق معنى العبودية لله تعالى؛ بحيث يكون العبدُ ممتثلًا لكل ما أمر الله تعالى به، ومجتنِبًا لكل ما نهى سبحانه عنه.

أ. تعظيم القرآن الكريم:

  • الدليل على تعظيم القرآن الكريم: قال تعالى: {وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} [الحجر: 87].
  • مظاهر تعظيم القرآن الكريم:

- الإيمان بأنه كلام الله تعالى.           - احترامه.                    - حِفظُه.

- العناية به.                                       - اتّباع ما جاء فيه.

- المداومة على تلاوته.                      - الحرص على الاستماع إليه.

- تدبُّره، واكتشاف ما فيه من سُننٍ وقوانين، والعمل بأحكامه. قال تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [صٓ: 29]. 

- الحرص على الطهارة عند قراءته.

ب. تعظيم سيدنا محمد :

* مظاهر تعظيم سيدنا محمد :

- الإيمان بأنّ سيدنا محمدًا هو رسول الله ﷺ وخاتم الأنبياء والمرسلين.

- محبته .                                        - تعظيم سنّته والدفاع عنها.

- اتّباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.   - الرضا بما جاء به.

- الصلاة عليه عند ذكره .

* الدليل على تعظيم سيدنا محمد : قال تعالى: {لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} [الفتح: 9] (تُعزِّروه: تعينوه وتنصروه، تُوقِّروه: تعظِّموه وتُفخِّموه).

* مظاهر تعظيم الأنبياء عليهم السلام:

- الإقرار بنبوّتهم.

- تصديقهم جميعًا فيما أُرسِلوا إليه وبُعثوا به.

- الدفاع عنهم.                                      - عدم التفريق بينهم.

ج. تعظيم الأحكام الشرعية:

* مظاهر تعظيم الأحكام الشرعية:

- تعلُّم هذه الأحكام.                             - تعليمها.

- سؤال العلماء عنها.                         - الالتزام بها.

- الابتعاد عمّا يُبطلها؛ إرضاءً لله تعالى، وسعيًا لنيل الأجر والثواب.

* من الأمثلة على تعظيم الأحكام الشرعية:

- الالتزام بأداء الصلاة في وقتها.       - صوم رمضان.

- أداء الزكاة.                                       - حجّ البيت إذا توافرت شروطُه.

د. تعظيم الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

* مظاهر  تعظيم الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

- تقدير مكانة الصحابة.         - الدفاع عنهم.         - عدم الانتقاص منهم.

* مكانة الصحابة رضي الله عنهم:

- فهُم من نصروا رسول الله .

- عاصروا نزول الوحي.                       - نقلوا القرآن الكريم إلينا.

- بلَّغوا حديث رسول الله .        - جاهدوا في سبيل نشر الدين.

- نالوا الثناء من الله عز وجل. قال تعالى: {مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ } [الفتح: 29].

هـ. تعظيم الأوقات والأماكن التي يرتبط بها أداء بعض العبادات الشرعية.

 1- الشعائر الزمانية:

  • يوم الجمعة:

* مظاهر تعظيم يوم الجمعة:

- الاغتسال لصلاة الجمعة.                    - ارتداء أحسن الثياب.

- حضور الصلاة.                                      - تحرّي ساعة إجابة الدعاء.

* الدليل على تعظيم يوم الجمعة: قال رسول الله : "خيرُ يومٍ طَلَعَت عليه الشمسُ يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أُدخِل الجنة، وفيه أُخرِج منها".

  • شهر رمضان:

* مكانة شهر رمضان:

- عظَّم الله تعالى هذا الشهر.              - فضَّله على غيره من الشهور.

- أنزل فيه القرآن الكريم. 

* الدليل على تعظيم شهر رمضان: قال تعالى: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰاتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ} [البقرة: 185].

* مظاهر تعظيم شهر رمضان:

- صيامه.                                               - قيامُه.

- اجتناب المحرمات، وصون الجوارح فيه عن المعاصي والمنكرات.

