JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الثورة على نهج القصيدة العربية

القضايا الأدبية - Grade الأول ثانوي أدبي

العوامل التي ساعدت على ازدهار الأدب وتطوره في العصر العباسي ازدهارًا كبيرًا:

1 -اتساع رقعة الحكم الإسالمي واختلاط العرب بغيرهم من الأمم والحضارات؛ مما أدى إلى امتزاج الثقافات: الفارسية، والهندية، واليونانية، وانصهارها في الثقافة العربية و الإسلامية.

2 - نشاط حركة الترجمة: ترِجمت الكتب المتنوعة من الفلسفة والمنطق والفلك إلى العربية.

3- ظهور الفرق الفكرية الدينية مثل : الفلاسفة والمتكلمين

 4 - تشجيع الخلفاء العباسيين للعلم والعلماء.

أسهمت هذه العوامل على ظهور فحول الشعر مثل: أبو العتاهية واأبوتمام والبحتري وغيرهم. وقد توسع الشعراء في الأغراض الشعرية من وصف ومدح وغزل وغيرها .وأضافوا معاني شعرية جديدة كما نرى في شعر الثورة على نهج القصيدة وشعر وصف معالم الحضارة وشعر الفلسفة والحكمة والزهد.

أما النثر فكان أكثر تأثرًا من الشعر بظروف العصر: الاجتماعية والسياسية والفكرية لأن النثر يمكن أن تتغير تقاليده الفنية على نحو قليل أو كثير، بعكس الشعر الذي تظل له تقاليده الفنية الموروثة لا سيما الوزن الشعري ومن ثم كان النثر العباسي  أقدر على استيعاب معظم الثقافات واالاتجاهات التي عرفها العصر. فبرز شيوخ الكتابة مثل: ابن المقفع والجاحظ وابن العميد وغيرهم

الثورة على نهج القصيدة العربية

اتخذت القصيدةُ العربيةُ فى العصرِ الجاهلىّ شكلا موحدًا, إذ استهل شعراء العصر الجاهلى قصائدَهم ومعلقاتَهم بالبكاءِ على الطللِ, والوقوف عليه, طلل الحبيبة, فيبكى الشاعر ذكرَاها, ثم ينتقل الشاعرُ بعد بكائِه على الطللِ إلى  الرحلة ثم إلى موضوع القصيدة أو المعلقة, فلا بدء للقصيدة دون الطللِ, هكذا ألفَ وسارَ شعراء تلك الحقبة (الجاهلية) على هذا النمط البنائى والشكلي للقصيدة العربية فى ذلك الوقت.

وفى القرن الأول الهجرى لم تختلف البيئةُ والطبيعةُاختلافًا كثيرًا عن ذى قبل, فسار شعراءُ تلك الفترة على نهج سابقيهم من بكاء على الطللِ, ومنهم حسانُ بن ثابت وعبدُ الله بن رواحة وكعبُ بن زهير, إذ كانت القصيدة الجاهلية شكلا ومضمونا هى المعين الذى استقى ونهل  منه هؤلاء الشعراءُشعرَهم.

ولمّا كان أوائل القرن الثانى الهجرى, فإذا بالطبيعة الحياتية تختلف اختلافًا جذريًّا عما كانت عليه  فتغَّيرت الحياة العامة وطر أت عليها صنوف من ألوان العيش والسلوك بسبب الترف والرفاهة الاقتصادية وصنوف من الأفكار والعقائد والنحل  إذ قامت الدولةُ العباسيةُ على أكتاف الفرس, ولأن الأدب ليس ببعيد عن الحياةِ فهو المرآةُ للمجتمع بما فيه من متغيرات ومؤثرات, نجد دعوات الشعراء إلى التجديد, قد ظهرت مع تلك الدولة العباسية الجديدة, فظهر الشعراء المولدون، وهم المعروفون بأصولهم الفارسية نحو بشار بن برد وأبى نواس, ظهر هؤلاء الشعراءُ وهم يحملون راية التجديدِ فى الشعر العربى, فنجد أبا نواس يطلقُ دعوتَه إلى التجديدِ فى الشعر العربى, ثائرً ا على التقاليد العربية الموروثة, فنادى  بأن يحل الخمرُ محل الطللِ, ليكون بديلا عنه, فبدلا من أن يقف الشاعرُ على الطللِ, ويبكيه يبدأ قصيدتَه بفن الخمريات يقول ابو نواس في نبذ الوقوف على الطلل:

أيا باكىَ الأطلال غيّرها البلى             بكيتَ بعين لا يجفُّ لها غَربُ

أتنعتُ دارًا قد عفت وتغيرت            فإنّى لما سالمتَ من نعتها حربُ