JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

المُزاح: ضوابطه وآثاره

العلوم الإسلامية - Grade الأول ثانوي أدبي


التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • الإسلام دين رباني يتصف بالشمول والتوازن.
  • وجاءت أحكامه لتنظيم جميع شؤون حياة الإنسان.
  • فضلًا عن أنها تراعي طبيعة خلق هذا الإنسان وصفاته وخصائصه.
  • وقد راعى الإسلام حاجة الإنسان إلى الترويح عن النفس، وحَرَص على إدخال السرور على الآخرين بالوسائل المباحة، ما يُسهمُ في تخفيف الضغوط عن النفوس، ويعيد إليها نشاطها وحيويّتها.
  • وقد كان النَّبيُّ ﷺ قدوة في ذلك ، فعن عائشة رضي الله عنها أنّها كانت مع النَّبيِّ ﷺ في سفر، قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم، سابقته فسبقني فقال: (هذه بتلك).


الفَهمُ والتَّحليلُ
حَرَصَ الإسلام على الارتقاء بالمسلم، وضبط تصرفاته وأفعاله في المواقف كّلها ومنها المزاح.


أولَا: ضوابط المزاح
أ. تجنّب الكذب في المزاح ولو كان على وجه المداعبة:

  • قال رسول الله ﷺ: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، ويلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ".
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسولَ الله، إنك تداعبنا؟ فقال ﷺ: "إنّي لا أقول إلا حقًّا"
    • (تداعبنا: تمازحنا).

ب. تجنّب أسلوب السخرية والاستهزاء بالدين:

  • كالتلفّظ بالعبارات والنِّكات التي فيها استهزاء قد يصل إلى حد الكفر.
    • كالاستهزاء بالشعائر الدينية، كالصلاة والأضحية.
    • أو ما يتعلق بمشاهد يوم القيامة.
    • أو بالأنبياء عليهم السلام.
    • ويلحق بذلك الاستهزاء بالمقدسات و بالصحابة  رضي الله عنهم وبالعلماء، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

 ج. تجنّب الإساءة للآخرين:

  • مثل:
    • التحقير.
    • والغيبة.
    • والتنمر، والاستقواء على الآخرين؛ لأنّ في ذلك استصغارًا وانتقاصًا من شأنهم، وإيذاءهم ويتعارض مع كرامة الإنسان، يقول رَسولُ اللَّه ﷺ: "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّر أن يَحقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ".

د. عدم ترويع الآخرين:

  • وذلك بإدخال الخوف والفزع عليهم.
  • وقد ورد أنّ بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يومًا يَسيرونَ مَعَ رَسولِ اللهِ ﷺ، فَنامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقالَ ﷺ: ما يُضْحِكُكُمْ؟ فَقَالُوا: لا، إِلَّا أَنّا أَخَذْنَا تَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا".
    • (نَبْلٍ: سهم).

هـ. اختيار الأوقات المناسبة للمزاح:

  • فلا يجعل المزاح وكثرة الضحك ديدنه.
  • فضلًا عن تجنب المزاح في أوقات الحزن وبيوت العزاء وما شابهها.
  • قال رسول الله ﷺ: «ولا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثرَةَ الضَّحِكِ يُميتُ الْقَلْبَ".
  • وعلى المسلم أن يجعل لكل مقام مقال.

 

أَتوقَّفُ

  • يقول الخطيب البغدادي رحمه الله :فإنما يُستجاز من المزاح يسيرُه ونادره وطريفُه الذي لا يَخرج عن حـدِّ الأدب.
  • فأمّا متَّصِلُه وفاحِشه وسخيفه وما أوغر منه الصُّدور وجلب الشرَّ، فإنَّه مَذموم.
  • وكثرة المزاح والضحك يضَع من القَدْر، ويزيل المروءة.

 

ثانيًا: آثار المزاح
للمزاح المنضبط آثار إيجابيّة تعود على الفرد والمجتمع، منها:
أ‌. تجديد الطاقة والنشاط النفسيّ والعقليّ، وبيان مدى الفطنة واليقظة.

