JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

أخلاقيات القيادة عند الرسول صلى الله عليه وسلم

العلوم الإسلامية - Grade التوجيهي أدبي

يمارس الإنسان في حياته اليومية مهام عديدة، كل حسب مكانه وموقعه ومسؤولياته:

فالأب مع زوجه وأولاده، والأم مع أبنائها، والمعلم مع طلابه، والمدير مع موظفيه، كل ذلك في حدود المسؤولية والمهمة المطلوبة فعن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...".

فدل الحديث على أنّ:

- الرعاية مسؤولية الراعي.

وسوف يسأل أمام الله إن لم يحسن قيادتها نحو ما يصلحها في دينها ودنياها،

- والرعاية الواردة في الحديث الشريف تعتبر مظهرا من مظاهر القيادة.

 ويمارس الإنسان مهام متعددة وهذه المهام مهام قيادية يترتب عليها مسؤوليات،  وإذا مورست هذه المهام القيادية بصورتها الصحيحة فإنّ لها فوائد منها:

أ- ستشكل حلقة مهمة في سلم الارتقاء بالمؤسسات والأفراد.

ب- وتؤدي إلى النهوض بالأمة والمجتمعات.

وخير مثال وقدوة في هذا المجال نبينا محمد ﷺ ، فقد كان نعم القائد.

أولا: مفهوم القيادة وأهميتها

القيادة هي عملية التأثير الإيجابي في الناس، وتوجيههم بأساليب متنوعة نحو تحقيق الأهداف المرجوة.

ويتضح من التعريف أن القيادة تتكون من عناصر ثلاثة:

1-  الهدف: الذي يمثل مواقف يوجه الناس نحوها.

2-  الأفراد: وهم جماعة العمل أو الفئة المستهدفة.

3-  القائد: وهو الموجه والمؤثر في جماعة العمل.

ويحثنا الإسلام على أن تكون أهدافنا وفق مبادئ الإسلام وأحكامه.

وللقيادة أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمع، منها:

1- تنظيم الحياة، وإقامة العدل بين الناس، ومنع اعتداء القوي على الضعيف .

2- تعزيز السلوك الإيجابي، والتقليل من وجود السلبيات.

3- توجيه الطاقات بالأسلوب الأمثل.

4- تنمية الأفراد ورعايتهم وتدريبهم.

5- تحقيق الأهداف المرجوة التي تُحسّن حياة الأفراد وترتقي بالمجتمع.

ثانيا: الرسول ﷺ القائد

عند استقراء سيرة الرسول ﷺ، نجد:

- شخصية قيادية مبدعة، من أفعاله وتفاعله في المواقف المختلفة مع أصحابه رضي الله عنهم.

- وفي تسيير أمور الدولة التي أنشأها ﷺ.

- الأمر الذي يجعلنا نستمد جوانب كثيرة من الأخلاقيات الإدارية والقيادية التي نحن بأمس الحاجة إليها في هداية المجتمع.

ومن هذه الأخلاقيات: (أخلاقيات القيادة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم)

1 - وضع الإنسان في المكان الذي يناسبه  

يختلف الأشخاص في ما بينهم من ناحية المؤهلات والقوى العقلية والبدنية، فأداء الأعمال والوظائف بالوجه المناسب يتطلب:

- أن يكون المؤدي لها من أهل القدرة والكفاءة.

- بالإضافة إلى امتلاكه مهارة التأثير في الآخرين.

فقد كان النبي ﷺ لا يجامل أحدا على حساب العمل والمسؤولية، فكان يولي الولاة، ويرسل الدعاة حسب الكفاءة.

فعندما جاءه أبو ذر يطلب منه الإمارة والولاية، قال له: "يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها"

فرفض النبي ﷺ توليته لأنه لا يصلح لقيادة الناس على الرغم من جوانب الخير عند أبي ذر  رضي الله عنه.

2-  القدوة الحسنة

معلوم أن القدوة لها تأثير كبير في الناس لذلك:

كان النبي ﷺ إذا أمر بشيء عمل به.

- وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه.

