** أنزل الله تعالى القرآن الكريم كتاب هداية وتوجيه وإرشاد ، وجعله معجزا في آياته ، قال الله تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
** ومن صور إعجاز القرآن الكريم :
- الإعجاز البياني المتعلق بألفاظه ونظمه
- الإعجاز التشريعي المتعلق بتشريعاته وأحكامه
- الإعجاز الغيبي المتعلق بذكر القرآن الكريم أمورا غيبية تحققت وتجلّت للناس كما أخبر
- الإعجاز العلمي المتعلق بذكر القرآن الكريم حقائق علمية لا تزال البحوث والاكتشافات العلمية تسلّم بصدقها
ويعد الإعجاز العلمي جزءا من الإعجاز الغيبي
أولا : مفهوم الإعجاز العلمي :
الإعجاز العلمي : هو إخبار القرآن الكريم بحقائق علمية أثبتها العلم التجريبي ولم يكن إدراكها ممكنا بالوسائل البشرية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما اكتشفت بعد أزمنة كثيرة تبعا لتطور وسائل البحث العلمي
- فمن الذي أبلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بها ؟
إنه الله عز وجل الذي وسع علمه كل شيء ، فدل ذلك بوجه قاطع على أن القرآن الكريم من عند الله تعالى قال الله عز وجل ( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما )
- حذر العلماء من ربط الآيات القرآنية بأي اكتشاف علمي ما لم يكن حقيقة علمية ثابتة لا تتغير
- ولهذا عندما قام علماء التفسير بتفسير هذه الآيات فإنما فسروها على أساس الحقائق العلمية الثابتة التي لا تتغير وليس على أساس النظريات العلمية القابلة للتغيير والتبديل
** ويتزايد الاهتمام بهذا الإعجاز وتهتم به مؤسسات كثيرة ، مثل ( الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ) ومن المؤلفات في هذا المجال ( موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ) لمجموعة من العلماء والباحثين
ثانيا : صور من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
صور الإعجاز العلمي | الآية الدالة عليه | الشرح |
1 * الإعجاز القرآني في وصف ظلمات البحار العميقة وأمواجها الداخلية | قال الله تعالى ( أو كظلمات في بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) |
_ تشبه الآية الكريمة أعمال الكافرين بالظلمات التي تكون في قاع البحار ، والتي يعلوها موج ومن فوق ذلك الموج موج آخر ، ومن فوق هذه الأمواج سحب السماء _ بين العلم الحديث _ بعد ابتكار الأجهزة التي تمكن الناس من سبر أعماق البحار _ حقيقة وجود موج في داخل البحر العميق ، إضافة لوجود موج ثان يكون على سطح البحر وهو الموج الظاهر للعيان ، _ وأوضحت وجود مناطق في أعماق البحار تتلاشى فيها أشعة الشمس ومناطق ظاهرة تتخللها أشعة الشمس |
2 * الإعجاز القرآني في إشارته إلى ظلمة الفضاء | قال الله تعالى ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) |
_ تصور لنا هاتان الآيتان حال الكافرين وشدة عنادهم ، حتى لو فتح الله لهم بابا من السماء وصعدوا فيه بأجسادهم كي يطلعوا على بديع صنع الله في ملكوته ، لشكوا في تلك الرؤية ، واتهموا أنفسهم بالعجز التام عن الرؤية تارة أخرى وبالوقوع بالسحر تارة أخرى _لم يكن الناس يرون إلا النور والشمس ، ولكن جاء العلم الحديث ليبين لنا أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه مئتي كيلو متر فوق مستوى سطح البحر _ وإذا عرج الإنسان إلى السماء في وضح النهار فإنه يفاجأ بظلمة الكون الشاملة تحيط به من كل جانب /حتى إنه يرى الشمس قرصا أصفر في صفحة سوداء حالكة السواد ، لا يقطع حلوكة سوادها إلا بعض البقع الباهتة الزرقة في مواقع النجوم |
3 * الإعجاز القرآني في ذكر أخفض منطقة على سطح الأرض | قال الله تعالى ( آلم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) |
_ تخبرنا الآيات الكريمة عن المعركة التي وقعت بين مملكتي فارس والروم ، وانتصر فيها الفرس على الروم ، وكانت هذه المعركة في منطقة بلاد الشام بين بصرى الشام وأذرعات قرب البحر الميت ، وتوقع الناس آنذاك دمار مملكة الروم دمارا كاملا وانتهاء مملكتهم إلا أن الآيات تخبرنا بأمر غيبي سيحصل بعد هذه الهزيمة التي وقعت للروم وهو أنهم سينتصرون على الفرس في بضع سنوات قليلة ، وهذا ما تحقق فعلا / حيث وقعت معركة حاسمة بين الفرس والروم هزم فيها الروم الفرس كما أخبر القرآن الكريم فدل ذلك على إعجاز القرآن الكريم الغيبي في هذه الآية _ وإضافة إلى هذا الإعجاز العلمي ، فقد أشارت الآيات إلى حقيقة جغرافية لم تكن معروفة عند أحد في ذلك الوقت ، فقد أكّد العلماء أن كلمة ( أدنى ) تأتي بمعنى ( أخفض ) ، ويأتي العلم التجريبي ليؤكد هذه الحقيقة بأن منطقة أغوار البحر الميت وما حولها تنخفض عن مستوى البحر بأكثر من 350 مترا ، وأنها أخفض نقطة سجلتها الأقمار الصناعية على اليابسة |
4 * الإعجاز القرآني في وصف الجبال | قال الله تعالى ( ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا ) |
_ تقدم لنا هاتان الآيتان الكريمتان وصفا عن الجبال ، فهي تشبه الوتد شكلا ووظيفة ، ومع تقدم العلم وعندما أجريت فحوصات على تركيب الأرض الداخلي أصبح معلوما على وجه القطع أن للجبال جذورا مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15 مرة من ارتفاعها فوق سطح الأرض وأن للجبال دوراً كبيراً في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية وبذا تبين أن الجبال فعلا تشبه الأوتاد فكما أن للوتد جزءا ظاهرا فوق سطح الأرض وجزءا منغرسا في باطن قشرة الأرض ووظيفته تثبيت ما يتعلق به فكذلك الجبال |
** القرآن الكريم مليء بالحقائق العلمية التي :
- تستنهض عقول المسلمين من العلماء لمزيد من الاهتمام بتدبر آيات القرآن الكريم
- ومحاولة اكتشاف المضامين العلمية فيها ونشرها بين الناس
- واستثمار هذه الاكتشافات العلمية في إقناع الناس برسالة الإسلام السمحة
- والدفاع عنه في ظل الهجمات التي يتعرض لها لتشويه صورته وإنكار ربانيته