  • فعن أنسٍ بنِ مالكٍ رضي الله عنه: (أنّ رجلًا أتى النَّبيَّ ﷺ فقال: يا رسول الله، احْمِلْني، قال النَّبيُّ ﷺ: "إِنَّا حامِلوكَ عَلى وَلَدِ ناقَةٍ"، قال: وما أصنعُ بولدِ الناقة؟) (وهذا لظِنِّه أنَّه يَقْصِدُ الصَّغِيرَ مِنْ وَلَدِ النّاقةِ الَّذي لا يَصْلُحُ للرُّكوبِ) فقال النَّبيُّ ﷺ: وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلَّا النَّوقُ؟)
    • (احْمِلْني: أَعْطني ما أَرْكَبُ عليه).

ب‌. تقوية الروابط الأسريّة والاجتماعيّة وزيادة متانتها:

  • وكان النَّبيُّ ﷺ يُمازِحُ أصحابَه؛ تأليفًا لقُلوبِهم، وتودُّدًا إليهم، كما كان يُداعب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
  • وقد أشارت بعض الدراسات والأبحاث المختصة في الشؤون الأسريّة أنّ الأزواج:
    • الذين يتمتعون بحسّ الفكاهة أقل عرضة للمشكلات الأسريّة من غيرهم.
    • وهم أكثر عرضة للاستمتاع بالحياة عمومًا.
    • الأمر الذي يساعد على توثيق العلاقات بين أفراد الأسرة كاملة.
    • ويشيع فيهم الأمن والاطمئنان.
    • ويجعلهم يتغلبون على المشكلات التي تواجههم.

ج. تأليف قلوب الآخرين وإدخال السرور والبهجة عليهم وكسب محبّتهم:

  • حيث تعد الألفة والمحبة بين البشر من مقاصد الشريعة الإسلامية؛ لما لها من آثار جانبية تنعكس على الأفراد والمجتمعات.
  • قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

 

صور مشرقة
 1. كان رجل من أهْلِ الباديةِ اسْمُهُ زاهِرٌ ، يأتي لِلنَّبيِّ ﷺ بالهدايا.

  • وكان النَّبيُّ ﷺ يُجهِّزُهُ ويُعدُّ وَيُهيِّئ له ما يحتاجُ إليه.
  • فأتاهُ النَّبيُّ ﷺ، وهو يَبيعُ شيئًا له في السوقِ، فَاحْتَضَنَهُ مِن خَلْفِهِ، وقال: مَنْ يَشْتَرى مِنّى هذا؟.
  • فقال زاهر: إِذًا تََجِدُنى كاسِدًا.
  • فقال له النَّبيُّ ﷺ: ولكنَّك عند الله لستَ بكاسِدٍ.
    • (كاسِدًا: إِنْ عَرَضْتَني على البيع، لن يشتريني أحد، لست بكاسد: أنَّك بإيمانِكَ تكونُ غاليًا عندَ اللهِ).

 2. عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها قالَتْ: "دَخَلَ عَلَىَّ رَسولُ اللهِ ﷺ وَعِنْدِي عَجوزٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَني الجَنَّةَ، فَقالَ: يا أُمَّ فُلانٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لا تَدْخُلُها عَجورٌ، فَوَلََّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: أَخْبِرُوهَا أَنََّها لا تَدْخُلُها وَهِي عَجوزٌ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا(37)".


الإثراءُ والتَّوسُّعُ

  • يجب على الإنسان أن يعرف قدر النّاس، وأن يختار الأشخاص الذين يمازحهم.
  • فإنّ المزاح مع العالِم أو المعلم أو كبيري السنّ ليس مثل المزاح مع الأصدقاء والشباب.
  • فكلّ إنسان لديه مكانته وقدْره فلا يصح التقليل من شأنه بالمزاح.
  • كما أنّ الشخص الذي يريد أن يحفظ هيبته بين الناس يجب عليه الابتعاد عن ممازحة الحمقى والسفهاء لكيلا يتسببوا في إحراجه والتجرّؤ عليه وجرحه في الكلام.

 

دراسة مُعمَّقة
(المزاح في الإسلام) وهو كتاب تناول فيه الكاتب مفهوم المزاح وأقسامه وضوابطه وآثاره.
 
القيمُ المستفادةُ
1. ألتزِمُ آداب المزاح وضوابطه.
2. أجتنبُ الكذب جادً ومازحًا.
3. أختارُ الوقت المناسب للمزاح.