التَّعلُّمُ القَبْلِيُّ
- أمر الإسلام بالعمل وحث عليه.
- ووضع له مجموعه من الضوابط والأحكام التي تنظم عمل الإنسان، وتبين ما يجوز وما لا يجوز ، وما هو حلال وما هو حرام.
- كما حث الإسلام على التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع في مختلف المجالات والمسارعة إلى البر والخير، بما يسهم في بناء الفرد وتنمية المجتمع وتطويره قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
الفَهمُ والتَّحليلُ
يُعدُّ العمل التطوعي من السلوكات الإيجابية والحضارية في المجتمع، وقد حث الإسلام عليه ورغَّب فيه.
أولاً: مفهوم العمل التطوعي في الإسلام ومجالاته
هو بذل الجهد البدني والفكري بدافع ذاتي دون مقابل مادي، للإسهام في نفع الآخرين والارتقاء بالمجتمع وسد حاجات أبنائه؛ طلبًا لرضا الله عز وجل.
وللعمل التطوعي مجالات كثيرة، من أبرزها:
أ. مساعدة المحتاجين:
- وقد شجع النَّبيُّ ﷺ على مساعدة المحتاجين بقوله: "وَمَن يَسََّرَ على مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللهُ عليه في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
- ومن ذلك:
- إنشاء المؤسسات التي ترعى الأيتام وكبار السن الذين لا معيل لهم أو الأشخاص ذوي الإعاقة.
- والإسهام في فك كرب المكروبين ممّن وقعوا في ضائقة.
- والإصلاح بين الناس وغير ذلك.
ب. المحافظة على البيئة:
- عبر نشر الوعي البيئي وإعداد حملات للمحافظة على البيئة، مثل:
- حملات غرس الأشجار.
- تنظيف المساجد والمتنزهات العامة.
- إنشاء جمعيات الرفق بالحيوان، وغير ذلك، قال رسول الله ﷺ: "مَا مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".
ج. نشر العلم والاهتمام بالتعليم:
- مثل:
- تعليم القرآن الكريم.
- وإنشاء المكتبات العامة.
- وإقامة الندوات والمحاضرات، قال النَّبيُّ: "إِذا ماتَ الإِنْسانُ انْقَطَعَ عَنْهِ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
ثانيًا: أهمية العمل التطوعي في الإسلام
أ. نيل رضا الله تعالى والأجر والثواب والمنزلة العالية في الجنة.
• قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
• وقال النََّبيُّ ﷺ: "لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلََّبُ فِي الجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَها من ظَهْرِ الطَّريقِ، كانَتْ تُؤْذي النّاسَ".
ب. توظيف طاقات الفرد في الخير والإحسان، وخدمة الآخرين، وقضاء حوائج الناس، والتخفيف من معاناتهم.
- قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
- وقد مدحت أم المؤمنين السيّدة خديجة رضي الله عنها النَّبيُّ ﷺ: (فَقالَتْ له: كَلّا، أَبْشرْ، فَوَ اللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَديثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضََّيْفَ، وتُعينُ على نَوائِبِ الحَقِّ).
- (تَحْمِلُ الكَلَّ: تعين الضعيف، تَقْرِي الضََّيْفَ: تكرمه، نَوائِبِ الحَقِّ: الحوادث أو المصائب).
ج. استثمار وقت الفراغ بما هو مفيد ونافع.
• قال رسول الله ﷺ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ".
د. شعور الإنسان بالسعادة والرضا، وتعزيز ثقته بنفسه وتنمية شخصيته.
هـ . نشر القيم الفاضلة بين الناس.
- مثل:
- المحبة والتعاون والتضحية والإيثار.
- والإسهام في تكاتف المجتمع وتماسكه.
- وتخفيف الأعباء عن الدولة.
صور مشرقة
- كان النَّبيُّ ﷺ يقدّر الأشخاص الذين يقومون بالأعمال التطوعية ويعتني بهم ويتفقد أحوالهم. فقد كانت هناك امرأة تنظف المسجد فافتقدها النََّبيُّ ﷺ، فقيل له إنها ماتت، قالَ: "أفلا كُنتُمْ آذَنْتُموني به، دُلّونِي عَلى قَبْرِهَا، فأَتي قَبْرَها فَصَلَّى عليها".
- ساعد سيدنا موسى عليه السلام فتاتين على السقاية عند ازدحام الناس على الماء. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الموقف في قوله تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
- 3. جاء في سورة الكهف أن ذا القرنين لمّا شكا إليه الناس أذى قوم يأجوج ومأجوج وإفسادهم في الأرض، وطلبوا إليه أن يدفعوا له مالًا ؛ ليقيم لهم سدًّا يحول بينهم وبين هؤلاء المفسدين، فتطوع ذو القرنين ببناء السد بلا مقابل؛ طلبًا للأجر من الله تعالى.
الإثراءُ والتَّوسُّعُ
يوجد في الأردن العديد من الأمثلة على المبادرات التطوعية، سواء الفردية أو المؤسسية، ومن أمثلة هذه المبادرات:
1. مبادرة (مدرستي):
- التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبد الله.
- بهدف تحسين بيئة التعليم من الناحيتين: المادية والتعليمية في المدارس الحكومية الأردنية.
- خصوصًا المدارس التي تحتاج إلى عمليات صيانة للخدمات والبنية التحتية.
- وقد حشدت المبادرة المتطوعين والموارد والشركات الخاصة لدعم المدارس الحكومية وتطويرها.
2. مبادرة (نوى) التابعة لمؤسسة ولي العهد.
- تتلخص رسالة هذه المبادرة في التأثير في المجتمع المدني وجميع الشركاء والجهات ذات العلاقة عن طريق العمل الخيري والمسؤولية المجتمعية.
- وقد أُسِّست (نوى):
- لرفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والتنموية المهمة التي تسهم في بناء مستقبل مشرق في المملكة الأردنية الهاشمية.
- وتعزيز العمل الخيري.
- وتنمية حس المسؤولية المجتمعية فيها.
- وقد أطلقت المبادرة منصة إلكترونية تسهل التشبيك بين المتبرعين من أفرادٍ وشركات من جهة، ومؤسسات المجتمع المدني من جمعياتٍ خيرية وشركاتٍ غير ربحية من جهة أخرى؛ لوصول الدعم إلى المستحقين.
- فانتقل العمل الخيري من عشوائية توزيع الموارد وضعف التنفيذ وصعوبة التواصل بين عناصر المجتمع كلها إلى كفاءة في العمل والإنجاز.
دراسةٌ مُعمَّقةٌ
من أمثلة الدراسات الخاصة بالعمل التطوعي دراسة بعنوان (العمل التطوعي في السنّة النبوية، دراسة موضوعية) تناولت الدراسة أهمية العمل التطوعي في السُّنَّة النبوية وأنواعه ومجالاته وآثاره.
القيمُ المستفادةُ
1. أَحرِصُ على المشاركة في العمل التطوعي في مجتمعي.
2. أَحرِصُ على مساعدة المحتاجين.
3. أَحرِصُ على نظافة مدرستي.