الكدية والنقد الاجتماعي (فن المقامة)
تعريف المقامة : فن نثري استحدث في القرن الرابع الهجري لإيراد الحكاية بأسلوب أدبي مصنوع مسجوع وتدور حول بطل أفاق أديب شحاذ، يحدث عنه راوية قد يلبس جبة البطل أحياناً.
هدف كتابة فن المقامة : إظهار كتّاب المقامة ما يتميزون به من براعة لغوية وأدبية، وهدفهم في الأصل تعليم الناشئة أصول اللغة والقدرة على النظم والتفنن في القول.
ظهور فن المقامات:ظهر على يد ابن دريد وتأصل على يد بديع الزمان الهمذاني، ومن بعده تلميذه أبو القاسم محمد الحريري.
موضوع المقامة : لكل مقامة موضوع واحد ،فنرى المقامة الحكمية أو الأدبية أو النقدية أو الفكاهية أو الوعظية وغير ذلك. وأغلبها يدور حول الكدية .
تسميه المقامات : أطلق أصحاب المقامات على كل مقامة اسماً خاصاً، فبعضها يحمل أسماء المدن والأراضي التي وقعت فيها حوادثها وأكثرها من المدن الإيرانية كالمقامة الأصفهانية، وبعضها سمي بحسب الموضوع كالمقامة القريضية (موضوعها نقد الشعر) والمقامة الملوكية ( موضوعها الملوك ومدحهم) وغير ذلك من أسباب التسمية.
تقوم المقامة على ركنين هما :الراوي والبطل.
راوي مقامات بديع الزمان الهمذاني فهو شخصية مخترعة أطلق عليها اسم عيسى بن هشام الذي يروي جميع القصص في كل المقامات ،
والبطل هو أبو الفتح الإسكندري وهو شخصية مخترعة أيضا .
راوي مقامات الحريري هو الحارث بن همام أما البطل فهو أبو زيد السروجي .
جعل كتاب المقامات بطل مقاماتهم في الأغلب رجلا شحاذاً يجول في البلاد، ويتفنن في الحيل والألاعيب المتنوعة لجمع المال ،والبطل بارع في الوعظ ،ويتنوع أسلوبه بين الشعر والنثر .
تعد المقامة بمثابة سجل لحياة الأمة في وقتها ؛إذ تعرض لمظاهر الحياة الاجتماعية والعقلية والفكرية والسياسية للأمة فتبين الأزمات النفسية والعقد الوجدانية .وترسم لنا بأسلوب فكاهي صوراً ناقدة للحياة الاجتماعية من خلال الكدية في عصر سيطر فيه العجم وتفشت الأمراض الاجتماعية .
خصائص المقامات في العصر العباسي:
1- تصوير الحدث على شكل حكاية فكاهية تتوافر فيها عناصر القصة.
2- الإكثار من المحسنات البديعية من : سجع وجناس وغيرهما .
3-الإكثار من الصور الفنية .
4-توظيف السرد والحوار بما يضفي على النص قدراً من الحيوية والتشويق.
5-استخدام الألفاظ الغريبة لإظهار البراعة اللغوية.
6- تضمن الأبيات الشعرية في الأغلب.
7-الميل إلى النقد الاجتماعي.