الدراسات الاجتماعية

السابع

icon

أتخيّلُ نَفسي هناكَ: أقرأُ في مجلّةٍ عَنْ شُعوبِ (الأسكيمو) وأتساءلُ: كيفَ استطاعَتْ تلكَ الشعوبُ التأقلُمَ على الظروفِ الطبيعيّةِ الصعبةِ؟

 

توزُّعُ السكّانِ في العالَمِ

يختلفُ توزيعُ السكّانِ مِنْ مكانٍ إلى آخرَ عَلى سطحِ الأرضِ، فقارّاتُ العالَمِ متباينةٌ مِنْ حيثُ حجمُ السكانِ وتوزيعُهُم.

الكثافةُ السكّانيّةُ

مصطلحٌ يُقصدُ بِهِ مجموعُ عددِ السكّانِ في منطقةِ ما، مقسومًا على مِساحتِها الكلِّيّةِ، ويعد قطاع غزة من اكثر مناطق العالم كثافة سكانية وتبلغ (26) الف شخص لكل كيلومتر مربع بينما تعد دولة منغوليا التي تقع في شرق قارة آسيا الاقل كثافة في العالم وتبلغ شخصين كل كيلو متر مربع 

 

العواملُ الطبيعيّةُ المؤثِّرةُ في التوزيعِ السكّانيِّ

أوّلًا: أشكالُ سطحِ الأرضِ      

1- السهولُ

مناطِقُ مستويةُ السطحِ قليلةُ الانحدارِـ استقرَّ فيها الإنسانُ مُنذُ القِدَمِ، وبالذّاتِ في مناطقِ السهولِ الفَيْضيّةِ، التي تتشكّلُ على جانبَي النهرِ، وتمتازُ بأنّها مُلائمةٌ للنشاطِ الزراعيِّ بسببِ قُربِها مِنَ المياهِ وخُصوبةِ تربتِها. وتُعدُّ النواةُ الأولى لنشأةِ الحضاراتِ القديمةِ؛ كحضارةِ وادي النيلِ وحضارةِ بِلادِ ما بينَ النهرَينِ.

 

- مهارات التعلم: السبب والنتيجة

السبب: مُلائمةٌ مناطق السهول الفيضية للنشاطِ الزراعيِّ بسببِ قُربِها مِنَ المياهِ وخُصوبةِ تربتِها.

النتيجة: نشأةِ الحضاراتِ القديمةِ في مناطقِ السهولِ الفَيْضيّةِ

 

2- المرتفعاتُ الجبليّةُ

تُشكِّلُ الجبالُ عائقًا أمامَ استقرارِ السكّانِ فيها؛ وذلِكَ لصعوبَةِ مُمارسةِ مِهنةِ الزراعةِ، وصعوبَةِ شقِّ الطرُقِ وتوفيرِ المواصلاتِ، بالإضافة إلى انخفاضِ درجات الحرارة. جميعُ السلاسلِ الجبليّةِ الكُبرى في العالَمِ تمتازُ بانخفاضِ الكثافةِ السكانيّةِ مثلُ: جِبالِ (الهملايا) في آسيا، وجبالُ (الأنْديز) في أمريكا الجنوبيّةِ، وجبالِ (روكي) في أمريكا الشماليّةِ.

 

- مهارات التعلم : السبب والنتيجة

السبب: لصعوبة ممارسة مهنة الزراعة وصعوبة شق الطرق وتوفير المواصلات.

النتيجة:  انخفاضِ الكثافةِ السكّانيّةِ في المناطقِ الجبليّةِ.

 

معَ التقدُّمِ العلميِّ، شهِدتْ بعضُ المناطقِ الجبليّةِ استقرارًا بشريًّالُ: جبالِ (الألْب) في أوروبا التي تتوافرُ فيها المياهُ وتُقام فيها الأنشطةُ السياحيّةُ والمنتجعات  وجبال (أطْلَس) في المغربِ العربيِّ، بسببِ وفرةِ المياهِ وتوافرِ العديدِ من الموارد المعدنية .

