JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

يوم الخندق دروس وعِبَر

التربية الإسلامية - Grade التاسع

مقدّمة

  • أخفقت قريش في القضاء على المسلمين في يومي بدر ٍ وأُحُد.
  • وظلّت تنتظر الفرصة لإعادة الكَرَّةِ عليهم، إلى أن تآمر زعماء اليهود من بني النّضير، الّذين تمّ إجلاؤهم من المدينة المنوّرة، فقامُوا بتحريض قُرَيش وغطفان وقبائل أخرى على حرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • فحشدت قريش عشرة آلاف محارب بقيادة أبي سفيان قبل إسلامه.
    • للقضاء على قوّة المسلمين في المدينة.
    • ولتأمين طريق قوافلهم القادمة من الشّام.
  • وكان ذلك في السّنة الخامسة للهجرة. ويُطلَق على يوم الخندق اسم (يوم الأحزاب).

أوّلًا استشارة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم  أصحابه رضي الله عنهم

  • بعد أن علم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم  بهذا التّحالف، استشار أصحابه في كيفيّة مواجهة جموع المشركين.
  • وحينما استقرّ الرّأي على الدّفاع عن المدينة من داخلها أشار عليه سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بحفر الخندق حول المدينة المنوّرة.
  • وطلبَ يهودُ بني قُرَيْظة عدم الحفر من جهتهم، وأنّهم سيتولّون الدّفاع عن منطقتهم، لأنّها مليئة بالحصون المنيعة. لذا سُمِّي يوم الخندق.
  • وقد شارك الصّحابة رضي الله عنهم في حفر الخندق، وكان عددهم ثلاثة آلاف، وهذا مكنّهم من سرعة إنجازه.

 

ثانيًا: حصار الأحزاب للمدينة المنوّرة

  • لمّا وصلت قريش وحلفاؤها إلى المدينة فوجئوا بالخندق يمنعهم من دخولها.
  • فعسكروا حوله يحاصرون المسلمين بضعًا وعشرين يومًا.
  • ولم يكن بينهم حرب إلّا الرَّمي بالنّبال.
  • ولم يتمكّن أحدٌ من اجتياز الخندق إلّا عمرو العامريّ، فتصدّى له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله.

 

ثالثًا: نقض بني قريظة للعهد

  • أقام اليهود في المدينة المنوّرة مع المسلمين في أمنٍ وسلام.
  • وكانت الوثيقة الّتي أبرمها النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم  معهم تنظِّم العلاقات بينهم.
  • إلّا أنّهم نقضوها أكثر من مرّة، كما حصل مع يهود بني قينُقاع، ويهود بني النّضير، فأخرجهم صلّى الله عليه وسلّم  بعد ذلك من المدينة جزاء نكثهم العهد.
  • لذا جاء حُيَيُّ بنُ أخطب زعيم بني النّضير، إلى قُرَيش فحرّضهم على غزو المدينة، ثم ذهب إلى بني قُرَيظة ليُقنعهم بنقض عهدهم مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم والانضمام إلى الأحزاب، فوافقوا على ذلك.
  • عندئذٍ عَظُمَ الخطر على المسلمين، وقد صوّر القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)).
  • وأخذ المنافقون يُشَكِّكون في نصر الله للمسلمين، ويروّجون الإشاعات داخل المدينة؛ طمعًا في إضعاف معنويّاتهم، قال الله تعال: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)).

 

رابعًا: محاولات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم  لرفع الحصار عن المدينة

أخذ النّبي صلّى الله عليه وسلّم  بالأسباب المادّيّة الممكنة لدفع خطر الأعداء عن المدينة، وذلك رفقًا بالمسلمين، ومن تلك المحاولات ما يأتي:

  • أرسل النّبي صلّى الله عليه وسلّم  إلى زعيمي الأوس والخزرج سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما يستشيرهما في مصالحة غطفان، وهم ألفا مقاتل تقريبًا، كانوا مع مشركي قريش. على ثلث ثمار المدينة؛ كي ينصرفوا عن قتال المسلمين، فيَشُقُّوا بذلك صفّ الأحزاب، فأشارا عليه بعدم مصالحتهم، وقالا: لا نعطيهم إلّا السّيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فأظهرا بذلك رباطة جأشهما وقوّة تحمّلهما، فاطمأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم  لموقفهما.
  • في أثناء الحصار:
    • جاء نُعَيم بن مسعود رضي الله عنه، فقال يا رسول الله: إنّي قد أسلمت، وإنّ قومي لا يعلمون بإٍسلامي فَأْمُرْنِي بما شئت.
    • فقال له صلّى الله عليه وسلّم: (خَذِّل عَنّا إنِ استطعتَ فإنّ الحرب خدعة).
    • فذهب نُعَيم رضي الله عنه إلى بني قُرَيظة وأخبرهم أنّ قُرَيشًا تسعى إلى أن تُقاتِلوا معهم محمّدًا من ناحيتكم، فإن انتصرتم عليه انتهزوا الفرصة وحصلوا على ما يريدون، وإن انهزمتم ترجع قريش إلى مكّة وتُخَلّي بينكم وبينه حتّى يقتصّ منكم.
    • وأشار على بني قريظة أن يأخذوا من قريش رهائن من  شُرَفائهم، حتّى يثقوا بأنّ قريشًا ستقاتل مُحَمّدًا معهم.
    • ثمّ انطلق إلى قُرَيش وأخبرهم بأنّ بني قُرَيظة قد ندموا على ما صنعوا مع محمّد، وأنّهم قد أرسلوا إليه يقولون: يُرضيك أن نأخذ لك من قريش رجالًا من أشرافهم فتضرب أعناقهم.
    • وقال لهم نعيم: فإن بعثَت إليكم بنو قريظة يطلبون منكم رهنًا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلًا واحدًا.
    • فلمّا بعث أبو سفيان إلى بني قُرَيظة يطلب منهم قتال محمّد صلّى الله عليه وسلّم  من جهتهم، قالوا: لا نقاتل معكم حتّى تعطونا رهنّا، فرفضت قُرَيشٌ ذلك، عندئذٍ قالت بنو قريظة: والله إنّ الّذي أخبرنا به نُعَيمٌ لحَقٌّ، وكذلك قالت قُرَيشٌ، وبذلك استطاع نُعَيمُ بن مسعود أن يُخَذِّلَ بذكائه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

 

خامسًا: نصر الله تعالى للمؤمنين

  • رافق أخذُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم  بالأسباب في مواجهة خطر الأحزاب التجاءَهُ إلى الله تعالى بالدّعاء طالبًا إليه النّصر.
  •  فإذا بالله عزَّ وجلَّ يُرسِل ريحًا عاصفة على الأحزاب في ليالٍ ماطرة وباردة، فكفأتْ قدورهم، واقتلعت خيامهم، فقرَّرُوا الهرب، وقام أبو سفيان قائلًا مقولته المشهورة: (يا قوم، لقد أصبحنا بغير دار مقام، ولقد رأيتم ما حلّ بنا فارتحلوا، فإنّي مرتحل).
  • فنصر الله عبده وهزم الأحزاب وحده، وكفى الله المؤمنين القتال، فزادت هيبة المسلمين بين القبائل.

 

دروس وعِبر مستفادة من يوم الخندق

ليوم الخندق دروس وعِبَر كثيرة، منها:

  • القائد النّاجح يستشير رعيّته.
  • المسلمون يحذرون مكر اليهود وغيرهم من الأعداء.
  • القدوة الحسنة تدفع الآخرين للعمل والنّشاط.