مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

زبيدة زوجة هارون الرّشيد رحمها الله تعالى

العلوم الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

  كان للمرأة ولا يزال أثر في خدمة الإسلام والمسلمين،  فكان لبعضهن فضل في البذل والعطاء.

ومن هؤلاء النساء زبيدة زوجة هارون الرشيد، وهي في سيرتها تشكل أنموذجا للمرأة العربية المسلمة التي اعتنت بخدمة الناس، لا لجيلها وحده فقط بل للأجيال المتعاقبة.

أولا: اسمها ونسبها

- اسمها أمة العزيز بنت جعفر بن المنصور.

- ولدت عام (149هـ).

- وقد عرفت بزبيدة لأن جدها المنصور كان يداعبها ويناديها بزبيدة، لبياضها ونضارتها.

- وتكنى بأم جعفر.

- زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، وأم ولده الأمين.

ثانيا:  صفاتها

اشتهرت السيدة زبيدة بصفات كثيرة منها:

1- الحكمة ورجاحة العقل

عرفت زبيدة بالحكمة ورجاحة العقل وسداد الرأي، فكان زوجها هارون الرشيد يستشيرها ويأخذ برأيها.

2- الكرم والعطاء

اشتهرت زبيدة بسخائها وكرمها حيث كانت: 

-  تنفق على الفقراء والمساكين.

- وكانت تكرم العلماء والأدباء، تشجيعا لهم على البحث وطلب العلم، في عصر كانت فيه بغداد عاصمة العلم والعلماء،

- وكان يقصدها طلبة العلم من مختلف المناطق.

ثالثا: محطات مشرقة من حياة زبيدة

كان لزبيدة محطات مشرقة لا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا منها ما يأتي:

1- العناية بالقرآن الكريم

- لقد كان لزبيدة اهتمام في حفظ القرآن الكريم وتحفيظه.

- فقد كان يسمع في قصرها طنين كطنين النحل، من كثرة اللواتي كن يتعلمن قراءة القرآن الكريم.

2- الاهتمام بالأدب والشعر

- اهتمت زبيدة بالشعر والأدب لفصاحة لسانها.

- فكانت تتذوق الشعر وتنظمه.

- وتنقد ما يقوله الشعراء والأدباء وتصححه، وتكافئ المجيدين منهم.

3-سقاية الحجاج

- قدمت زبيدة للحج في أحد مواسمه، ورأت شدة ما يعانيه الحجاج في المشاعر المقدسة في الحصول على المياه.

- ففكرت في كيفية إيصال الماء وتوفيره للحجاج.

- فدعت خازن مالها وأمرته أن يدعو البنائين والعمال من أنحاء البلاد لتنفيذ مشروع مالي ضخم يوفر الماء للحجاج ولأهل مكة.

- فقيل لها: إن هذا العمل يحتاج نفقة كبيرة، فقالت كلمتها المشهورة "اعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار".

- فأمرت بإنشاء قناة ضخمة تجر المياه على امتداد الطريق بين مكة والطائف لتمتد في الصحراء أقنية للمياه تسمى عين زبيدة.

- فأوصلت المياه إلى منطقة عرفات، ثم المزدلفة ومنى، ثم إلى مكة المكرمة.

4-درب زبيدة

قامت زبيدة بعمل عظيم، وهـو تحويل الطريق من الكوفة إلى مكة إلى طريق عامر ممهد، وفيه كل ما يحتاجه المسافر من خدمات: 

- فأمرت بإنشاء الآبار والبرك والقنوات على طول الطريق.

- -وإقامة الاستراحات وأماكن الإيواء.

- إضافة إلى المشاعل الليلية لإضاءة الطريق.

- ووضع علامات ترشد الحجاج إلى الطريق الصحيح.

- ووضع حراسات لحمايتهم من قطاع الطرق.

- وعلى امتداده أنشئت القرى التي تقدم الخدمات للحجاج.

فكان جزءا من التطور العمراني في العصر العباسي، وسمي هذا الطريق بدرب زبيدة.

رابعا: وفاتها

توفيت زبيدة في خلافة المأمون في بغداد سنة (٢١٦هـ).