نشأة البلاغة العربية وتطورها
ملامح البلاغة العربية في العصر الجاهلي
1- لم يكن حب البلاغة مقصوراً على فئة خاصة ، بل عرف الجاهليون الكلام البليغ بفطرتهم .
لم يكن لديهم درس بلاغي ذو أصول علمية ومعايير وأسس ثابتة ، إنما تمثلت معرفتهم الكلام البليغ من خلال المحاكمات النقدية التي كانت تجري في
المحافل والأسواق الأدبية ولا سيما سوق عكاظ.
3- أبـدى المحكمـون تعليقـاتهم وملاحظـاتهم المـوجزة مـن غيـر اسـتخدام مصـطلحات وتعريفات علمية.
4- قلة الأحكام قياسا بما قيل من شعر ونثر، وأكثرها خال من التعليل أو التفسير. أما القليل المعلل فقد تـوزعت العلـل بيـن معـان أعجـب بهـا صـاحب الحكـم أو قيمـة خلقيـة كـان الفضـل للشاعر بسببها.
5- في تحدي القرآن الكريم للعرب بأن يأتوا بمثله دليل واضح على أنهم كانوا ذوي معرفة رفيعة بالبلاغة وإن كان ذلك على نحو فطري .
ملامح البلاغة العربية في صدر الإسلام
لا يكاد الأمر يختلف في صدر الإسلام عن العصر الجاهلي، فقد ظلت معرفة العرب للبلاغة ثقافة تلقائية فطرية لا تتعدى ملاحظات بلاغية نقدية موجزة تعلق على ما يسمع من نصوص نثرية وأشعار .
تطور البلاغة في العصر الأموي
ازدهرت المسائل البلاغية في العصر الأموي؛ بسبب استقرارهم في المدن والأمصار، ورقي حياتهم العقلية، ووجود الأسواق الشعرية - ولاسيما سوق المربد – التي شجعت
على الاهتمام بالملاحظات البيانية، وشجعت ما يشبه المناظرات، ولكن هذه الملاحظات مع ازدهارها لم ترق إلى صورة علم واضح المعالم .
تطور البلاغة في العصر العباسي
1- اتسعت الملاحظات البلاغية اتساعا كبيرا بسبب تطور النثر والشعر،وتطور الحياة العقلية والحضارية ، وتنوع روافد الفكر من ترجمات ونقول،واختلاط العرب بغيرهم من الأجناس .
2- بدء التصنيف في علوم البلاغة ، وأخذت بعض مسائل البلاغة والمصطلحات تظهر أول مرة في كتب التفسير والكتب التي ألفت حوله .
3- بدأت البلاغة العربية تتخذ صورة العلم الذي له أصول وقواعد .
4- ألفت كتب كثيرة في علوم البلاغة من أهمها :
البديع لعبد الله بن المعتز.
إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني.
كتابا: دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.
مفتاح العلوم للسكاكي.
5- وُضعت المصنفات في إطار فهم القرآن الكريم ومعرفة مضامينه وبيان مظاهر الإعجاز فيه ؛ خدمة له.
ملاحظة : ظلت البلاغة قبل القرن السادس الهجري جزءا من النقد إلى أن أصبحت بعد ذلك على يد السكاكي علماً مستقلاً .
تطور البلاغة في العصر الحديث
1- الاهتمام بدراسة مؤلفات البلاغيين المتقدمين .
2- دعوا إلى تجديد الدرس البلاغي من خلال عرضه في إطار معاصر ومن هؤلاء : أمين الخولي في كتابه (فن القول) ، وأحمد الشايب في كتابه ( الأسلوب ) ، وأحمد مطلوب في كتابه (مناهج بلاغية ) .
أهم مظاهر التجديد في البلاغة العربية في العصر الحديث:
1- إدراك الجمال الأدبي والقدرة على التعبير الرائع.
2- إعادة تنظيم البلاغة على أسس تتصل بالذوق والفن والجمال والتأثير.
3- الاستعانة بما يناسب مباحث البلاغة العربية من الدراسات النفسية .
4- إدخال دراسة الأسلوب وعناصره وأنواعه في البحث البلاغي