  • الأيام العشرة من ذي الحجة:

* مظاهر تعظيم الأيام العشرة من ذي الحجة:

- أداء فريضة الحج.                               - صوم يوم عرفة.

- الإكثار في هذه الأيام من الطاعات وأداء القربات إلى الله تعالى.

2. الشعائر المكانية:

* يُقصد بها المساجد.

* مكانة المساجد: هي بيوت الله تعالى. قال تعالى: {وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا} [الجن: 18].

* مظاهر تعظيم الشعائر المكانية (المساجد):

- عمارتها.                                               - المواظبة على الصلاة فيها.

- ارتداء الثياب اللائقة عند التوجّه إليها.  - التزام الذكر والدعاء فيها.

- تجنّب رفع الصوت فيها.                     - إقامة المجالس العلمية فيها.

- المحافظة على نظافتها.

* أعظم المساجد:

- المسجد الحرام.                                  - المسجد النبوي الشريف.

- المسجد الأقصى المبارك.

* مكانة المساجد الثلاثة:

- بناها الأنبياء عليهم السلام.              - فيها يضاعف ثواب أداء الصلاة.

* مظاهر تعظيم المساجد الثلاثة:

- وجوب تعظيمها.                              - الدفاع عنها.

- تعرّف مكانتها.

* الدليل على تعظيم المساجد الثلاثة: قال رسول الله : "ولا تُشدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجدَ : مَسجِدِ الحرامِ ، ومَسجِدي هذا ، ومَسجِدِ الأَقصى".


أتدبر وأستنتج

أتدبر النصين الشرعيين الآتيين، ثم أستنتج منهما العمل الذي يتنافى مع تعظيم الشعائر:

1. قال تعالى: {ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [الحج: 197].

الإجابة: (القيام بالمعاصي/ والتخاصم في الكلام/ وارتكاب محظورات الإحرام).

2. قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰاتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} [البقرة: 264].

الإجابة: (المنّ على الفقراء/ الرياء في الصدقة/ الكفر بالله).


الإثراء والتوسع

يعمد بعضُ الناس إلى أداء أعمالٍ أو التلفّظ بأقوالٍ تتنافى مع تعظيم الشعائر الدينية، مثل:

- الاستخفاف بمبادئ الإسلام.               - السخرية والاستهزاء بالدين.

- إطلاق الفكاهات أو الألفاظ التي تطعن في الأنبياء عليهم السلام، أو في القرآن الكريم، أو في بعض العبادات الشرعية.

  • موقف الإسلام من أداء أعمالٍ أو التلفّظ بأقوالٍ تتنافى مع تعظيم الشعائر الدينية: نهى الإسلام عن فعله. قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ} [المائدة: 2] (لا تُحِلُّوا: لا تنتهكوا حُرمتها).
  • نبَّه الإسلام الناس على حُرمة الجلوس مع المستهزئين بالشعائر الدينية. قال تعالى: {وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰاتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].
  • كذلك حرَّم الإسلام الانتقاص من قدر أهل الصلاح والتقوى. قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 29- 30].

 

دراسة معمقة

كتاب (مقال الناصحين بحفظ شعائر الدين).                  

*  منهج المؤلف:

- اعتمد المؤلِّفُ على الوعظ والإرشاد إلى أصول الدين وتعاليمه.

- نبَّه على ضرورة الاهتمام بالعوامل المؤثرة في تعظيم الفرد شعائر الدين. مثل: المداومة على الطاعة، وعُلوِّ الهمّة، والتحلّي بالصبر، وحُسن التربية. 

مستخدمًا الرمز المجاور، أرجع إلى الفصل الرابع من هذا الكتاب، ثم أبين منه مظاهر تعظيم القرآن الكريم.

الإجابة: (حفظ حُرمته، تدبره وفهمه، إكرام حافظ القرآن الكريم).

 

القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس.

1) أُعظِّمُ شعائر الله تعالى.

2) أحرص على التزام العبادات.

3) أتجنّب الجلوس في الأماكن التي تُنتهك فيها حرمات الشعائر الدينية.