مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

قصة ابني آدم / الآيات ( 27-31) من سورة المائدة

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة توجيهي

   بسم الله الرحمن الرحيم                   

    ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)  )                                      

   أولا : بين يدي سورة المائدة : 

سورة المائدة سورة مدنية  تناولت الحديث عن الأحكام الشرعية التي تهم الفرد والمجتمع   ذكرت بعض القصص للعبرة والعظة ، التي تدعم  تطبيق الأحكام الشرعية في واقع الحياة مثل قصة ابني آدم 

  ثانيا : معاني المفردات والتراكيب :   

الكلمة  المعنى 
قربانا    ما يتقرب به العبد إلى ربه
تبوء   ترجع
فطوعت له نفسه    زيّنت له نفسه 
سوأة أخيه   جثة أخيه
يبحث في الأرض    يحفر الأرض
يواري    يستر

 ثالثا : التفسير الإجمالي للآيات :

    _ تحدثت هذه الآيات عن أول جريمة قتل حدثت في تاريخ البشرية والتي وقعت بين ابني آدم عليه السلام 

    _ تمكن الشر في نفس أحدهما فأبغض الأخ أخاه ، واستجاب لإغواء الشيطان  وقام بقتل أخيه ظلما وعدوانا 

  أهم أحداث قصة ابني آدم كما جاء في الآيات الكريمة 

أحداث قصة ابني آدم

الحدث  الآيات الدالة على الحدث
عدوان الأخ على أخيه   الآية ( 27 ) ( واتل عليهم نبأ ابني آدم .... )
موقف الأخ المعتدى عليه من عدوان أخيه    الآيات ( 27 - 29 ) ( قال إنما يتقبل الله من المتقين ...... وذلك جزاء الظالمين )
جريمة القتل   الآية ( 30 ) ( فطوّعت له نفسه قتل أخيه .... )
درس من الغراب   الآية ( 31 ) ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ... )

    ** عدوان الأخ على أخيه :    ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر  قال لأقتلنّك ) 

  • يحرص المسلم على التقرب إلى الله تعالى بشتى أنواع الطاعات والقربات لأن في ذلك سعادته في الدنيا والفوز في الآخرة     
  • بدأت قصة ابني آدم حينما قدم كل منهما قربانا لله تعالى علامة على  طاعته له 
  • تقبل الله  تعالى قربان أحدهما لأنه من أهل التقوى والإيمان
  • ولم يتقبل الله قربان الأخ الآخر  
  • استنكر الأخ  الذي لم يتقبل الله قربانه _ قبول الله تعالى لقربان أخيه / فتمكن الحقد والبغي من نفسه وسيطر عليه الشر وزالت كل معاني الرحمة من          قلبه تجاه أخيه، وقرر وتوعد أخاه بقتله 

  ** موقف الأخ المعتدى عليه من عدوان أخيه عليه : ( قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك                                                                                          إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ) 

    - لما سمع الأخ أن أخاه يتوعده بالقتل ، حاول أن يثنيه عن فعله ، وأن يوضح له سبب عدم قبول الله لقربانه، وبين له ما يأتي : 

                     1 * أن التقوى هي أساس قبول الأعمال عند الله تعالى 

                     2 * أنه لن يقابل العدوان بعدوان مثله ، لأن المؤمن يعلم ما للنفس البشرية من حرمة ، فلا يعمل على إزهاقها 

                      3 * أن ما يمنعه من مقاتلة أخيه هو الخوف من الله تعالى 

                     4 * فظاعة جريمة القتل ظلما وعدوانا ، فلا يريد أن يحمل إثم قتل أخيه فيكون من أصحاب النار 

  ** جريمة القتل : ( فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) 

  •  حاول الأخ المعتدى عليه أن يستعطف الأخ المعتدي الذي توعد بقتله ، ويحرك في قلبه معاني الإيمان والتقوى والخوف من الله إلا أنه رفض ذلك وأقدم                 على جريمة القتل 

    _ صور لنا القرآن الكريم نفسية الأخ القاتل وقسوة قلبه حينما أقدم على قتل أخيه : 

                   1 * حيث سهّلت له نفسه الأمارة بالسوء جريمة القتل  وزيّنت له هذا الفعل ، 

                  2 * لم يدفع الأخ القاتل هذا الوسواس عن نفسه .

                  3 * فقتل أخاه وأصبح من الخاسرين حيث صار مثالا للعدوان والبغي  والظلم على مرّ الأزمان 

                 4 *  لأنه كان أول من سنّ جريمة القتل ، وسيحمل إثم كل نفس تقتل ظلما إلى يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان                            على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه كان أول من سنّ القتل )    

      ** درس من الغراب : ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح                                           من النادمين ) 

  •  بينت الآيات الكريمة ما حدث بعد قتل الأخ لأخيه 

     _ لم يعرف الأخ القاتل _ بعد إقدامه على جريمة قتل أخيه _ ماذا يصنع بجثة أخيه 

     _ أرسل الله غرابا يعلمه كيف يستر جثة أخيه ، حيث أخذ الغراب يحفر الأرض أمامه ، حتى يلفت انتباه الأخ القاتل ليقلده 

     _ فهم الأخ القاتل عن الغراب هذه الحركة ، فدعا على نفسه بالهلاك ولام نفسه على ضعفه أنه لم يكن مثل هذا الغراب ، فدفن أخاه ووارى جثته بالتراب 

     _ بعد أن دفنه أحسّ بندم كبير ، ولكن ندمه هذا لم ينفعه ولن ينجيه من عذاب الله لأنه ندم العاجز الخاسر وليس ندم التائب المنيب  

   موقف المسلم من تفاصيل القصة 

    العبرة من القصة :

  •  في قصة ابني آدم بيان واضح لخطورة جريمة القتل وخطورة عدم الخوف من الله وخطورة الإفساد في الأرض والذي من مظاهره القتل والعدوان والحسد  مما يؤثر على المجتمع والأفراد ، فيقطع أواصر المحبة بين أفراد البيت الواحد ويدمر المجتمعات وينشر العداوة والبغضاء بين الأفراد ، قال تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ).  
  •  في نهاية القصة يتساءل المسلم عن بعض الأسئلة التي تدور في ذهنه مثل : 

         ما أسماء ابني آدم /....  ما نوع القربان الذي قرباه لله تعالى / ...... ما العلامة التي عرف بها تقبل الله قربان أحدهما دون الآخر / ......ما السبب الرئيس لعدم           تقبل الله قربان الأخ الآخر / ....... كيف قتل الأخ أخاه /  ....... هل قام الغراب بدفن غراب آخر حينما كان يبحث في الأرض /  ... وغيرها من الأسئلة 

      ولكن المسلم يتبع منهج القرآن في القصص القرآني حيث :

         * يقف عند ذكر تفاصيل القصة كما ذكرها القرآن الكريم وكما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة 

        * لا يشغل نفسه في البحث عن الأسئلة التي لم ترد إجابتها في القرآن الكريم ، إذ لو كان فيها فائدة لذكرها القرآن الكريم / ذلك لأن الهدف من القصص                   القرآني توجيه القارئ إلى أخذ العبرة   والعظة من الأحداث ، قال الله تعالى ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ).