مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

شكر النّعم

الدراسات الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • لله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى، وعلى المسلم أن يؤمن بها.
  • ومن هذه الأسماء: الرزاق، والمعطي، والوهاب الذي يهب عباده النِّعم، قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
  • وإن كان النّبيّ قد أمرنا بشكر من أسدى إلينا معروفًا من الناس؛ فقال : "لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النّاسَ"، فإن الله تعالى أولى بالشكر.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

أنعم الله تعالى على عباده بنعم كثيرة، فمن نعمه الهداية إلى الإسلام، والعمل الصالح بتوفيق منه، وكل ما يحصل للإنسان في حياته من صحة، ومال، ورجاحة العقل، وغيرها مما لا يُعدُّ ولا يحصى، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، وإن من واجب الإنسان شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة، قال تعالى: ﴿وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾.

أولًا: مفهوم شكر النّعم وصوره

الشكر: هو الاعتراف بنعم الله عزّو جلّ على عباده ومقابلة ذلك بعبادته، واستخدام تلك النّعم في طاعته. ويكون شكر الله سبحانه وتعالى على ثلاث صور وهي:

أ. قلبيّة: الاعتراف بالنعمة باطنًا: وهو شكر القلب، ويكون بمعرفة المنعم سبحانه تعالى ومحبته، والرضا بما قسم، فإن ما يؤتيه الله تعالى عبده إنما هو من فضله وإحسانه سبحانه.  قال النّبيّ : "انظُروا إِلى مَنْ هُو أَسفلَ مِنكُم ولا تنظُروا إِلى مَنْ هُو فَوقَكُم، فَهو أَجدَرُ أَن لا تَزدَرُوا نِعمةَ اللهِ" (لا تَزدَرُوالا تستخفوا(.

ب. قوليّةٌ: التحدث بالنّعمة ظاهرًا: وهو شكر اللسان، ويكون بالثناء على الله تعالى بما هو أهل له، وحمده على نعمه، وذكرها على سبيل استشعار الفضل، وحث الناس على الخير لا للمباهاة والفخر، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾.

ج. عمليّةٌاستخدام النّعم في طاعة الله تعالى: وهي شكر الجوارح، ويكون ذلك بتوظيفها في طاعة الله عز وجل، قال تعالى:  ﴿اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾، ويكون ذلك باستخدام كل ما أنعم الله به على الإنسان، مثل: المال، والعلم، والجاه، والقوة في طاعته، ونفع الناس جميعًا.

 

ثانيًا: أَهميّة الشّكر

ورد الشكر بصيغ متعددة في الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة، وجميعها تحمل في دلالاتها حثًّا وترغيبًا للإنسان في التحلي بهذه الفضيلة؛ ليدرك المؤمن أهمية تذكر نعم الله تعالى وشكرها، ومن ذلك:

أ. القرآن الكريم:

1. حث الله تعالى عباده على شكره على النعم التي أنعم بها عليهم، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾.

2. بيّنَ الله تعالى أن النّعم التي يهبها الإنسان إنما هي من فضله وحده سبحانه وتعالى، والإنسان مسؤول عنها، هل يعترف بها فيشكر ربه أم يغفل عنها ويجحدها؟ قال تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.

ب. السنة النبوية:

بيَّن النّبيّ أن المؤمن يستشعر دومًا فضل ربه عليه عند حصول النّعمة فيشكره على ما أنعم عليه، قال : "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إن أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَّراءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَّراءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له".

 

ثالثًا: آثار شكر النّعم:

لشكر النعم آثار عظيمة في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:

أ. نيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة، قال : "إنَّ اللهَ ليرضى عَن العَبدِ أَنْ يَأكلَ الأَكلةَ فَيَحمدهُ عَليهَا، أَو يَشربَ الشَّربةَ فَيَحمدهُ عَليها".

ب. حفظ النعم وزيادتها، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.

ج. منع نزول العذاب، قال تعالى: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • من الأحكام الفقهية المتعلقة بالشكر، سجود الشكر لله تعالى، ويكون عند حدوث نعمة أو زوال نقمة.
  • حكمه: مستحب، فقد كان النّبيّ : "إذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا للهِ".
  • شروطه: يشترط لسجود الشكر ما يشترط للسجود في الصلاة من الطهارة واستقبال القبلة، وستر العورة.
  • كيفيته:
    • أن يُكبّر الشّخص تكبيرة الإحرام.
    • ثمّ يسجد سجدة واحدة يحمد الله تعالى فيها ويثني عليه.
    •  ثمّ يرفع من السّجود.
    • ويسلّم عن يمينه ويساره.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

كتاب (فضيلة الشكر لله على نعمته وما يجب من الشكر للمنعم عليه(، للإمام محمد بن جعفر الخرائطيّ، ذكر فيه معنى الشكر وفضائله، وما أعدّه الله عز وجل للشاكرين من ثواب وأجر، ثم أتبعه بذكر إغفال شكر النعم، والأعمال والأقوال التي يُعدُّ إتيانها كفرًا بالنعمة، وما يجب على الناس من شكر المنعم عليه.