الفصل الثالث: الإنجازات السياسية في عهد الملك الحسين بن طلال |
أولا : حياته ونشأته |
ولد الملك الحسين بن طلال في عمان في 14/تشرين الثاني /1935م ،ونشأ في كنف والده الملك طلال بن عبدالله ،وحظي برعاية جده الملك عبدالله الأول ابن الحسين .
تلقى تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان حيث تخرج فيها ،ثم انتقل إلى كلية فكتوريا بالإسكندرية في مصر ودرس فيها مدة عامين ،ثم التحق بكلية ساندهيرست العسكرية في إنجلترا لإتمام دراسته .
وفي عام 1952م انتقل الحكم للأمير الحسين بعد أن تنازل عنه الملك طلال بن عبدالله ،ولعدم بلوغ الأمير الحسين سن الثامنة عشرية قمرية قرر مجلس الوزراء تَعْيِينُ مجلس وصاية على العرش بمقتضى الدستور ،واستمر المجلس حتى 2/أيار /1952م حيث تسلم الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية .
ولجلالة الملك الحسين بن طلال مؤلفات عديدة أصبحت من مصادر دراسة تاريخ الأردن الحديث والمعاصر هي :
- مهنتي كملك .
- ليس سهلا أن تكون ملكا .
- حربنا مع إسرائيل .
ثانيا : الإنجازات السياسية الداخلية |
حقق الأردن في عهد الحسين بن طلال إنجازات كبيرة على المستوى الداخلي ،وقد عبر الملك الحسين عن نهج سياسته الداخلية في الخطاب الذي وجهه للشعب الأردن عند تسلمه عرش المملكة بالآتي :
(خطاب الحسين عند توليه عرش المملكة عبر فيه عن سياسته الداخلية) " إن العرش الذي انتهى إلينا لِيَسْتَمِدَّ قوته بعد الله محبة الشعب وثقته ،وإنني سأنمي هذه المحبة وهذه الثقة بخدمة الأمة ورعاية مصالحها ،فأخذت على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم ،والعمل والتضحية في سبيل إعزاز وطننا الذي له نحيا وفي سبيله نموت". |
أبرز الإنجازات السياسية الداخلية للملك الحسين بن طلال |
سعى الملك الحسين بن طلال إلى تعزيز النهج الديمقراطي ،وتفعيل الحريات السياسية، ،الأمر الذي زاد من الوعي السياسي ،ورسخ الشعور القومي ،والانتماء الوطني عند الأردنيين . ،فظهرت الأحزاب السياسية باتجاهاتها الفكرية كافة على الساحة الأردنية ،وتأسست النقابات العمالية والمهنية ،ونشطت الصحافة في البلاد
اِسْتِكْمالاً لتحقيق السيادة الوطنية الأردنية اتخذ جلالة الملك الحسين قراره التاريخي في الأول من آذار عام 1956م بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني ، والاستغناء عن خدمات كلوب قائد الجيش والضباط الإنجليز ،وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957م .
أجريت تعديلات عدة على الدستور في عهد الملك الحسين بن طلال بما يتناسب مع التطورات السياسية الداخلية ،وبالرغم من التحديات التي واجهت الأردن والمتمثلة بالصراع مع إسرائيل ،وما ترتب عليها من تعطل للمؤسسات الدستورية إلا أن الأردن :
|
ثالثا : الإنجازات السياسية الخارجية |
تميز عهد الملك الحسين بن طلال بالنشاط السياسي للأردن على صعيد :
- العلاقات العربية والدولية .
- الإسهام في المصالحة العربية .
- توحيد الصف العربي .
انطلق الملك الحسين بن طلال بنشاطه السياسي الخارجي على صعيد العلاقات العربية والدولية والإسهام في المصالحة العربية وتوحيد الصف العربي من المرتكزات الآتية :
- مبادئ الثورة العربية الكبرى .
- الدستور الأردني التي تؤكد مواده على البعد القومي والعربي.
- الثوابت السياسة الخارجية الأردنية القائمة على الوسطية والاعتدال .
- الملك الحسين بن طلال ومشاريع الوحدة العربية .
