الفكْرة الرئَّيسة
- ذَكَرَ الْقُرْآنُ الْكَريمُ في سورة القلم قصةَ أَصْحابِ الْجَنَّةِ الَّتي تُبَيِّنُ جَزاءَ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الله تَعالى عَلى نِعَمِهِ، وَيَمْنَعُ الصَّدَقَةَ.
- أصَحْاب الجْنَةَّ همُ إخِوْةَ كان لهَمُ بسُتْان كثَير الثمار، إلِا أنَهَّمُ اتفَّقَوا علَى ألَا يتَصَدَقَّوا منِهْ علَى الفْقُرَاءِ.
أستنير
- كانَ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ بُسْتانٌ جَميلٌ فيهِ أَنْواعٌ كَثيرَةٌ مِنَ الزُّروعِ وَالثِّمارِ اللَّذيذَةِ.
- وَكانَ إذا حانَ وَقْتُ نُضْجِ الثِّمارِ دَعا الْفُقَراءَ فَأَعْطاهُمْ مِنْها، وَأَكْرَمَهُمْ كَثيرًا، فَبارَكَ اللهُ لَهُ في بُسْتانِهِ حَتّى كانَتْ ثِمارُهُ مِنْ أَطْيَبِ الثِّمارِ. وَكانَ الْفُقَراءُ يَدْعونَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ؛ لِأَنَّهُ كانَ كَريمًا مَعَهُمْ رَحيمًا بِهِمْ.
- وَلَمّا ماتَ وَرِثَ أَبْناؤُهُ الْبُسْتانَ، فَتَشاوَروا في ما بَيْنَهُمْ: هَلْ يَسْتَمِرّونَ عَلى طَريقَةِ أَبيهِمْ في التَّصَدُّقِ عَلى الْفُقَراءِ وَالْمَساكينِ أَمْ يَمْتَنِعونَ عَنْ ذلِكَ؟
- وَفي أَثْناءِ نِقاشِهِمْ طَلَبَ أَحَدُ الْإِخْوَةِ إِلى إِخْوَتِهِ - وَكانَ مُؤْمِنًا عاقِلًا- أَنْ يَسْتَمِرّوا عَلى طَريقَةِ أَبيهِمْ، إِلّا أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجيبوا لِطَلَبِهِ، وَقَرَّروا أَنْ يَقْطِفوا الثِّمارَ في الصَّباحِ الْباكِرِ، وَيَمْتَنِعوا عَنْ إِعْطاءِ الصَّدَقَةِ لِلْفُقَراءِ، وَاتَّفقوا عَلى ذلِكَ.
- ولَمّا وَصَلَ الْإِخْوَةُ في الصَّباحِ الْباكِرِ إِلى الْبُسْتانِ تَفاجَؤوا مِمّا رَأَوْا، فَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ تَعالى بِقُدْرَتِهِ نارًا عَلى الْبُسْتانِ لَيْلًا فَأَحْرَقَتِ الْأَشْجارَ وَأَتْلَفَتِ الثِّمارَ، فَصارَ رَمادًا أَسْوَدَ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، قالَ تَعالى: ﴿فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾.
- فلَمّا رَأَوُا الْبُسْتانَ على هذه الحال:
- نَدِموا عَلى فِعْلِهِمْ نَدَمًا شَديدًا.
- وَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُمْ يَلومُ الْآخَرَ.
- وَتابوا إِلى اللهِ تَعالى وَعَرَفوا خَطَأَهُمْ.
- وَتَعاهَدوا أَنْ يَعودوا لِما كانَ عَلَيْهِ أَبوهُمْ مِنَ التَّصَدُّقِ عَلى الْفُقَراءِ وْالْمَساكينِ.
أسَتزَيدُ
ذَكَرَ اللهُ تَعالى قِصَّةَ أَصْحابِ الْجَنَّةِ في الْقُرْآنِ الْكَريمِ مَثَلًا لكِفّارِ قُرَيْشٍ، وَبَيَّنَ لَهُمْ فيها عُقوبَةَ مَنْ لا يَشْكُرونَ نِعَمَ الله تَعالى وَيُخالِفونَ أَوامِرَهُ.
أَرْبِطُ مَعَ التَّرْبيِةِ الِاجْتمِاعِيَّةِ وَالْوَطَنيةِ
تَأَسَّسَ صُنْدوقُ الْمَعونَةِ الْوَطَنِيَّةِ في الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ بِهَدَفِ مُساعَدَةِ الْأُسَرِ الْفَقيرَةِ، بِتَقْديمِ الْمَعوناتِ الْمالِيَّةِ لَهُمْ ومُساعَدَتِهِمْ عَلى إِنْشاءِ مَشاريعَ صَغيرَةٍ خاصَّةٍ بِهِمْ.