JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

واجب الإنسان تجاه خالقه

الدراسات الإسلامية - Grade الأول ثانوي أدبي

أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السلام لدعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وعبادته وإرشادهم إلى مكارم الأخلاق، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، ومن مقتضيات توحيد الله تعالى التصديق بأركان الإيمان والتزام أركان الإسلام، وثمرة ذلك التزام الإنسان طاعة الله تعالى واجتناب نواهيه.

وقد وهب الله تعالى الإنسان فطرة سليمة تحب الخير، وأَرسل له الأنبياء عليهم السلام ليرشدوه إلى الطريق المستقيم، وأمره بتوحيده والتوجه إليه بالعبادة؛ لذا ينبغي للإنسان أن يؤدي واجباته تجاه خالقه سبحانه وتعالى، ومن هذه الواجبات:

أولًا: الإيمان بالله تعالى وتوحيده

  • يعتقد المسلم أن الله تعالى:
    • هو الإله الخالق المستحق للعبادة دون سواه.
    • أنه واحد أحد لا شريك له، قال تعالى:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾.
  • وتوحيد الله سبحانه وتعالى هو أعظم واجب كُلِّفَ به الإنسان؛ لأنه شرط لصحة الإيمان.
  • ومن مستلزمات الإيمان بالله تعالى الإقرار بما أخبر الله تعالى بوجوب الإيمان به في كتابه العزيز كقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ .

 

ثانيًا: التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه

  • تتمثّل الطاعة بالتزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه:
    • تنفيذ ما فرضه من أداء الصلاة، والصيام، والزكاة، وغيرها من الفرائض، وأن نخلص له العبادة، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي.
    • كما أن المسلم يحرص على اجتناب المعاصي والبعدِ عن أسبابها.
  • إن فعل المسلم ذلك فإنه يستحق رضا الله تعالى وتوفيقه، قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ اللهَ قال: "مَن عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ علَيْهِ، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".

 

ثالثًا: تعظيم الله تعالى ومحبته

  • عندما يستشعر المسلم علم الله تعالى الواسع وعظمته وقدرته على كل شيء، فإنه يلجأ إليه وحده، فيقدم محبته على كل ما سواه من أمور الدنيا، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

 

رابعًا: الثقة بالله تعالى

  • يجب على المسلم أن يحسن الظن بربه في كل ما يحصل له في حياته من خير أو شر؛ فيستقبل ذلك بنفس راضية، قال النّبيّ ﷺ: "يَقولُ اللهُ تَعالى: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبدِي بي".
  • فإن أحسنَ المسلمُ ثقته بالله تعالى:
    • فإن قلبه يمتلئ بالإيمان.
    • يشعر بالطمأنينةِ والاستقرار النفسي.
    • يعيش حياة طيبة متوكلاً على الله تعالى بعيدًا عن الخوف والقلق، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

 

خامسًا: شكر الله تعالى على نعمه

  • مَنَّ الله تعالى على الإنسان بكثير من النعم، وسخَّرَ له الكون بكل ما فيه، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾،
  • وأَعظم هذه النعم:
    • نعمة الإسلام.
    •  نعمة الصحة والعافية.
    • والولد والمال، وغيرها،

والواجب على العبد أن يؤدي حقّ هذه النعم بدوام شكر الخالق عليها؛ حتى يحفظها الله تعالى له.

 

سادسًا: التوكل على الله تعالى

  • هو الاعتماد على الله تعالى والاستعانة به في كل شيء مع الأخذ بالأسباب لتحقيق المراد بإذن الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾، وقال النّبيّ : "لو أَنكُم كنتُم تَوَكَّلونَ على الله حقَّ تَوَكُّلهِ لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطاناً"(خماصًا: جياعًا) (تروحُ بطاناً: ترجع وقد مُلئَتْ بُطونها(.
  • فلو حقق العبد معنى التوكل على الله تعالى فعلاً وقولًا واعتمد عليه بصدق، وأخذ بما تيسر له من أسباب مع يقينه أن الله تعالى بيده العطاء والمنع، لتحقق له ما يريد، ولكفاه الله تعالى ورزقه كما يرزق الطيور التي تتوكل عليه وتخرج من أعشاشها في الصباح الباكر جائعة فارغة البطون، ثم تعود آخر النهار وقد رزقها الله تعالى وملئت بطونها.

 

سابعًا: الدَّعوة إلى دين الله تعالى

  • يجب على المسلم أن ينشر الخير والفضيلة بين الناس وأن ينهاهم عن الشر والرذيلة، مع التزامه:
    • ​​​​​​​أخلاق الإسلام.
    • السيرة الطيبة بين الخلق.
  • وكذلك التعامل مع غير المسلمين تعامُلاً حسنًا ودعوتهم إلى دين الله وَفْقًا لتعاليم الإسلام، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

تتنوع العبادات في الإسلام على صور متعددة، يتضح ذلك في الجدول الآتي:

نوع العبادة

مفهومها

أمثلةٌ عليها

العبادات القلبيَّة

العبادات التي تستهدف سلامة القلب. قال تعالى﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

النية، وهي: قَصْد الله تعالى وحده في العبادة، وهي ركن العباداتِ وشرط لقبول الأعمال، وبها يتجنب الإنسان الرياء الذي يُقصد به الحصول على مدح الناس وثنائهم.

العبادات القوليَّة

العبادات التي تؤدى بالتلفُّظ باللسان بنية التقرب إلى الله تعالى.

الشهادتانِ، وذكر الله تعالى، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والنصيحة، والدعوة إلى كل خير.

العبادات البدنيَّة

العبادات التي يغلب على أدائها الحركات الجسديَّة.

الصلاة، والصيام، والحجّ، والجهاد، وغيرها.

العبادات الماليَّة

العبادة التي يُتقَرَّب بها إلى الله تعالى ببعض ما يملك من المال

الزكاة، والصدقة، والنفقة على الأهل والوقف، والحج الذي يعد من العبادة المالية أَيضًا؛ لما يلزم المسلم من التجهيز لنفقة الرحلة وغيره.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

كتاب (الحب في القرآن الكريم)، من تأليف سمو الأمر غازي بن محمد بن طلال الهاشمي حفظه الله، تحدّث فيه سمو الأمير عن الحب الإلهي وعن حب الله للنّاس، وعن حب الإنسان لله تعالى وآثار ذلك في سلوك الفرد، وما يجب عليه تجاه الله سبحانه وتعالى لكي ينال رحمته وفضله.