الآيات الكريمة:
يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) "
معاني المفردات والتراكيب:
- فتبينوا: فتأكدوا من صحة الخبر.
- لعنتّم: لأصابتكم المشقة.
- بغت: اعتدت.
- تفيء: ترجع.
- وأقسطوا: اعدلوا.
الأمور التي وجهت إليها الآيات حتى يتم المحافظة على علاقة المحبة بين أفراد المجتمع:
1-التأكد من صدق الأخبار قبل نقلها:
- الأصل في المؤمن أن يكون صادقا، وأن لا ينقل الأخبار إلا بعد التأكد من صدقها.
- حذرت الآيات الكريمة من:
- خطر نقل الكلام من دون تثبت من صحته.
- ومن تصديق الإشاعات ونقلها وبناء الأحكام عليها ؛ لأنها غير مبنية على دلائل ثابتة .
- وإذا تهاون الناس في تصديق الإشاعة قادهم ذلك إلى ردود أفعال قد يندمون عليها إذا كانت الأخبار غير صحيحة ؛ يجب التأكد من صدق الخبر قبل أن نتهم بريئا دون ذنب .
- سبب نزول قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
- أنه جاء إلى النبي ﷺ خبر عن بني المصطلق:
- أنهم منعوا الزكاة.
- وأرادوا قتل رسول رسول الله ﷺ، الذي أرسله إليهم لأخذ الزكاة منهم، فغضب النبي ﷺ.
- ثم جاءه وفد منهم ينفي الخبر، ويبين له حقيقة الأمر وأنهم ما خرجوا إلا لاستقباله.
2- حماية المجتمع من مظاهر التفكك والنزاع.
- حرص الإسلام على الأخوة القائمة بين أفراد المجتمع.
- وفي حال وقع خلاف بينهم، فينبغي القيام بما يأتي:
- عدم القتال.
- وإذا حصل قتال بينهم فلا بد لبقية المجتمع أن يسعى إلى فض ذلك النزاع، والإصلاح بينهما.
- وإن رفضت إحدى الفئتين ذلك فعلى المجتمع أن يحملها على القبول والإصلاح حتى لو استدعى الأمر قتالها.
- وبعد قبولها يكون الإصلاح بينهما بالعدل.
- حذرت الآيات من التفكك و النزاع بين في أفراد الأمة؛ لأن رحمة الله تتنزل عليهم ما دام التراحم فيهم والوئام بينهم.