الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام (1798-1801م)

 

أولا: أسباب الحملة الفرنسية

تعـد الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام بداية للأطماع الاستعمارية الأوروبية في الوطن العربي، ومظهرا من مظاهر التنافس الاستعماري الفرنسي والبريطاني، وللتعرف إلى أسباب الحملة الفرنسية تأمل الشكل الآتي،

أسباب الحملة الفرنسية
- ضرب مصالح بريطانيا التجارية بقطع طرق مواصلاتها مع الهند ومستعمراتها الشرقية.	- السيطرة على سواحل البحر المتوسط الشرقية والجنوبية.	- رغـبـة نابليون بتأسيس إمبراطورية في الشرق والتي تضم مصر وبلاد الشام

 

 

 

 

 

• لماذا تعد الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام ضربا لمصالح بريطانيا؟

                لأنها  تقطع طرق مواصلات بريطانيا مع الهند ومستعمراتها الشرقية.

 

ثانياً: خط سير الحملة الفرنسية على مصر

أبحرت الحملة من ميناء طولون في فرنسا بتاريخ 19 أيار ۱۷۹۸ م بقيادة نابليون بونابرت، وسيطرت في طريقها على جزيرة (مالطة) لتكون قاعدة لها تضمن اتصالها بفرنسا، ثم تابعت الحملة سيرها نحو الإسكندرية.

• ما أهمية موقع مصر الاستراتيجي؟

وقوعها على البحر الأحمر والبحر المتوسط.

تمكنت الحملة من احتلال الإسكندرية في الأول من تموز عام 1798م رغم مقاومة أهلها  وتراجع الجيش العثماني إلى (إمبابة) قرب القاهرة، حيث دارت معركة هنـاك أظهر فيها المماليك  والمصريون شجاعة فائقة وبذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن مصر، لكن المدافع الفرنسية استطاعت  مرة أخرى أن تحسم المعركة لصالح فرنسا ودخل نابليون على إثرها مدينة القاهرة.

كانت بريطانيا قـد عهدت إلى الأميرال (نلسن) قائد الأسطول البريطاني متابعة وتعقب الأسطول الفرنسي، وقد تمكـن الأسطول البريطاني من تحطيم الأسطـول الفرنسي في خليج أبي قير في آب عـام ١٧٩٨م، وأصبح نابليون والجيش الذي معه محاصرين في مصر، كما استطاع البريطانيون إغلاق جميع الطرق التي تمد الجيش الفرنسي بالمؤن والذخائر.

 

• ما الآثار المترتبة على معركة أبي قير؟

تحطيم الأسطول الفرنسي في خليج أبي قير في آب ١٧٩٨م، وأصبح نابليون والجيش الذي معه محاصرين ، كما استطاع البريطانيون إغلاق جميع الطرق التي تمد الجيش الفرنسي بالمؤن والذخائر في مصر

 

ثالثا: الحملة الفرنسية على بلاد الشام

قاد نابليون في أوائل عام ١٧٩٩م حملة برية على بلاد الشام، فاحتل العريش ثم غزة والرملة والله حتى وصل إلى يافا، وضرب عليها الحصار، فدافع أهلها عن حاميتها ولم يتمكن من دخولها إلا بعد أن أعطى أهلها الأمان، وبعد دخول ياقا أمر بإعدام جميع الأسرى بالرصاص، مخالفا كل قوانين الحرب والإنسانية.

استأنفت الحملة سيرها إلى أن وصلت مدينة عكا وفرضت عليها حصارا بريا، لكنها لم تتمكن مـن احتلالها؛ وذلك لاستبسال أهلها في الدفاع عنها، ويقظة قائد حاميتها أحمد باشا الجزار، ولمناعة أسوارها وللحصار الذي ضربه الأسطول البريطاني على شواطئ عكا حيث وقعت في يده أكثر المؤن والذخائر التي أرسلت إلى الجيش الفرنسي من مصر، وانتشار مرض الطاعون بين الجنود الفرنسيين؛ مما اضطر نابليون إلى الانسحاب والعودة إلى مصر، ثم انسحب الفرنسيون نهائيا من مصر في ١٨ من تشرين الثاني عام ١٨٠١م، وهكذا فشلت الحملة في تحقيق أهدافها.

•  استخلص أسباب فشل حملة نابليون في السيطرة على عكا.

- لاستبسال أهلها في الدفاع عنها، ويقظة قائد حاميتها أحمد باشا الجزار، ولمناعة أسوارها والحصار الذي ضربه الأسطول البريطاني على شواطئ عكا حيث وقعت في يده أكثر المؤن والذخائر التي أرسلت إلى الجيش الفرنسي في مصر، وانتشار مرض الطاعون بين الجنود الفرنسيين.

 

رابعا : نتائج الحملة الفرنسية

كان للحملة الفرنسية نتائج عدة أبرزها:

1 - النتائج السياسية والعسكرية

أ - فشلت الحملة في تحقيق أهدافها في السيطرة على طريق الهند.

ب - فشلت فرنسا في تكوين إمبراطورية في المشرق العربي.

جـ - نبهت الحملة إلى أهمية موقع مصر في كونها مركزا مهما ونقطة اتصال وربط للتجارة العالمية.

د-  أيقظت في نفوس العرب عامة والمصريين خاصة اليقظة القومية، فعززت روح الله عند المصريين.

هـ – إنشاء دواويـن (مجالس) مؤلفة من كبار علماء الأزهر، والتجار، وممثلي الطوائف للنظر في الشؤون العامة

 

2- النتائج الاجتماعية والاقتصادية

ا - هزت البنيان الاجتماعي المصري، وأضعفت مكانة المماليك الاجتماعية

ب - تأسيس عدد من المصانع مثـل مصانع النسيج والورق والبارود، ودبغ الجلود  وغيرها لتعويضهم عن الصناعات الفرنسية فكانت نواة لدخول الصناعات الحديثة في مصر

جـ - كـساد التجـارة وسوء الأحوال الاقتصادية بسبب الحصار البحري البريطاني  على السواحل المصرية.