سعى الملك الحسين بن طلال إلى تجسيد فكرة الوحدة العربية عمليا بالدعوة إلى إقامة العديد من مشاريع الوحدة بين الوحدة العربية ومن أبرز هذه المشاريع الوحدوية العربية في عهد الحسين :
► أبرز المشاريع الوحدوية العربية في عهد الحسين بن طلال |
وقد تجسد بالاتحاد العربي الهاشمي عام 1958م ، عن طريق معاهدة أخوة وتحالف بين البلدين المملكة الأردنية الهاشمية ومملكة العراق حيث بدأت المفاوضات لعقد الاتحاد ،وأعلن فيها الملك الحسين بن طلال تنازله عن رئاسة الاتحاد ليكون رئيسه ابن عمه الملك فيصل الثاني ملك العراق . ► أهداف الاتحاد العربي بين الأردن والعراق.
ولم يستمر الاتحاد العربي الهاشمي طويلا بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكم الملكي في العراق ،واستشهاد الملك فيصل الثاني في 14/تموز /1958م.
جاء مشروع المملكة العربية المتحدة بين الأردن وفلسطين تجسيدا لفكر الملك الحسين بن طلال الداعي إلى ضرورة الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ، أبرز بنود مشروع المملكة العربية المتحدة عام 1972م.
وبالرغم من أن هذا الاتحاد لم يكتب له النجاح إلا أن طرحه يُعَدُّ خطوة عملية للتعاون والاتحاد العربي ،وَيُعَدُّ دَلِيلاً واضِحاً على النهج الوحدوي للملك الحسين بن طلال .
يأتي هذا المشروع مختلفا عما سبقه من مشاريع الوحدة العربية الثنائية.
وقد انتهى هذا المجلس بسبب حرب الخليج الثانية عام 1990م ،الناتجة عن اجتياح العراق للكويت .
|
- العلاقات الأردنية الخارجية في عهد الملك الحسين بن طلال.
- ►شكلت القضية الفلسطينية المحور الأساس للسياسة الخارجية الأردنية ؛ إذ حرص الملك الحسين على دعمها في المحافل الدولية كافة ،وتأكيد التلاحم المصيري بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
- ►واصل الملك الحسين مسيرة الهاشميين في تقديم الرعاية والحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس عن طريق متابعة إعمارها وصيانتها والوقوف ضد مخططات تهويدها .
- ►توثيق علاقات الأردن السياسية مع الدول العربية .
- ►وأسهم الأردن في تحقيق التوازن العربي ،وحل الخلافات العربية ،وظهر ذلك في أمور عديدة منها :
- عقد مؤتمر القمة العربية (قمة الوفاق والاتفاق )في عمان عام 1987م .
- احتضان المصالحة بين اليمن الشمالي والجنوبي واتحادهما في دولة واحدة 1990م.
- المساعي في حل النزاع العراقي الكويتي عام 1990م ضمن البيت العربي .
- ►ونجح الأردن في إقامة علاقات دبلوماسية واسعة ومتطورة مع مختلف دول العالم ومن مساهماته عالميا :
- أسهم الملك الحسين في توضيح المواقف العربية على الساحة الدولية ،وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي .
- شارك الأردن في المؤتمر الدولي للسلام في جنيف بسويسرا عام 1973م ،الذي نتج عنه فض النزاع بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ،
- نجاح السياسة الخارجية الأردنية بالتنسيق مع الدول العربية والأجنبية في اتخاذ الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارها (337) الذي نص على إدانة إسرائيل وَعْدْ الصهيونية صورة من صور التمييز العنصري .
- شارك الأردن عام 1991م في المؤتمر الدولي للسلام في مدريد بعد أن وافقت الدول العربية المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي على المبادرة الأمريكية لإحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط ،حيث شارك الجانب الفلسطيني ضمن الوفد الأردني الذي ترأسه وزير الخارجية الأردني .
وأسهمت السياسة الخارجية الأردنية في إظهار مكانة الأردن على المستوى العالمي:
- بامتلاكه مصداقية دولية.
- وإقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من دول العالم .
ولا أدل على ذلك من حجم ومكانة الحضور من معظم زعماء العالم الذين جاءوا لتشيع جثمان الراحل العظيم عام 1999م ومشاركة الأردنيين أحزانهم على غياب القائد الحسين بن طلال طيب الله ثراه .
فسر : حظي الأردن في عهد الملك الحسين بن طلال بمكانة مرموقة على المستوى الدولي . انطلق الملك الحسين بن طلال في علاقته مع الدول العربية ودول العالم من المرتكزات الآتية :
مما جعل الأردن ومليكه يحظى بمصداقية دولية ،وعلاقات دبلوماسية مع الكثير من دول العالم . |