JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

العلماء: دورهم، ومكانتهم

العلوم الإسلامية - Grade التوجيهي أدبي

 العلم له أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات وذلك :

- أنه أحد أسباب رقي الأمم وتقدمها.

- بالعلم يرتفع شأن الأمة وتزداد هيبتها.

- بالعلم تزدهر الحياة وتبنى الحضارة.

والعلم يشمل مجالات الحياة كلها: 

 المجالات التجريبية والتطبيقية،  والشرعية.

والعلماء  بناء على ذلك صنفان :

- الشرعيون وهم الذين يبينون للناس أحكام دينهم.

- وأصحاب العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية: وهم الذين يقدمون الأبحاث العلمية في ميادين الحياة المختلفة التي تفيد المجتمعات.

وهؤلاء العلماء جميعا ينيرون الدرب للناس في الدنيا والآخرة، لذلك:

جعل الإسلام لهم منزلة رفيعة، ودعا إلى الاهتمام بهم، وإنزالهم المنزلة التي تليق بهم.

وهذا ما دل عليه قول الله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير

أولا : العالم، مفهومه وصفاته

العالم هو الذي بلغ في العلم ذروته، ووصل في تخصصه إلى المعرفة العلمية الكلية والتفصيلية.

وفي ما يأتي بيان لأهم ما يتصف به العالم مهما كان تخصصه:

1- أن يبذل قصارى جهده في البحث والتنقيب وفق المنهجية العلمية المناسبة لتخصصه

يحرص العالم على الاجتهاد والاشتغال المستمر في طلب العلم في تخصصه قراءة، وبحثا، وتأليفا.

ومما يدل على ذلك قول أحد العلماء "لا يزال الرجل عالما ما تعلم، فإذا ترك العلم، وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل الناس".

والعالم القادر على الاجتهاد إذا بذل وسعه للوصول إلى الحق قد يصيب وقد يخطئ:

- فإذا أخطأ في اجتهاده فله أجر على اجتهاده.

- أما إذا أصاب في اجتهاده فله أجران، أجر الاجتهاد وأجر الوصول إلى الصواب،

وهذا ما دل عليه قوله ﷺ: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ".

2-   أن يؤدي رسالة ينفع بها الإنسانية

فالعالم بعلمه ينفع الناس من خلال:

- ما يبين لـهم  الخير من الشر.

- والصواب من الخطأ.

- ولا يبتغي بعلمه إلا مرضاة الله فقد نقل عن الإمام الشافعي قوله: "وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إلي منه حرف".

ثانيا : مكانة العلماء

- رفع الله تعالى منزلة العلماء وجعل لهم مكانة عالية.

 - وجعل لهم ذكرا طيبا عند الخلق.

- يتجدد ذكرهم دائما بسبب إنجازاتهم، وما قدموه من خير للإنسانية في مجالات الحياة المختلفة التي تميزهم عمن سواهم من الناس.

وتظهر منزلة العلماء في الآتي:

1 - أن الله تعالى رفع مكانتهم ومنزلتهم في الأجر والمثوبة، قال تعالى : « قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» 

2 - أن الله تعالى جعل العلم طريقا لصاحبه لدخول الجنة وتحصيل الأجر والثواب

 وذلك إذا ابتغى العالم بعلمه وجه الله تعالى.

وإذا ابتغى بعلمه إصلاح الناس والأخذ بأيديهم نحو الخير والنفع في دنياهم وآخرتهم.

دل على ذلك قوله ﷺ: "من سلك طريقا يبتغي فيه علما، سلك الله به طريقا إلى الجنة ".

3- أن الله تعالى شهد لهم بالخير والفضل

 لما يحققه لهم علمهم من خشية الله تعالى، وهذا ما دل عليه قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .

وفي ذلك تأكيد مسؤوليتهم وأثرهم في تحقيق خشية الله تعالى.

