نص الحديث النبوي الشريف :
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنّما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ ، فجاء ذا بعودٍ ، وجاء ذا بعودٍ ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه )
** أولا : راوي الحديث النبوي الشريف :
اسمه : سهل بن سعد بن مالك الأنصاري الساعدي رضي الله عنه |
---|
كان اسمه ( حزن ) .. فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى سهل |
آخر من مات من الصحابة في المدينة المنورة |
عاش 100 عام |
توفي سنة 91 هجرية |
** ثانيا :معاني المفردات والتراكيب :
- محقرات الذنوب : صغائر المعاصي التي لا يبالي الإنسان بها
- ذا : اسم إشارة بمعنى هذا
** ثالثا : الشرح العام للحديث :
- أمر الله تعالى الناس بعلادته وتنفيذ أوامره واجتناب ما نهى عنه من المعاصي والذنوب
- حذر الحديث النبوي الشريف من التهاون في ارتكاب الذنوب والمعاصي ولو كانت صغيرة ،
- شبّه النبي صلى الله عليه وسلم خطر الذنوب الصغيرة بعود الشجر الصغير الذي لا يشعل لوحده نارا كبيرة ، ولكن إذا اجتمع العود الصغير مع العود الآخر أدى ذلك لاشتعال نار شديدة.
- وكذلك الذنوب الصغيرة ، إذا اجتمعت مع بعضها البعض صارت كبيرة وأوشكت أن تهلك صاحبها في النار
** رابعا : أنواع الذنوب : الذنوب ليست على درجة واحدة فمنها الكبائر ومنها الصغائر
نوع الذنوب | التعريف | الأمثلة |
---|---|---|
الكبائر | كل ذنب قرن به وعيد شديد كلعن الله لمرتكبها أو غضبه وتوعده بالعذاب الشديد |
القتل يعد كبيرة من الكبائر ، قال تعالى: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا شديدا ) القتل من الكبائر التي جمعت عقوبة: ( الغضب واللعن وجهنم والعذاب ) |
الصغائر | الذنوب التي لا يكون فيها ما يوجب الحد في الدنيا أو الوعيد في الآخرة | ترك السلام على الناس ، مجالسة رفقاء السوء ، الخصومة فوق ثلاثة أيام وغيرها. |
** خامسا : علاقة الإيمان بارتكاب المعاصي والذنوب :
_ الإيمان بالله وتعاظم خوف المؤمن من الله في قلب المؤمن أصل الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة ...
_ قوة الإيمان تحول بين الإنسان وارتكاب المعاصي
_ ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الإيمان والعمل الصالح وترك المعصية ، الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره )
_ ضعف الإيمان يبدأ من قساوة القلب وهجر القرآن والغفلة عن الصلاة والعبادات
_ إذا وقع الإنسان بالمعصية وأصر عليها ، يبدأ حبها يزداد في قلبه حتى يألفها وتصبح جزءا من حياته ،
_ ارتكاب المعاصي دليل على ضعف الإيمان ، الحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) أي تنتفي عنه صفة الإيمان حال ارتكابه للمعصية والذنب
_ يزداد إثم الذنوب الصغيرة في الحالات الآتية :
1- كثرة ارتكابها والإصرار على فعلها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ( لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار ) |
---|
2_ الفرح بفعلها والتفاخر بها ، الحديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) |
3_صدورها عمن يقتدي الناس به ، لأنه بفعله للذنب يتسبب بإغواء الناس فيحمل وزر نفسه ووزر من اقتدى به |
** سادسا : موقف المسلم من الذنوب والمعاصي :
- حذر الحديث الشريف من التهاون في صغائر الذنوب لأنه يؤدي بالمسلم إلى اعتيادها وقبولها والإقبال عليها
1 _ يجب على المسلم ترك الذنوب كلها صغيرها وكبيرها ، تعظيما لحق الله تعالى وألا ينظر لصغر الذنب بل ينظر إلى عظمة من عصى
2 _ إن أخطأ المسلم وارتكب ذنبا فعليه:
- - أن يسارع للإقلاع عن المعصية،
- - والتوبة إلى الله تعالى،
- - والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح ، الآية ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ..)