ومن هذه المواقف مشاركته لأصحابه ﷺ في نقل تراب الخندق في يوم الأحزاب،  فقد كان لها الأثر الكبير في الروح العالية التي سيطرت على المسلمين في موقع العمل.

 3- اكتشاف المواهب

فقد راعى النبي ﷺ مواهب أصحابه رضي الله عنهم وقدراتهم.

وكان يتعامل معهم تعاملا يتناسب مع طاقاتهم ونبوغهم.

فقال ﷺ: "أقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد - أي: أعلمهم بالمواريث".

وكان ﷺ يكلف كل واحد منهم بما يتناسب وموهبته.

فكلف حسان بن ثابت رضي الله عنه بالرد على أعداء الإسلام في شعره، وقال له: "إن روح القدس - جبريل عليه السلام - لا يزال يؤيدك ما نافحت- دافعت – عن الله ورسوله ".

وكلف قيس بن ثابت أن يرد على خطباء المشركين.

 4- تفويض الصلاحيات

علمنا الرسول ﷺ أهمية توزيع المسؤوليات، والمهام فقد منح ﷺ المسؤولية والسلطة لبعض أصحابه رضي الله عنهم.

- فأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة المنورة داعيا أهلها إلى الإسلام، يعلم الناس مبادئ الدين، ويقرئهم القرآن الكريم، حتى سمي بالمقرئ، فكان أول سفير في الإسلام.

- وأرسل النبي ﷺ عثمان بن عفان رضي الله عنه، مفاوضا لقريش في صلح الحديبية.

- وأمر ﷺ أسامة بن زيد رضي الله عنه على جيش كبير من جنوده كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبيل وفاته ﷺ.

5- الحزم والحسم

حبا الله تعالى نبيه ﷺ الحلم والرأفة مع الآخرين،  إلا أنه كان ﷺ يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، ويوقف الظالم والمعتدي عند حده.

وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن :

- جاهل لا يعرف أدب الخطاب.

- أو مسيء للأدب.

- أو منافق يتظاهر بغير ما يبطن.

ومثال الحزم والحسم عند رسول الله  ﷺ :

لما قدم وفد إلى النبي ﷺ يدعون إسلامهم، ويشتكون من أوجاع في بطونهم، أرشدهم النبي ﷺ إلى أن يذهبوا إلى رعاة الإبل فيطلبوا منهم أن يسقوهم من ألبانها، فشربوا منها فشافاهم الله تعالى، فاعتدوا على الرعاة وقتلوهم وسرقوا الإبل وارتدوا عن الإسلام.

فبعث إليهم النبي ﷺ نفرا من أصحابه فقبضوا عليهم، ثم أمر النبي ﷺ بقتلهم لما صدر عنهم من محاربة لله ورسوله وقتل وغدر واعتداء وظلم لغيرهم، حفاظا على أمن المجتمع من الخارجين عن القانون.

6 - مشورة أصحاب الرأي ومشاركتهم في اتخاذ القرارات

 يحرص القائد الناجح على مشاورة أصحاب الخبرة والرأي السديد، ومشاركتهم في الشؤون العامة والخاصة التي تهمهم.

قال تعالى يخاطب النبي ﷺ: { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }

فعندما هم~ النبي ﷺ بعقد الصلح بينه وبين غطفان على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة، عدل الرسول ﷺ عن ذلك بعد استشارة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.

7- تلمس حاجات الناس وتفقد أحوالهم

- كان رسول الله ﷺ يعين الناس ويحل مشكلاتهم.

كما فعل مع أصحاب الصفة، فحث على الإنفاق عليهم، وهم فقراء المهاجرين الذين جاؤوا المدينة ولا مأوى لهم، فسكنوا مسجد رسول الله ﷺ .

- كما كان ﷺ يقضي حوائج الناس.

فحينما سمع أهل المدينة صوتا عظيما جدا قاموا ينظرون إلى مصدر الصوت ما هو؟ فإذا هم بالنبي ﷺ راجع من مصدر الصوت وهو يقول لهم :"لم تراعوا لم تراعوا".

فذهب ﷺ بمفرده ولم ينتظر أحدا ، وهذا يدل على شجاعته ﷺ واهتمامه بأمور المسلمين.