موقف الإسلام من الشعر والشعراء:
انطلق موقف الإسلام من الشعر والشعراء من موقفه العام من مظاهر الحياة العربية في الجاهلية الذي يتمثل في الإبقاء على ما يتفق مع تعاليمه، ومنع ما يتعارض معها، ومن ثم قَبِلَ الإسلام الشعر الذي سُخّر لخدمته والذود عنه، ودعا الى القيم الحميدة وابتعد عمّا يخالف تعاليم الدين.
أما الشعر الذي وقف حَجَرَ عَثرة في سبيل نشر الإسلام، وخرج على حدود تعاليمه، كالشعر الذي نُظم في الكراهية القبلية وفي الغزال الفاحش وشرب الخمر والنزاعات والهجاء المُقذع ومجاوزة الحق في المدح فقد رده الإسلام ونهى عنه.
فالقضية إذا في ما يتناول الشعراء من المعاني وليست في الشعر ذاته الذي هو أصلا فن من فنون الأدب.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يثني على الشعر إذا كان موافقاً لتعاليم الإسلام بعيداً عن روح الجاهلية حيث قال :
1- "إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحراً"
2-" الشعر بمنزلة الكلام ،فحسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام "
وقد أدرك عليه السلام أهمية الشعر في الحياة العامة، وأثنى على شعراء الإسلام ، وقدر دورهم في التصدي للمشركين ، والذود عن المسلمين ،وكان يشجعهم ، ويشد أزرهم فقال عنهم : " هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل " .
ومجمل الأمر أن الإسلام لم يحكم على الشعر من حيث هو شعر، بل نظر إليه أداة يجب أن تسخر لخدمة الرسالة الجديدة ن والدفاع عن الإسلام وإرساء تعاليمه ، ونشر قيم الفضيلة .