3- الهضابُ

تجمعُ الهِضابُ بينَ خصائصِ السهولِ والجبالِ؛ فهي مناطِقُ مرتفعةٌ مستويةُ السطحِ وجوانِبُها شديدةُ الانحدارِ، وتُعدّ مناطقَ جاذبةً للسكّانِ، وبخاصّةٍ إذا توافرتِ العواملُ الطبيعيّةُ الأُخرى المناسبةُ لاستقرارِ السكّانِ؛ كوفرةِ المياهِ والثرواتِ الطبيعيّةِ، ودرجاتِ الحرارةِ الملائمةِ.

 

ثانيًا: المُناخُ

يُعرَفُ المُناخُ بأنّهُ متوسِّطُ حالاتِ الطقسِ لمدّةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ، ويشملُ: درجةَ الحرارةِ ورطوبةَ الهواءِ والضغطَ الجوِّيَّ والرياحَ والهطولَ المطرِيَّ. وللمُناخِ تأثيرُ كبيرٌ في توزُّعِ السكّانِ على سطحِ الأرضِ وفي أنشطتهم. وتُقسَمُ المناطقُ المُناخيّةُ الرئيسةُ في العالَمِ إلى (4) مناطِقَ، هِيَ:

 1- المنطقةُ المعتدلةُ.

 2- المنطقةُ القطبيّةُ.                                   

 3- المنطقةُ المداريّةُ الجافّةُ.

 4- المنطقةُ الاستوائيّةُ.

 

 

1- المنطقةُ المعتدلةُ

تُعدُّ أكثرَ المناطقِ جذبًا للسكّانِ؛ بسببِ درجاتِ الحرارةِ المعتدلةِ ووفرَةِ الأمطارِ. ومِنَ الأمثلةِ علَيْها منطقةُ البحرِ المتوسِّطِ وغربِ أُوروبّا.

 

 

 

2- المنطقةُ القطبيّةُ

 

مِنَ المناطقِ القليلةِ السكّانِ؛ بسببِ الانخفاضِ الكبيرِ في درجاتِ الحرارةِ، واختِفاءِ الغِطاءِ النباتيِّ فيها، وعدمِ ملاءمَتِها للزراعةِ والأنشطةِ الاقتصاديّةِ الأُخرى.

 

توجدُ تجمُّعاتٌ سُكّانيّةٌ صغيرةٌ تعيشُ في المناطقِ القطبيّةِ الشماليّةِ تُعرَفُ بشعبِ (الأسكيمو)؛ إذْ استقرّتْ تلكَ المجموعاتُ وانسجمَتْ معَ الظروفِ المُناخيّةِ الصعبةِ.

 

3- المنطقةُ المداريّةُ الجافّةُ

تُعدُّ منطقةً قليلةَ السكانِ؛ بسببِ قلّةِ الأمطارِ، والارتفاعِ الكبيرِ في درجاتِ الحرارةِ نهارًا وانخفاضِها الشديدِ ليلًا.

أسهمَ التقدُّمُ العلميُّ والتِّقَنيُّ في استقرارِ السكّانِ في المناطقِ الصحراويّةِ، وبخاصّةٍ معَ توافرِ المواردِ الطبيعيّةِ مثلِ النفطِ، كَما تمكّنَ الإنسانُ مِنْ زراعةِ بعضِ تلكَ المناطقِ بعدَ أنْ وفّرَ لَها الظروفَ الملائمةَ.

 

المنطقةُ الاستوائيّةُ

تُعدُّ هذهِ المنطقةُ مِنَ المناطقِ الطاردةِ للسكّانِ؛ بسببِ ارتِفاعِ درجاتِ الحرارةِ والرطوبةِ العاليةِ، بالإضافةِ إلى كثافةِ الغطاءِ النباتيِّ الذي يُعيقُ الأنشطةَ البشريّةَ. مثل حوض الكونغو وغابات الامازون.