مقدّمة
- خلق الله عزّ وجلّ الإنسان اجتماعيًّا بطبعه، لا يستطيع أن يعيش إلّا مع بقيّة النّاس؛ لذا كان اجتماع النّاس وتعاونهم ضرورة لا بدّ منها؛ فكلّ واحد يحتاج إلى الآخر.
- فإذا اجتمع النّاس وتعاملوا في ما بينهم فلا تستقيم الحياة حينئذ إلّا بوجود نظام يضبط علاقاتهم مع بعضهم بعضًا، ووجود من ينظّم شؤونهم.
- ولمّا كان الإسلام دينًا شاملًا تناولتْ تعاليمه الحياة جميعها، فقد وضع التّشريعات الّتي تضبط ذلك وتنظّمه وهو ما سُمِّي نظام الحكم في الإسلام.
أولًّا: مفهوم نظام الحكم في الإسلام
- مجموعة من القواعد والمبادئ والأسس، الّتي تُنَظِّم شؤون إدارة الدّولة والمجتمع بما يتوافق مع أحكام الإسلام.
- لقد حفلتْ آيات القرآن الكريم والسنّة النّبويّة الشّريفة بكثير من النّصوص الّتي تُبيِّن جوانب هذا النّظام بشكل إجمالي.
- وتركت للنّاس حق ّ الاجتهاد في تفاصيله وآلياته بما يضمن تحقيق مصالحهم وفق تطوّر الحياة ومستجدّاتها وبما ينسجم مع القواعد العامّة لهذا النّظام، قال تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ).
ثانيًا: أركان الدّولة
لا تقوم الدّولة إلّا إذا توافرت لها مجموعة من الأركان، هي:
1.الإقليم
- هو الأرض الّتي تخضع لسيادة الدّولة وسلطتها، وتجري عليها أحكامها وتشريعاتها ضمن حدود مكانيّة معروفة.
- ومقابل هذه السّيادة والسُّلطة تكون الدّولة مسؤولة عن حماية أرضها وشعبِها والدّفاع عنها داخليًّا وخارجيًّا من أي عدوان يقع عليها.
2.الشّعب
- هم مجموع المواطنين الّين يقيمون على أرض الدّولة بصفة دائمة بغضّ النّظر عن الدّين أو العِرق.
- وهم جميعًا آمنون على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
- ولهم حريّة ممارسة شعائرهم الدّينيّة.
- ويتمتّعون بحقوق وواجبات كفَلَها الدّستور.
3.الدّستور
- هو مجموعة التّشريعات الأساسيّة الّتي تحكم مكوّنات الدّولة، وتنظّم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتحدّد صلاحيات السُّلطات المختلفة داخل الدّولة.
- ويُستَمدّ الدُّستور في النّظام الإسلاميّ، من:
- القواعد الكليّة المستنبطة من القرآن الكريم والسنّة النّبويّة.
- ومن المقاصد العامّة للدّين، وهي حفظ الدّين والنّفس والعقل والنّسل والمال.
- قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
4.السُّلطة
- هي الجهة التي تُشرِف على الدّولة، وتُدير أمورها، وتنظِّم العلاقة بين مكوّناتها، وتُدير شؤونها، وهي مكوَّنة من سلطات ثلاث:
- السُّلطة التشريعيّة.
- السُلطة التنفيذيّة.
- السلطة القضائيّة.
- ويرأس هذه السُّلطات الحاكم المسلم الّذي هو وليّ الأمر، وتجب طاعته واتّباع أمره ولا يجوز الخروج عليه، والّذي يُمَثِّله في بلدنا جلالة الملك حفظه الله.
- وتقوم السُّلطة التّشريعيّة بسنّ القوانين الّتي تُنظّم علاقات المجتمع والدّولة، بما لا يتعارض مع أحكام الإسلام، وتُسَمّى مجلس الأمّة.
- أمّا السلطة التّنفيذيَّة فتقوم بإدارة شؤون المجتمع، وتُسَمَّى الحكومة، وهي تتكوّن من رئيس الوزراء والوزراء.
- أمّا السلطة القضائيّة فهي تتولّى الفصل في الخصومات بين النّاس عن طريق المحاكم.
القيم المستفادة من الدّرس
- أُوقن بأنّ الإسلام قادر على إصلاح حياة النّاس في كلّ زمان ومكان.
- أجعل الإسلام شريعتي ومنهاجي الّذي أهتدي به.
- أحرص على أن يكون لي دورٌ أخدم به وطني وأمّتي,
- أُقَيِّم علاقتي مع النّاس جميعًا على قاعدة من العدل والإنصاف.
- المواطنون جميعًا متساوون في الحقوق والواجبات.