JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الكلم الطيب

العلوم الإسلامية - Grade التوجيهي أدبي

  الألفاظ والعبارات تحمل في طياتها الأفكار والمشاعر التي تعبر عما في نفس الإنسان،  وتؤثر في سلوكه وواقعه وهي نوعان:

- ألفاظ وعبارات تفتح للإنسان أبواب الخير، فيسعد في حياته وآخرته.

- وألفاظ قد تكون سببا في الألم والشقاء له ولغيره. 

لذلك كان حسن الخطاب وانتقاء الكلمات من مكارم الأخلاق، ويشمل الكلم الطيب:

- ما يتصل بعلاقة الإنسان بالله عز وجل، مثل ذكر الله تعالى والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم.

- وما يتصل بعلاقة الإنسان مع غيره من الناس، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإسداء النصيحة والكلمة الجميلة، وكل ما يسعد الناس ويحلل مصالحهم في الدنيا والآخرة.

أولا: مفهوم الكلم الطيب

هو    التعبير عن الأفكار والمشاعر بأحسن العبارات وأجملها باستخدام الألفاظ 

         المنطوقة أو المكتوبة.  

         قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سديداً ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ و  ويَغْفِرْ لكم ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} 

ثانيا : فضل الكلم الطيب -

 الكلم الطيب من أعظم أسباب:

- كثرة الحسنات.

- ومغفرة الذنوب.

- ونيل المنزلة الرفيعة والدرجة العالية عند الله تعالى، ومما يؤكد فضله ما يأتي :

  1. أن الله تعالى يتقبله، ويجازي عليه بالخير قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } وورد في الحديث الشريف "والكلمة الطيبة صدقة".
  2. أن الله تعالى جعل الكلم الطيب أفضل من العطاء المادي الذي يقدمه الغني للفقير، ويتبعه بأي نوع من أنواع الإهانة والإيلام النفسي، قال تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
  3. - أن الكلم الطيب يعين على تحقيق الخير وتيسير البركة للإنسان وذريته وحفظهم من السوء، قال تعالى: { و لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا

ثالثا: تنمية الكلم الطيب لدى الفرد والمجتمع .

تعد مخاطبة الناس بأجمل الكلمات، وألطف العبارات، سمة المؤمنين الذين قال الله تعالى عنهم {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ

وذلك بلين الكلام وانتقاء الراقي من الألفاظ وتخير النافع من الموضوعات.

وحتى يصبح الكلم الطيب سمة وخلقا لأفراد المجتمع لا بد من تنميته بوسائل متعددة منها:

1 - ما يقع تحت مسؤولية الفرد نفسه، مثل:

 ا - ترويض اللسان وتعويده على ذكر الله تعالى وذلك

 - لأن المداومة على الذكر تحيي القلوب وتوقظها.

- وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس.

- وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال.

دل على ذلك قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ

ومن فوائد ذكر الله تعالى أنّه يثمر قولا طيبا وعملا صالحًا؛ فمن تعلق قلبه بمحبة الله تعالى رطب لسانه بذكره، واستقام على الكلم الطيب في واقع حياته .

ب - الحرص على الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس

 كل كلمة يتلفظ بها الإنسان محاسب عليها، لذلك ينبغي أن يتخير ألفاظه ودلالاتها، فلا ينطق إلا ما يرضي الله تعالى، ويحقق المنفعة له وللآخرين.

قال تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

٢- ما يقع تحت مسؤولية الأسرة والمجتمع، ومنها:

أ- تربية النشء على الكلم الطيب

 ويبدأ ذلك داخل الأسرة من الأبوين:

- حيث ينتقيان الكلمات التي تصدر عنهما.

- ويتجنبان الألفاظ البذيئة الجارحة.

- فينشأ الأبناء على حسن الخطاب واحترام بعضهم بعضا.

ب - نشر ثقافة الكلم الطيب وتأكيدها.

فالمعلم مع تلاميذه في المدرسة.

والطلاب في ما بينهم.

والإعلاميون عبر وسائل الإعلام المختلفة وغيرهم.

كل هذه الفئات معنية بالخطاب القرآني الكريم الوارد في قوله تعالى:{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا } 

 فالله تعالى يأمر بحسن الخطاب مع الناس كافة تأكيدا على أهمية أن ينتشر هذا السلوك في المجتمع.

والحسن يعني الجميل في هيئته وفي معناه: 

فالجميل في هيئته: أي نظمه وأسلوبه كاللطف، واللين، وعدم الغلظة.

والجميل في معناه: بأن يكون خيرا.

 ج - تعزيز دور القدوة الحسنة في المجتمع

 يتأثر الناس بطبيعتهم بالنماذج الفاضلة، التي تتمثل الكلم الطيب في المجتمع، فتجذب الناس بصدقها وسلوكها وطيب حديثها ولينه ورقته.

قال الله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ

فدلت الآية الكريمة على أنّ الرسول ﷺ يمثل الأنموذج الفاضل والمثل الأعلى للناس كافة في:

- جمال الكلمة وحسن الخطاب وقوة التأثير.

- وكان كلامه فصلا يفهمه كل من يسمعه.

- بعيدا عن الفحش، فقد ورد عنه ﷺ "لم يكن رسول الله صلى الله وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا...".

رابعا: آثار الكلم الطيب

للكلم الطيب آثار عظيمة في حياة الفرد والمجتمع منها :

1 - نيل رضا الله تعالى

الكلم الطيب سبيل لنيل محبة الله تعالى ورضاه.

وسبب من أسباب رفع شأن صاحبه في الآخرة ووقايته من النار.

دل على ذلك قوله ﷺ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد  فبكلمة طيبة".

2- إشاعة المحبة بين الناس والقضاء على العداوة والشحناء

تزول العداوة بالكلمة الطيبة، ويحل محلها المحبة والإخاء.

قال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

3- التخلص من كيد الشيطان وسعيه للإفساد بين الناس وإيقاع العداوة بينهم

الكلم الطيب يغلق منافذ الشيطان التي  تفسد العلاقات بين الناس.

قال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا