JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الإسلام وإدارة الأزمات

العلوم الإسلامية - Grade الأول ثانوي أدبي

التَعلُّمُ القَبليُّ

  • لا تخلو الدنيا من أزمات ومشكلات على الصعيد الفردي أو المجتمع.
  • وإنّ مواجهتها والتقليل من آثارها يعتمد على كيفية إدارة الإنسان لهذه الأزمات.
  • ومن الأزمات التي واجهت الرسول والمسلمين في بداية الدعوة محاولة المشركين من أهل مكّة:
    • التضييق عليهم.
    • والوقوف في وجه الدعوة الإسلاميّة.
    • ومنع وصولها إلى النّاس.
  • إلّا أنّ النّبيَّ وأصحابه الكرام رضي الله عنهم نشروا الإسلام على الرغم من التحدّيات والمحن التي واجهتهم. قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾. (يُفتَنُونَ: يبتلون ويختبرون).

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

يتعرّض الفرد والمجتمع لأزمات مختلفة، وقد دعا الإسلام إلى التعامل معها وإدارتها بطريقة فاعلة.

 

أولًا: مفهوم إدارة الأزمة

الأزمة: هي ما يحلّ بالنّاس من شدّة وضيق، مثل البلاء، والخسف والقحط، والطاعون، وغير ذلك، وأطلق علماء المسلمين عليها قديمًا النّازِلة.

  •  وتنتج الأزمة من أسباب خارجيّة لا علاقة للإنسان بها، مثل:
    • الزلازل والبراكين.
    • والأعاصير.
  • أو بفعل الإنسان نفسه، مثل:
    • التلوّث.
    • والحروب.
    • وسوء إدارة الموارد.
    • ومخالفة أوامر الله تعالى.
    • وارتكاب المعاصي.
  • قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

وإدارة الأزمة تعني: القدرة على مواجهة المخاطر، والتهديدات، والأحداث الطارئة، والتقليل من آثارها السلبية في الإنسان والبيئة المحيطة به.

 

ثانيًا توجيهات الإسلام لإدارة الأزمة

يدعو الإسلام إلى التعامل مع الأزمات وفقًا للتوجيهات الآتية:

أ. الإيمان بالله تعالى والثقة به:

  • واللجوء إليه بالعبادة والدعاء؛ لأنّ ذلك يريح النفس ويربط على القلب.
  • قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).

ب. التأهّب والاستعداد وتوخّي الحيطة والحذر:

  • والتخطيط الجيّد لإدارة الأزمات عن طريق:
    • جمع المعلومات.
    • ومعرفة أسباب الأزمة.
    • وبذل الجهد لإيجاد الحلول والنجاح في مواجهتها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)،
  • ومن أمثلة ذلك:
    • إعدادُ سيدنا يوسف عليه السلام خطة متكاملة لمواجهة الأزمة الاقتصادية، حيث استطاع عن طريقها إنقاذ المجتمع من الهلاك والوصول بهم إلى برّ الأمان. قال تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ).
    • جَمْعُ سيدنا أبي بكر الصديقرضي الله عنه القرآن الكريم في مصحف واحد خشية ضياعه، بعد أن استُشهد عدد كبير من الصحابة حفظة القرآن الكريم في معركة اليمامة.
    • نَسْخُ سيدنا عثمانَ بنِ عفّانَرضي الله عنه القرآن الكريم نُسَخًا عدة من المصحف الشريف وإرسالها إلى سائر أنحاء البلاد، وأرسل مع كلّ نسخة عددًا من قُرّاء الصحابة  رضي الله عنهم، وذلك عندما دخل كثير من غير العرب في الإسلام، وكان بعضهم يخطئ في قراءة القرآن الكريم.

ج. استشارة أهل الخبرة والإفادة من تجاربهم:

  • ففي غزوة بدر استشار النَّبيُّ أصحابه من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم في قرار القتال.
  • وفي غزوة الخندق واجه المسلمون الأزمة بالثبات، والإفادة من القدرات والخبرات، مثل:
    • خبرة سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي أشار عليهم بفكرة حفر الخندق.
    • ونعيمِ بنِ مسعودٍ الغَطَفاني رضي الله عنه الذي دخل الإسلام وعرض المساعدة، فقال له رسول الله : "إِنََّما أَنْتَ فينا رَجُلٌ واحِدٌ فَخَذِّلْ عَنَّا إِنِ اسْتَطَعْتَ ، فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ".

 د. الصبر والتحمّل، وتجنُّب التعجّل في الحكم أو التصرّف:

  • قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
  • وقال النََّبِيُّ : "وأَنََّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْب، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسرًا".
  • ولمّا فرضَتْ قريش حصارها الظالم على النَّبيِّ ومن معه من المسلمين ثلاث سنوات في شِعْب أبي طالبٍ حتى يُسِلّموهم رسول الله فيقتلوه:
    • اشتدّ بهم البلاء حتى كانوا يأكلون ورق الشجر.
    • لكنّهم صبروا وثبتوا.
    • فكان الجزاء بأن مكّن الله تعالى لهم دينهم واستخلفهم في الأرض، قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

 هـ. التكافل والتراحم وتقديم المساعدات المادّيّة والمعنويّة:

  • إذ إنَّ مسؤوليّة إنقاذ المجتمع ليست مسؤوليّة شخص بعينه.
  • إنّما هي مسؤوليّة الجميع، كلّ في موقعه بحدود ما يملك من إمكانات.
  • وقد حثّ النََّبِيُّ من كان يملك ما يزيد على حاجته من دابّة أو طعام يقدّمه لصاحب الحاجة، فقال النَّبِيُّ : "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍٍِ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ زادٍ، فلْيَعُدْ بهِ عَلى مَنْ لا زادَ لَهُ". (فَضْلُ ظَهْرٍِ: رَكوبةٌ زائدةٌ عمَّا يركَبُها، كالدّابَّة وما في معناها من الوسائل الحديثة والمعاصِرةِ، كالسَّيّارة ونحوها، فَضْلُ زادٍ: ما فَضَلَ مِن طَعامٍ مِنْه).

