JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الإسلام والشّباب

الدراسات الإسلامية - Grade الأول ثانوي أدبي

التَّعلمُ القبليُّ

  • ضرب القرآن الكريم أمثلة رائعة لشباب مؤمن ثبت على الدين كأصحاب الكهف.
  •  وشباب كانوا قدوة في العفة والطهارة كسيدنا يوسف عليه السلام والسيدة مريم بنت عمران عليها السلام.
  • كما وقدمت السيرة النبوية نماذج لشباب من الصحابة الكرام رضي الله عنهم كان لهم دور بارز في الدعوة الإسلامية، مثل: سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وغيرهم.

 

 الفهم والتحليل

  • الشباب ذكورًا وإناثًا قادة المستقبل وعماد الأمة ومبعث قوتها وحضارتها، وقد أولاهم الإسلام اهتمامًا كبيرًا.
    •  لما يمتاز به الشباب في هذه المرحلة من النضج الفكري والجسدي، والقدرة على العطاء والإبداع.
    •  وما يتمتع به من عزيمة وقوة ونشاط، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾.

 

أولًا: عناية الإسلام بالشباب

خص الإسلام الشباب بالرعاية والاهتمام في كل جوانب حياتهم، ومنها:

أ. الجانب الإيماني والتعبدي:

  • حرص الإسلام على غرس القيم الإيمانية في نفوس الشباب.
    • لأثرها العظيم في استقامة سلوكهم، والتزامهم أحكام دينهم، وتوثيق صلتهم بربهم.
  •  وقد وجه سيدنا رسول الله الشباب إلى الحرص على توثيق صلتهم بالله تعالى.
    • ومن ذلك أنه أوصى عبد الله بن عمر رضي الله عنه بقيام الليل، "فقال: نعم الرجل عبد الله، لو كان يُصلي من الليلِ" .

ب. الجانب الأخلاقي:

  • اعتنى الإسلام بتربية الشباب على مكارم الأخلاق، وتزكية النفس، وحسن معاملة الناس.
  •  ومن ذلك أن سيدنا رسول الله حثهم على العفة والزواج، فقال ﷺ: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنَّه له وِجاءٌ". (وِجاء :مانعٌ من الشهوات، ومفتِّرٌ لها، وقاطعٌ لشرِّها).

ج- الجانب النفسي:

  • راعى الإسلام مشاعر الشباب، ومن ذلك:
    • أن سيدنا رسول الله تقرب إليهم، وعبّر لبعضهم عن حبّه، فعنه أنه قال لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه: "يا معاذُ، واللهِ إني لأحبكَ".
    • كما راعى حاجاتهم النفسية، ومن ذلك ما رواه مالكُ بن الحُويرث رضي الله عنه أنه قال: أتينا النبيّ ونحنُ شَبَبَةٌ متقاربونَ، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنَّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمَّن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، وكان رفيقًا رَحيمًا، فقال: "ارجعوا إلى أهليكم، فعلِّموهم ومُرُوهم، وصلُّوا كما رأيتُموني أُصلي".

د- الجانب الجسدي:

  • دعا الإسلام الشباب إلى الاهتمام بأجسادهم وتقويتها والمحافظة على نظافتها، وعدم تحميلها فوق طاقتها، ومن ذلك أن سيدنا رسول الله لما رأى الصحابي عبد الله بن عَمرو رضي الله عنه يكلّف نفسه من العبادة فوق طاقته، أوصاه أن يعتدل في عبادته قائلًا له: "فإنَّ لجسدكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا".

هـ- الجانب العلمي:

  • أرشد الإسلام الشباب إلى تعلم العلوم النافعة من العلوم الدينية والدنيوية.
    •  فكان عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أعلم الناس بكتاب الله وتفسيره.
    •  ومعاذُ بن جَبلٍ رضي الله عنه أعلمهم بالحلال والحرام.
    •  وزيدُ بن ثابتٍ رضي الله عنه أقرأهم للقرآن الكريم وأعلمهم بالفرائض(المواريث)، إضافة إلى تعلمه اللغات كالعبرية والسريانية؛ فقد أمره النبيّ أن يتعلم لغة اليهود ليكاتبهم بها ويقرأ عليه كتبهم إذا وردت إليه.
    • كما واشتهرت أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها بعلمها بأحكام الشريعة وبرواية الأحاديث.

و- الجانب القيادي والمهاري:

  • وجه سيدنا رسول الله الشباب إلى تنمية مهاراتهم القيادية في مجالات مختلفة.
  •  فاستثمر طاقات أصحابه الشباب، واكتشف مواهبهم، ومن ذلك أنه :
    • أرسل الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة لدعوة أهلها إلى الإسلام، لعلمه بقدرته على التأثير والإقناع.
    • أخذ برأي الشباب في الخروج لملاقاة المشركين وعدم البقاء في المدينة المنورة والتحصن فيها يوم أحد على خلاف رأيه ؛ ليرشدهم إلى أهمية الشورى وقَبول الرأي الآخر، ويعلمهم مهارة التفكير وحل المشكلات.
    • أمَّرَ الصحابي الجليل أُسامة بن زيدٍ رضي الله عنهما على جيش المسلمين المتجه إلى الروم، على الرغم من وجود كبار الصحابة رضي الله عنهم، لثقته بكفاءته وقدرته على القيادة واتخاذه القرارات الحكيمة.
    • عيّن الصحابي الجليل عتَّاب بن أُسيد رضي الله عنه قائدًا على مكة المكرمة لإدارة شؤونها بعد الفتح، لمعرفته بقدرته على تحمل المسؤولية.

 

ثانيًا: تحديات تواجه الشباب

يواجه الشباب في وقتنا الحاضر تحديات عديدة، من أهمها:

أ. التحدي الاجتماعي:

  • إن وجود بعض العادات المجتمعية السيئة، وكثرة المغريات، وتأثير أصدقاء السوء، وغيرها، يدفع فئات من الشباب إلى الانحراف عن طريق الحق، وسلوك طريق لا يرضي الله تعالى، مثل: شرب الخمر، والتدخين، وتعاطي المخدرات، وإقامة العلاقات غير الشرعية، وغيرها.
  • ولوقاية الشباب من هذا الانحراف يجب تأكيد دور الأسرة والمؤسسات التربوية والدينية، مثل: المساجد، والمدارس، والجامعات في رعاية الشباب.
  •  ومن الأمور التي تؤكدها تلك المؤسسات:
    • تنشئتهم على تقوى الله تعالى واستشعار مراقبته، وهذا ما أوصى به سيدنا رسول الله أبا ذرٍّ رضي الله عنه فقال: "اتقِ الله حيثما كنتَ، وأتبِعِ السَّيئّةّ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ".
    • توعيتهم بالأضرار الصحية والاجتماعية الناتجة عن الانحلال الأخلاقي، ودعوتهم إلى تهذيب شهواتهم تجنبًا للوقوع في الفاحشة عن طريق ستر العورات، وغض البصر، وغير ذلك.
    • توجيههم إلى استثمار أوقاتهم بما يحقق النفع لهم، ويعمل على تقوية أوطانهم وبنائها، مثل: تعلم القرآن الكريم وحفظه، ومطالعة الكتب المفيدة، وتعلم اللغات، وممارسة الرياضة، والسفر، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات والأعمال التطوعية، وتعلم الحرف المختلفة وغيرها.

ب. التحدي الثقافي والفكري:

  • في ظل تسارع الثورة المعلوماتية، والانفتاح على ثقافات الأمم والشعوب، ظهرت معارف جديدة نفعت البشرية، وفي المقابل نشأت بعض الأفكار والمبادئ المنحرفة التي لا تتفق وقيم الأمة ودينها ومبادئها، فكان لها أثر في إفساد فكر بعض الشباب.
  • ولحماية الشباب من تلك الأفكار الهدامة، فلا بد للمؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية من السعي إلى:
    • تعميق الوعي الديني والثقافي بين صفوف الشباب.
    • وترسيخ انتمائهم إلى هُويتهم الإسلامية، ولغتهم العربية، وتاريخهم، وتوجيههم إلى استخدام وسائل الإعلام، مثل: الفضائيات، ومواقع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا آمنًا.
    •  وحثهم على تحري الدقة في الحصول على المعلومات من مصادرها الصحيحة قبل نشرها.

ج- التحدي الاقتصادي:

  • يؤدي تردي الوضع الاقتصادي في بعض البلدان إلى الإسهام في ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب.
  •  وهذا أمر خطير يمكن أن يدفع بعض الشباب إلى ارتكاب الجرائم؛ للحصول على المال لتأمين حاجاتهم وتحقيق طموحاتهم بطرائق غير مشروعة.
  •  أو يدفعهم إلى الهجرة خارج بلادهم، فيؤدي ذلك إلى تعطيل هذه الطاقات ويُعوِّق تقدم المجتمع وازدهاره.

ولمواجهة هذا التحدي ومشكلاته لا بد من:

  •  إعداد خطط استراتيجية تسهم في رفع المستوى الاقتصادي وتؤهل الشباب للانخراط في سوق العمل بمجالاته المختلفة. وتشجيع المؤسسات الوطنية على الإسهام في تطوير مهارات الشباب وصقلها ودعم مبادراتهم وتمويلها.
  •  حث الشباب على السعي إلى العمل والحرص عليه، وعدم الإخلاد إلى الراحة والدَّعة والاعتماد على الغير، فقد قال النبيّ : "لأن يأخذَ أحدُكُم حبلَهُ، فيأتيَ بحُزمًةِ الحطبِ على ظَهرِهِ، فيبيعَها، فَيَكُفَّ اللهُ بها وجههُ خيرٌ له من أن يسألَ الناس أعطوهُ أو منعُوه".
  • وعليهم الاقتداء بالصحابة الكرام رضي الله عنهم أمثال الصحابي الجليل عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ رضي الله عنه الذي سعى وبحث عن العمل فأغناه الله تعالى وبارك له في ماله.

 

الإثراء والتوسعُ

  • اهتمت المملكة الأردنية الهاشمية بالشباب؛ إيمانًا منها بقدراتهم ودورهم الفاعل في بناء الوطن.
  •  فأشرفت على تدريبهم وتأهيلهم وحثهم على الإبداع والتميّز.
  • وتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات عن طريق تخفيض سن الانتخاب إلى 18 عامًا والترشح إلى25 عامًا.
  •  كما وأطلقت لهم المبادرات والبرامج والأنشطة الشبابية لتعزيز أدوارهم وأداء واجباتهم، مثل: هيئة شباب كلنا الأردن، وجائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي.

 

دراسة معمَّقةٌ

  • ألَّف عدد من الكتّاب كُتُبًا متنوعة اشتملت على مشكلات الشباب والتحديات التي تواجههم، وتضمنت تلك الكتب الحلول المناسبة لها.
  • ومن المؤلفات التي عُنيت بذلك: كتاب (الشباب: مشكلات وحلول).
    •  الذي عرض فيه الباحثان العقبات التي تواجه الشباب، وما يهمهم في هذا العصر.
    •  ووضّحا عناية الإسلام بالشباب، مستدلين بقصص الأنبياء الشباب، ومبينين التربية القرآنية للشباب وأثرها فيهم وفي مجتمعهم.