مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

عناية الإسلام بالحيوان

الدراسات الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التعلم القبلي

  • خلق الله تعالى الأرض وسخر الحيوانات فيها لخدمة الإنسان، وجعل فيها منافع عديدة، قال تعالى: «وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».
  • كما وأمـره بالرفق بها والإحسان إليها.

 

الفهمُ والتَّحليلُ

يُعدُّ الرفق بالحيوان من مظاهر الإحسان، وقد أقر الإسلام بأن الحيوان له عالمه وخصائصه وطبائعه، وأنه يحتاج إلى الرعاية، قال تعالى: «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ».

أولًا: مظاهر عناية الإسلام بالحيوان

حث الإسلام على العناية بالحيوان، ومن الأمثلة على ذلك أن سيدنا رسول الله :

  • دعا إلى المحافظة على حياته:
    • وحرم الاعتداء عليها دون مقصد شرعي.
    •  وأوجب إنقاذه من الهلاك ودفع الضرر عنه بقدر استطاعة الإنسان.
    •  ونهى عن اتخاذه هدفًا للرمي، فقال : «لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا».
  • أوصى بتقديم الطعام والشراب للحيوان:
    • ورتب لذلك أجرًا عظيمًا، فقال : «إن رجُلًا رأى كلبًا يأكل الثرى من العطشِ، فأخذ الرجل خُفَّه، فجعل يَغرِفُ له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخلهُ الجنَّة».
    •  وأوجب نفقته على مالكه، ونهى عن حرمانه من الطعام والشراب، ومن ذلك أن النبي مر ببعير قد لحق ظهره ببطنه– أي أصبح هزيلًا من شدة الجوع- فقال: «اتَّقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحةً، وكلوها صالحةً» (المعجمة: التي لا تنطق).
  • أكد العناية بصحته:
    • ومن ذلك أنه أمر بعزل الحيوان المريض عن الحيوان السليم؛ لكيلا ينقل له العدوى، فقال : «لا يُورِدَنَّ مُمرِضٌ على مُصِحٍّ».
  • دعا إلى معاملته برفق:
    •  ومن ذلك أنه r كان يمسح وجه فرسه بِكُمه.
  • أوصى بالرحمة به واستخدامه بالمعروف:
    • وعدم تكليفه فوق طاقته، وإراحته في السفر ليقوى على السير، فقال : «إذا سافرتُم في الخِصبِ، فأعطوا الإبلَ حظَّها من الأرض، وإذا سافرتم في السَّنَةِ، فأسرعوا عليها السَّير» (الخصب: كثرة الزرع، السَّنة: القحط).
  • دعا إلى استخدامه في الغرض الذي خلق له:
    • فمن ذلك أنه حذّر من الجلوس أو الوقوف على ظهور الدواب عند الخطبة، فقال : «إيَّاكم أن تتَّخِذوا ظهور دوابِّكم منابر، فإنَّ الله إنَّما سخَّرها لكم لتُبَلِّغَكُمْ إلى بلدٍ لم تكونوا بالغِيهِ إلا بِشِقِّ الأنفُس».
  • نهى عن ضربه أو تعذيبه، أو التمثيل به:
    • أي قطع بعض أجزائه، مثل الأذُن والأنف وغيرهما، أو حرقه؛ فقد رأى النبي قرية نمل قد أحرقها أحد الأشخاص، فقال: «إنَّه لا ينبغي أن يُعذِّبَ بالنار إلا ربُّ النارِ».
    •  كما نهى عن وسمه -كيّه بالنار-؛ فمن ذلك أن النبي مر عليه حمارٌ قد وُسِمَ في وجهِهِ فقال: «لعن اللهُ الذي وَسَمَهُ».
  • نهي عن إثارة الحيوانات على بعضها- أي المصارعة بينها- مثل:
    • مصارعة الديكة:
    • أو مناطحة الأكباش أو مصارعة الثيران وغيرها؛ لما فيه من إلحاق الضرر بالحيوان.

 

ثانيًا: أهمية رعاية الحيوان

لرعاية الحيوان أهمية كبيرة تعود بالخير على الفرد والمجتمع، منها:

  • كسب الأجر العظيم والفوز بمحبة الله تعالى: فرعاية الحيوان والإحسان إليه عمل صالح نتقرَّب به إلى الله تعالى لنيل رضاه، وكسب الأجر العظيم، قال رسول الله : «في كُلِّ كَبِدٍ رطبةٍ أجرٌ».
  • المحافظة على التوازن البيئي:
    • ذلك أن الحيوانات لها دور مهم في تحقيق التوازن البيئي، فهي تُمثل مصدر غذاء للإنسان.
    •  كما تُعد فضلاتها غذاءً للنباتات.
    •  وهي في الوقت نفسه تتغذى على النباتات كما تتغذى على الحيوانات الأخرى، فلولا وجودها لاختل النظام البيئي.

 

صور مشرقة

  • دخل رسول الله بستانًا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي حنّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله فمسح ذِفرَاهُ فسكت، فقال : «مَن رَبُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتًى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال : «أفلا تَتَّقِي الله في هذه البهيمة التي مَلَّكَكَ اللهُ إياها؟ فإنَّهُ يَشكُو إليَّ أنَّك تُجِيعُهُ وَتُدئِبُهُ». (ذفراه: مؤخرة رأسه، تدئبه: تتعبه).
  • ذات يوم ركبت السيدة عائشةُ رضي الله عنها بعيرًا، فكانت فيه صُعُوبَةٌ، فجعلت تُرَدِّدُهُ - أي تجعله يسير ثم توقفه بشدة-، فقال لها رسول الله : «عليك بالرِّفق.. ».
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله في سفرٍ، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرةً معها فرخان فأخذنا فرخَيهَا، فجاءت الحمرةُ فجعلت تفرِشُ، فجاء النبي فقال: «من فجع هذه بولدها رُدُّوا ولدها إليها». (حُمرةً: عصفور، تفرشُ: تطير وترفرف فزعًا).

 

الإثراء والتوسع

أظهرت الحضارة الإسلامية اهتمامًا كبيرًا في مجال الرفق بالحيوان، فمن ذلك أنها جعلت له أوقافًا خاصة به، من أشهرها:

  • أ. أوقاف دمشق للقطط: حيث كان يجتمع في دارها المخصصة لها مئات القطط التي كان يقدم لها الطعام.
  • ب. أوقاف حوض الدواب: الذي أوقفه السلطان (قايتباي) في صحراء المماليك في مصر؛ لتشرب الدواب في أثناء سيرها من هذه الأماكن وتستريح من السير في أماكن ظليلة بعيدة عن الشمس، وتعالج إذا كانت مصابة أو مريضة في العيادة الملحقة بالحوض، أو إسطبلات لينام فيها الحيوان.

 

دراسة معمقة

  • يسعى أصحاب البحث والفكر إلى فهم أسرار الكون واكتشاف العالم من حولهم، وقد كان الجاحظ من أوائل من اهتم بذلك فأجرى دراسات على الكائنات الحية، ثم تحدث عن صفاتها وسلوكها وأماكن عيشها في كتابه (الحيوان)، الذي خص فيه عالم الحيوان بمزيد من البحث، فسجل نتائج ما توصل إليه، دون أن يُغفل الفوائد اللغوية والنواحي الشرعية؛ فعرض بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالحيوانات، ليكون بذلك كتابه موسوعة علمية ينهل منها الناس المعرفة والفائدة.