JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

أخلاق العمل

العلوم الإسلامية - Grade التوجيهي أدبي

  هناك الكثير من النصوص القرآنية الداعية إلى العمل والإنتاج، والتي توجه  الإنسان:

- ليكون منتجا في حياته.

- ويبذل جهده وطاقته لخير نفسه وأهله وبلده والناس أجمعين.

كقوله تعالى: {وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون } 

وكما حث الإسلام على العمل، دعا المسلم إلى الالتزام بأخلاق العمل، ومثله العليا وذلك:

 ليكون العمل مقبولا عند الله تعالى.

- مؤتيا ثماره الكاملة. 

وفي ما يأتي بيان لأهمية العمل وأخلاقياته.

أولا : أهمية العمل في الإسلام

 تبرز أهمية العمل في الإسلام في جوانب كثيرة منها:

1- عد الإسلام العمل عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه مبتغيا الأجر والثواب  

يدل على ذلك قول الله تعالى: «وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه» 

ويحرص المسلم على تحري العمل المشروع، ويبتعد عن العمل المحرم.

2- أن الإسلام قد جعل العمل أهم سبيل لكسب الرزق، وكفاية النفس، والأهل، والترفع عن ذل السؤال.

ومما يدل على ذلك قوله تعالى: « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» 

وقول النبي ﷺ: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ".

3- العمل سبيل لتحقيق هدف الإنسان وطموحه، وخدمة مجتمعه، وعمارة الأرض

 دل على ذلك قول الله تعالى: « هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا » 

ثانيا: أخلاق العمل

شرع الإسلام الكثير من القيم الأخلاقية التي تشمل العامل وصاحب العمل.

وجعل الأساس في العلاقة بينهما العقد:

فينبغي إبرام عقد يتم فيه تحديد كل ما يتعلق بالعمل، ليضمن تحقيق العدالة بين أطرافه.

وأمر الإسلام بالوفاء بما اتفق عليه الطرفان، (صاحب العمل والعامل)، وهذا ما دل عليه قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ » 

والوفاء بالعمل يكون وفق ما يقتضيه العقد: سواء أكان مكتوبا أم شفهيا.

وفي ما يأتي بيان لأهم القيم الأخلاقية التي يجب على العامل وصاحب العمل الالتزام بها

1-  أخلاق العامل:  ومنها (الأمانة، الإنجاز والإتقان، التعامل الحسن)

أ- الأمانة: وهي من الأخلاق التي يجب أن يتصف بها العامل، وتدل على صدق الإيمان عند صاحبها. قال النبي ﷺ مؤكدا أهمية الأمانة: "لا إيمان لمن لا أمانة له".

ومن صور الأمانة التي حث عليها الإسلام:

- محافظة العامل على مال صاحب العمل، وما استؤمن عليه من أدوات وغيرها.

- والتزام الموظف بساعات العمل المحددة له.

- وإتمام الأعمال الموكولة إليه، بلا تهاون أو إهمال.

- والمحافظة على أسرار العمل وعدم إفشائها.

ب- الإنجاز والإتقان:

جعل الله تعالى إتقان العمل وسيلة لنيل محبته،  قال النبي ﷺ: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".

ويقتضي إتقان العمل ما يأتي:

- إنجاز العمل  على أحسن وجه.

- إنجاز العمل في الوقت المحدد له.

- وعلى العامل تنمية مهاراته وقدراته باستمرار .

- ومتابعة المستجدات في مجال عمله أو مهنته، ما يجعله أقدر على أداء عمله بإتقان ومهارة. 

وما يدل على ذلك قول الله تعالى: «  قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين» 

ج- التعامل الحسن:  وذلك بأن يحترم العامل من يتعامل معهم، ويعاملهم بلطف ورفق وبشاشة وسماحة.

والدليل على خلق التعامل الحسن قول رسول الله ﷺ: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى وإذا اقتضى "

2- أخلاق صاحب العمل

شرع الإسلام الكثير من القيم الأخلاقية التي ينبغي على صاحب العمل الالتزام بها، منها:

1 – احترام كرامة العامل وإنسانيته:

- وذلك باجتناب كل سلوك أو تصرف فيه إهانة أو تحقير للعامل.

وفي معاملة النبي ﷺ لخادمه أنس بن مالك رضي الله عنه أسوة حسنة، قال أنس :" خدمت النبي ﷺ عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا : ألا صنعت ".

- ويتواضع صاحب العمل، ولا يستعلي على العمال.

- فيستمع لشكاوى عماله، ويشاركهم هموم العمل، ويتفقد حاجاتهم.

- ويسعى إلى توفير سبل الراحة لهم، ولا يحتجب عنهم.

 ب- تكليف العامل بالمستطاع:

- قال ﷺ "فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم".

يدل حديث النبي ﷺ  على أنه يجب أن يناسب حجم العمل للعامل.

- وعدم استغلال حاجة العامل للمال.

- وعدم تكليفه أكثر مما تتحمله طاقته وقدرته.

ج- إعطاء العامل الأجر المناسب لعمله، وعدم المماطلة في دفع الأجر :

فينبغي على صاحب العمل: 

- الحرص على إعطاء العامل الأجر المناسب لعمله الذي يحقق له الكفاية لقوته وقوت عياله وما يحتاجون إليه من حاجيات الحياة.

- ويحرص أيضا على أداء الأجر لصاحبه بلا مماطلة.

- فقد أمر الإسلام إعطاء الأجير أجره فور انتهائه من أداء عمله؛ قال النبي ﷺ:" أعطوا الأجير أجره، قبل أن يجف عرقه".

- وينبغي أن تكون الأجرة مناسبة لصعوبة العمل وما يحتاجه من مهارات.

وهذا ما دل عليه قول الله تعالى: « وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ»  

أي: لا تنقصوهم حقوقهم.

د- العدل والمساواة:

- وذلك بأن يساوي صاحب العمل بين العمال في التكليف بالأعمال، من حيث حجمها وصعوبتها.

- يراعي الفروق بينهم في الإمكانات والمهارات.

- والمساواة بينهم في حسن التعامل، وأن يقول للمحسن منهم: أحسنت، وأن يكافئه على إحسانه، وأن يأخذ بيد المقصر أو المخطئ، ويساعده على تحسين أدائه.

- ويعطي كل ذي حق حقه من الحوافز والترقيات،

دل على ذلك قول الله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} 

هـ - عدم الاعتداء على حقوق العامل التي كفلها له القانون:

- كالإجازات السنوية التي تمكنه من الترويح عن نفسه وقضاء حاجاته ومراعاة ظروفه.

- وإشراكه في التأمين الصحي.

- والضمان الاجتماعي لضمان راحته النفسية واستقراره الوظيفي.