و. النظر إلى الجانب الإيجابّي والمفيد من الأزمة:

  • فالمسلم ينظر إلى الأزمة على أنّها ابتلاء مقدّر من عند الله عزّ وجل، قال تعالى:﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
  • ويؤمن أنّ داخلها جملة من الفوائد، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
  • ومن تلك الفوائد:
    • تكفير الذنوب ورفع الدرجات، يقول النَّبيُّ : "ما يُصيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أَذًى ولا غَمٍّ، حتّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُها، إلَّا كَفَّرَ اللهُ بِها مِنْ خَطاياهُ".
    • تهيئة الظروف لظهور القادة والمبدعين، ففي غزوة بدر كان لرأي الحُبابِ بنِ المنذرِ رضي الله عنه عندما غيَّرَ موضع معسكر المسلمين ليحول دون وصول جيش قريش إلى ماء بدر دَور في تحقيق النّصر والخروج من الأزمة التي أحاطت بالمسلمين.
    • تمييز النّاس وكشف صدقهم:
      • ففي غزوة تبوك ظهر الصادقون المخلصون كأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه حيث تبرّع بماله كلّه في سبيل الله تعالى.
      • في حين تخلّف المنافقون عن الغزوة دون عذر فذمّهم القرآن الكريم وتوعّدهم.
      • قال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ).

 

صور مشرقة

1. لمّا فقد المسلمون الأمان في مكّة المكرّمة، ووقعوا في أزمة نتيجة أذى قريش لهم.

  • جاء الأمر بالهجرة إلى المدينة المنورة.
  • وقد أعَدَّ النَّبيُّ خطّة محكمة لضمان وصوله وأتباعه بأمان وليتجاوز المهاجرون الآثار الاجتماعيّة والاقتصاديّة للهجرة.
  • وقد تمثّلت الخطّة بــ:
    • المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
    • وتعميق الصلة بينهم ليصبحوا متساوين في الحقوق والواجبات.
    • وإنشاء سوق بالقرب من سوق اليهود ليعملوا بالتجارة التي يتقنونها.
    • كما وضعوا الأسس التي يتعامل بها المسلمون في تجارتهم، مثل: تحريم الاحتكار، والرّبا، والغشّ والتطفيف في المكيال.

 2. من الأزمات الصّحيّة التي واجهت الصحابة رضي الله عنهم طاعون عَمَواس:

  • الذي أصاب المسلمين في زمن الخليفة عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه وحصد أرواح العديد من الصحابة والتابعين.
  • وقد لجأ عمر رضي الله عنه إلى ما يسمّى بالحَجْر الصحي بــ:
    • أن رجع بالنّاس ومنع دخولهم الشام.
    • وأمر بعدم خروج أهل الشام منها.
    • استنادًا إلى قول النَّبيِّ : "إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدموا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنتُمْ بِها فَلَا تَخرجوا فِرارًا مِنْهُ". كما وُجَّه النّاس إلى الخروج إلى الجبال حيث الهواء النقي وعدم وجود زحام من الناس.

 

الإِثراءُ والتَّوسُّعُ

أُنشئ المركز الوطنيّ للأمن وإدارة الأزمات في المملكة الأردنيّة الهاشميّة عام 2015، ومن الأدوار التي يؤديها المركز:

  • تنسيق جهود المؤسّسات الوطنيّة ذات العلاقة وتوحيدها لتمكينها من مواجهة الأزمات الوطنيّة بأشكالها المختلفة والمحتملة بأقل وقت وجهد، وبأقل كلفة وخسائر ممكنة.
  • عقد دورات تدريبية مُتخصصة في مجال إدارة الأزمات وتطوير مهارات المركز وقدراته الفنية والبشرية، كذلك إعداد برنامج تدريبي متكامل للمؤسسات الرسمية ذات العلاقة، ويتضمن دورات وورشات عمل دورية.
  • التركيز على تطوير البرامج المتعلقة باستثمار طاقات الشباب الأردني في الجامعات، والمعاهد، والمدارس، بالعمل التطوعي في مواجهة المخاطر والأزمات على المستويين المحلي والوطنيّ.

 وقد كان للمركز دور بارز في إدارة الأزمة الصحية الناتجة من انتشار جائحة كورونا عام 2020م.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

  • من البحوث التي تضمنت فقه إدارة الأزمات (فقه إدارة الأزمات والنَّوازل، دراسة مقارنة).
  • وقد تحدّث البحث عن مفهوم الأزمات والنَّوازل وأسبابها ومنهج الإسلام في معالجتها.
  • ثم تناول مواجهة جائحة كورونا منهجًا تطبيقيًّا.

 

القيمُ المستفادةُ

 1. أَلجأُ إلى الله تعالى وأتسلّح بالصبر عند وقوع الأزمات.

 2. أُخطط جيدًا لإدارة الأزمات.

  3.أعلمُ أنّ الازمة ابتلاء مقدّر من عند الله تعالى فأصبر عليها.