تاريخ الأردن

الفصل الثاني :الإنجازات السياسية في عهد الملك طلال بن عبد الله

 

أولا : حياته ونشأته

ولد الملك طلال بن عبد الله عام 1909م ،درس جلالته في عمان ،وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ، وتخرج فيها عام 1929م ،ثم عاد بعدها إلى عمان ليلتحق بقوة الحدود العسكرية وبكتيبة المشاة الثانية ،وفي 7/آذار / 1947م عُيِّنَ وَلِيّاً لِلعَهْدِ .

شارك الأمير طلال بن عبدالله في حرب فلسطين عام 1948م وكان يقاتل مع الجيش العربي الأردني في خطوط المواجهة الأمامية ،وكان لوجوده أثر كبير في رفع معنويات وحدات الجيش العربي التي قاتلت في فلسطين آنذاك .

وعلى إثر  استشهاد والده الملك عبدالله الأول ابن الحسين على أبواب المسجد الأقصى في عام 1951م ،نودي بالأمير طلال ملكا للبلاد .

ثانيا : الإنجازات السياسية  الداخلية

حرص الملك طلال بن عبدالله في مدة حكمه القصيرة على ضرورة تماسك المجتمع الأردني وتعاونه لمواجهة الداخلية والخارجية ،ومما قاله في ذلك  " يحتاج هذا البلد إلى التآلف والتآزر والتعاون ،ويحتاج إلى الثقة بهذا الوطن ،والثقة بإمكانياته ،والثقة بكفاءة أبنائه ،إن اليائسين في كل أمة هم وحدهم علة تأخرها وضعفها في حين أن أصحاب العزيمة الواثقين بالله هم الذين يجعلون من الفقر غنى ،ومن الضعف قوة ". 

وعلى الرغم  من قصر مدة حكم الملك طلال بن عبدالله إلا أنها تميزت بإنجازات مهمة منها :

1.   ►  إصدار  دستور عام 1952.                                                                                                                                               تُعَدُّ  الإصلاحات الدستورية من أهم إنجازات الملك طلال بن عبدالله ،فقد عززت الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؛وجاء دستور عام 1952م متوافقا مع النظم الديمقراطية الحديثة .

ومن أبرز ما جاء في مواد هذا الدستور ما يأتي :                                                                                                                                                                                                                                                     

أبرز ما جاء في دستور عام 1952م (دستور الملك طلال) . المَمْلَكَةُ الأُرْدُنِيَّةُ الهاشِمِيَّةُ دَوْلَةٌ عَرَبِيَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ ذاتُ سِيادَةِ مَلِكُها لا يَتَجَزَّأُ ،وَلا يَنْزِلُ عَن شَيْءٍ مِنهُ ،وَالشَعْبُ الأُرْدُنِيُّ جُزْءٌ مِنْ الأُمَّةِ العَرَبِيَّةِ . نظام الحكم نيابي ملكي وراثي .  ► كفل الدستور مجموعة من الحقوق والحريات المتعلقة بالمواطن الأردني* منها :        الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات .  تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها . تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طَبْقاً للعادات المرعية في المملكة ،ما لم تكن مخلة بالنظام العام أو منافية للآداب . حرية التعبير عن الرأي بالقول أو الكتابة أو التصوير  ،مع ضمان حرية الصحافة والطباعة. حق الأردنيين في الاجتماع ،وتأليف الجمعيات ،والأحزاب.

• صنف الحقوق والواجبات السابقة إلى سياسية واجتماعية واقتصادية حسب الجدول الآتي:

 

الحقوق والحريات
السياسية	الاقتصادية	الاجتماعية
الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز  في الحقوق والواجبات	تكفل الدولة العمل والتعليم  ضمن إمكانياتها .	تكفل الدولة العمل والتعليم  ضمن إمكانياتها
...............	----------------	تحمي الدولة حرية القيام بالشعائر الدينية والعقائد ما لم تكن مخلة بالنظام العام أو مخلة بالآداب
حق التعبير عن الرأي قولا أو كتابة أو تصوير،مع ضمان حرية الصحافة والطباعة	-----------------------	-----------------------------------------
حق الأردنيين  في الاجتماع ،وتأليف الجمعيات ،والأحزاب السياسية	..............................................................	--------------------------------------------

       

---

            خصائص دستور 1952م عديدة من أهمها :

1. نظمت مواد الدستور (1952م) العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على النحو الآتي :

• رئيس الوزراء والوزراء مسؤولون أمام مجلس النواب مسؤولية مشتركة عن السياسة العامة للدولة .
• كل وزير مسؤول أمام مجلس النواب عن أعمال وزارته .
• تطرح الثقة بالوزارة أو بأحد الوزراء أمام النواب، وإذا قَرَّرَ  المجلس عدم الثقة بالوزارة بالأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه وجب عليها أن تستقيل .

2. استقلالية السلطة القضائية ؛ إذ يُعَدُّ القضاة مستقلين لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون .

 

2. ►إنشاء ديوان المحاسبة :

أنشئ ديوان المحاسبة عام 1952م ؛ لمراقبة إيرادات الدولة ونفقاتها وطرائق صرفها ،عن طريق تقديم تقرير سنوي لمجلسي الأعيان والنواب عن المخالفات المرتكبة بحق المال العام ،ولا يزال ديوان المحاسبة يمارس هذا الدور إلى اليوم .

الإنجازات السياسية الخارجية

حرص الملك طلال على تطوير العلاقات الأخوية مع الدول العربية وتنظيمها ،وذلك عن طريق :  

• تحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة بهدف التنسيق والتعاون مع تلك الدول .
• التوقيع على اتفاقية الدفاع العربي (اتفاقية الضمان الجماعي العربي عام 1951م) من أجل التعاون في الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية ،وتوحيد الجهود في الدفاع عن البلاد العربية .

تعذر  استمرار جلالة الملك طلال بن عبدالله في الحكم بسب مرضه ؛ فتنازل عن الحكم لنجله الأمير الحسين بن طلال عام 1952م ،توفي الملك طلال في السابع من تموز عام 1972م .