التربية الإسلامية

التاسع

icon

أولًّا: تعريف علم الفقه

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الْدِّيْن).
  • الفقه في اللّغة: العلم بالشّيء وفهمه.
  • الفقه في الاصطلاح: العلم بالأحكام الشّرعية العلميّة، المستنبطة من أدلّتها التفصيلية.
  • المقصود بالأحكام الشّرعيّة العلميّة: الأحكام المتعلّقة بأفعال النّاس، كوجوب الصّلاة، وإباحة البيع، وتحريم عقوق الوالدين، وغير ذلك.

 

ثانيًا: موضوع علم الفقه

موضوع علم الفقه هو أفعال النّاس، ويشمل جميع أنشطة الفرد والجماعة، كالعبادات من صلاة وصيام، والمعاملات كالبيع والإجارة، والأحوال الشّخصيّة كالزّواج والطّلاق، والعقوبات كالحدود، وأيّة أمور مُستَجَدَّة أخرى.

 

ثالثًا: مصادر علم الفقه

أهمّ مصادر علم الفقه الّتي يَستخرج منها الفقيه الأحكام الشّرعيّة، هي:

1.القرآن الكريم

  • هو المصدر الأوّل للتّشريع الإسلاميّ.
  • فيجب الرّجوع إليه في معرفة الحكم الشّرعي.
  •  اشتمل القرآن الكريم على الكثير من الأحكام العمليّة المتعلّقة بأفعال النّاس.
  • ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) فالحكم المستخرج من الآية الكريمة أنّ الصلاة فرض.

2.السنّة النّبويّة الشّريفة

  • هي المصدر الثّاني من مصادر التّشريع الإسلاميّ، لأنّها وحي من عند الله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)).
  • يجب الأخذ بالسّنّة النّبويّة، والعمل بما جاء فيها من أحكام، قال تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
  • جاءت السّنّة النّبويّة مبيّنة لكثير من أحكام القرآن الكريم، كما في الأمثلة الآتية:
    • إنّ فرضيّة الصّلاة جاءت في القرآن الكريم من غير أن يبيّن كيفيتها وركعاتها، وجاء بيان ذلك في السنّة النّبويّة، قال صلّى الله عليه وسلّم: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
    • ما رواه عديّ بن حاتم رضي الله عنه، قال: لمّا نزل قول الله سبحانه وتعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) قال رضي الله عنه: عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلَا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: (إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ)، ففسّر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المراد من الآية الكريمة.

3.الإجماع

  • هو اتّفاق الفقهاء المجتهدين من المسلمين في عصر من العصور بعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم على حكم مسألة لم يَرِد فيها نصّ من القرآن الكريم أو السنّة الصّحيحة.
  • الإجماع هو المصدر الثّالث من مصادر التّشريع الإسلامي.
  • يجب العمل به.
  • ومن أمثلة الإجماع: إجماع الصّحابة رضي الله عنهم على جمْع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصّديق رضي الله عنه.

4.الاجتهاد

  • هو بذل الفقيه جهده في استخراج الحكم الشّرعي من أدلّته؛ كالقرآن الكريم والسنّة النّبوية.
  • ظهر الاجتهاد في عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • ومن ذلك اختلاف الصّحابة رضي الله عنهم في مراد النّبي صلّى الله عليه وسلّم من قوله يوم الأحزاب: (لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ). فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمُ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلم يُعَنِّف واحدًا منهم. فأقرّهم صلّى الله عليه وسلّم  على اجتهادهم  ولم يعنّف منهم أحدًا، ومع هذا الاختلاف بقي الودّ بينهم، ولم يعب أحدهم الآخر.
  • ويحرص المجتهد على بذل جهده في الوصول إلى الصّواب، فإن وصل إليه فله أجران، وإن أخطا فيه فله أجر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ، فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ).

 

رابعًا: أهميّة علم الفقه

لعلم الفقه فوائد كثيرة، منها:

  • إتقان العبادات؛ من يتفقّه في الدّين، يُتقن أداء عباداته على أكمل وجه، فيحصل بالتّالي على الأجر من الله سبحانه وتعالى.
  • تنظيم حياة الفرد والمجتمع الإسلامي؛ في العبادات والمعاملات وفق تّشريعات عادلة.
  • معالجة القضايا الإنسانيّة المستجدّة؛ لأن الفقه الإسلامي بمرونته قادر على معالجة القضايا والمشكلات المستجدّة في المجتمعات.
    • كزراعة الأعضاء البشريّة.
    • وحفظ الأموال واستثمارها، وغير ذلك.
  • وهذا يولّد عند المسلم يقينًا تامًّا بصلاحيّة الإسلام لحياة النّاس في كلّ زمان ومكان.

 

القيم المستفادة من الدّرس

  • أسأل أهل العلم والاختصاص؛ لمعرفة الأحكام الشّرعيّة.
  • أوقن بأنّ علم الفقه قادر على إيجاد حلول للمسائل المستَجَدّة.
  • أوقِّر العلماء والفقهاء الّذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.