ويتبوأ علماء الشريعة منزلة ومكانة خاصة:

لأنهم يعرفون الناس بحقيقة الدين والإيمان، وبحقيقة وجودهم وأثرهم في الحياة، وتظهر منزلة علماء الشريعة عن طريق ما يأتي :

أ-  وصف النبي ﷺ لهم بأنهم ورثة الأنبياء.

قال رسول الله ﷺ: "إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ".

فقد اصطفى الله تعالى أنبياءه لتبليغ رسالته للناس، وجعل العلماء من بين غيرهم مكلفين بتبليغ العلم للناس.

وبهذا جعلهم الله من خيرة عباده، دل على ذلك قول رسول الله ﷺ: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين".

ب- تفضيل العالم على العابد.

 قال ﷺ : "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "،  وذلك لأن:

- نفع العلماء لا يقتصر عليهم بل يتعدى ذلك إلى غيرهم من الناس.

- وهم ينيرون لغيرهم الطريق فينتفعون بعلمهم، وينفعون غيرهم.

- وهم مطالبون أن يعملوا بما علموا وبما يدعون الناس إليه.

- أما العابد فيستفيد من عبادته وينتفع بها وحده.

ثالثا: واجبنا نحو العلماء

للعلماء فضل كبير على مجتمعاتهم وعلى الإنسانية جمعاء، فينبغي أن يعاملوا من المجتمع معاملة تليق بمكانتهم وفضلهم، ويكون ذلك بما يأتي :

1- التأدب معهم واحترامهم وتوقيرهم

وهذا ما كان يفعله الصحابة رضي  الله عنهم مع العلماء منهم.

ومن ذلك ما فعله ابن عباس مع زيد بن ثابت رضي الله عنهم ، عندما صلى على جنازة، ثم قربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنها يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس: "هكذا أمرنا نفعل بالعلماء والكبراء".

2- الاستجابة لهم والانتفاع بعلمهم

فيرجع إلى أهل الاختصاص في معرفة العلم في أي شأن من شؤون الحياة المختلفة.

واستشارتهم في ما يستجد من قضايا، وذلك لمعرفتهم بأصول العلم والاجتهاد.

دل على ذلك قوله تعالى: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » ، 

3- الدعاء لهم بالخير والسداد وحفظ معروفهم

يدعو المسلم للعلماء في حياتهم وبعد موتهم.

ومن ذلك قول أبي حنيفة في شيخه حماد قال: "ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علما ".

4- دقة النقل عنهم

- يجب على الإنسان أن يكون دقيقا في نقل الآراء والأقوال.

- ويجب على المسلم أن يكون أكثر حرصا في المسائل العلمية المتصلة بالشريعة الإسلامية لارتباطها بالقرآن الكريم والسنة الشريفة.

- لذلك يحرص المسلم على دقة النقل، وأخذ الحيطة والحذر في نقل ما يصدر عنهم من فتاوى حتى لا ينسب لهم ما لم يقولوا.

- وينبغي عدم تتبع زلاتهم وأخطائهم، فالعلماء بشر يصيبون ويخطئون.

- وينبغي عدم الوقوف عند أخطائهم وتضخيمها.

دل على ذلك قوله  ﷺ: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم".

5- الدفاع عنهم

- من واجب المرء عموما أن يدافع عن العلماء.

- ويجب تجنب الطعن فيهم، ولا سيما علماء الشريعة؛ لأن بعض الناس يستغل الطعن فيهم للطعن في الدين.

- ويجب أيضا الدفاع عنهم؛ لأن في ذلك دفاعا عن الدين، والطاعن فيهم طاعن في الدين؛ لأنهم حملة هذا الدين.

والنهي عن التجرؤ على العلماء والطعن فيهم للأسباب الآتية :

  • لأنّ الطعن في العلماء يمنع من الانتفاع بعلمهم.
  • ويقلل من شأنهم بين الناس.
  • ويؤدي إلى فقدان الثقة.
  • إلا أن ذلك لا يمنع من نصحهم ونقد أقوالهم وآرائهم بهدف بيان الحق،

فقد قال ﷺ : "الدين النصيحة"، قلنا لمن يا رسول الله؟، قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". فإن النصح لهم واجب.