التربية الإسلامية

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

  • ​​​​​​​مِنْ أعظمِ نِعَمِ اللهِ تعالى على الإنسانِ نعمةُ العقلِ؛ لذا حرَصَ الإسلامُ على حفظِهِ، وحرَّمَ كلَّ ما يضرُّ بِهِ.
  • حرّمَ الإسلامُ المخدِّراتِ؛ لخطرِها الكبيرِ وآثارِها السلبيةِ في الفردِ والمجتمعِ.
  • قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ ».
  • الإسكارُ: هو فقْد العقل قدرتهَ على الإدراك والتمييز نتيجة تناول مادة مسكرةٍ.

 

 

أولًاً: مفهومُ المخدِّراتِ وحُكمُها

  • المخدِّراتُ: هيَ موادُّ ضارّةٌ تُفقِدُ العقلَ قدرتَهُ على الإدراكِ والتمييزِ، وتضرُّ بالصحةِ.
  • وقدِ اتفقَ العلماءُ على تحريمِ تعاطي المخدِّراتِ؛ للأسباب الآتية:
    • لِمِا لَها مِنْ أضرارٍ على الفردِ والمجتمعِ.31
    • أنّها من الخبائث، وقد قال الله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ).
    • أنّها تؤدّي إلى قتل النفس؛ قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ).

 

ثانيًا: أضرارُ المخدِّراتِ

يصلُ ضررُ المخدِّراتِ إلى مجالاتٍ عديدةٍ مِنْ حياةِ الإنسانِ، ومنها:

  • حياتُهُ الصحيةُ:

    • تؤدّي المخدِّراتُ إلى الإضرارِ بعقلِ الإنسانِ؛ فتُفقِدُهُ القدرةَ على الإدراكِ والتمييزِ.

    • وتضرُّ بجسمِهِ؛ فتُتلِفُ قلبَهُ وكَبِدَهُ.

    • وتُلحِقُ أذًى بالغًا بصحتِهِ النفسيةِ، فيستبدُّ بِهِ القلقُ والتوترُ.

  • حياتُهُ المجتمعيةُ:

    • يؤدّي تعاطي المخدِّراتِ إلى التفكّكِ الأُسَريِّ؛ بسببِ إهمالِ المتعاطينَ أُسَرَهُمْ، والتقصيرِ بواجباتِهِمْ نحوَها.

    • ممّا يؤدّي إلى الطلاقِ ومِنْ ثَمَّ تفكُّكِ الأسرةِ.

    • ويهدّدُ تعاطي المخدِّراتِ أمنَ المجتمعِ؛ بسببِ ضعفِ روحِ المسؤوليةِ لدى المتعاطينَ، فيكونُ ذلكَ سببًا لانتشارِ الجرائمِ كالقتلِ والسرقةِ.

    • ومِنْ أضرارِ تعاطي المخدِّراتِ ضعفُ الوازعِ الدّينيِّ، فيقصِّر المتعاطي في القيامِ بواجباتِهِ الدينيةِ كالصلاةِ والصيامِ.

  • حياتُهُ الاقتصاديةُ:

    • يُنفقُ متعاطو المخدِّراتِ أموالًا كثيرةً لشرائِها.

    • ويلجأُ بعضُهُمْ إلى الاستدانةِ وبيعِ ممتلكاتِهِ مِنْ أجلِ الحصولِ عليها.

    • ويؤدّي تعاطي المخدِّراتِ إلى توقّفِ المدمنينَ عَنِ العملِ والإنتاجِ.

    • وفي المقابل، تنفقُ الدولةُ أموالًا طائلةً لمكافحةِ المخدِّراتِ وعلاجِ متعاطيها.

132

ثالثًا: منهجُ الإسلامِ في مكافحةِ المخدِّراتِ

وجَّهَ الإسلامُ إلى مجموعةٍ مِنَ الإجراءاتِ والوسائلِ التي تساعدُ على مكافحةِ المخدِّراتِ، ومِنْ ذلكَ:

  • التربيةُ الإيمانيةُ:

    • حثَّ الإسلامُ على غرسِ القِيَمِ الإيمانيةِ الفاضلةِ والأخلاقِ الحسنةِ في الأولادِ؛ لوقايتِهِمْ مِنَ الوقوعِ في المعاصي وما يُلحِقُ بِهِمُ الضررَ كالمخدِّراتِ والمُسْكراتِ.

    • قالَ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :كلّكُمْ راعٍ، وكلّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعيّتِهِ...، والرّجلُ راعٍ في أهلِهِ، وهوَ مسؤولٌ عَنْ رعيّتِهِ، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عَنْ رعيّتِها ».

    • ولا يقتصرُ دَورُ التربيةِ الإيمانيةِ على الأُسرةِ فقطْ، بَلْ إنَّ للمدارسِ والجامعاتِ والمساجدِ ووسائلِ الإعلامِ دورًا كبيرًا في توعيةِ أفرادِ المجتمعِ، وتوجيهِهِمْ نحوَ ما ينفعُهُمْ، وتحذيرِهِمْ ممّا يُلحِقُ الضررَ بِهِمْ.133

  • مصاحبةُ الصالحينَ

    • ​​​​​​​والابتعادُ عَنْ رفاقِ السوءِ الذينَ يشجّعونُ على السلوكاتِ السيئةِ.​​​​​​​

    • قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الجليسِ الصّالحِ والجليسِ السَّوءِ كمَثَلِ صاحبِ المِسكِ وكيرِ الحدّادِ؛ لا يعدَمُكَ مِنْ صاحبِ المِسكِ إِمّا تشتريهِ أَوْ تجدُ ريحَهُ، وكيرُ الحدّادِ يُحرِقُ بدنَكَ أَوْ ثوبَكَ، أَوْ تجدُ مِنهُ ريحًا خبيثةً ) ]رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ]

      • المِسكُ: رائحةٌ طيّبةٌ،

      • الكيرُ: آلةٌ مِنَ الجلدِ يستخدمُها الحدّادُ للنفخِ على النارِ.

  • الاستفادةُ مِنْ أوقاتِ الفراغِ في كلِّ أمرٍ نافعٍ مفيدٍ

    • مثلِ: العباداتِ، وطلبِ العلمِ، والمطالعةِ، وممارسةِ الأنشطةِ الرياضيةِ، وإعانةِ الأهلِ، وخدمةِ المجتمعِ.

    • قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (نعمتانِ مَغبونٌ فيهما كثيرٌ مِنَ النّاسِ؛ الصّحّةُ والفراغُ).

      • المَغبونُ: الخاسرُ؛ لأنَّهُ لَمْ  يستفِدْ مِنْ صحتِهِ وفراغِهِ.

  • تشريعُ العقوباتِ الرّادعةِ لتجّارِ المخدِّراتِ ومروِّجيها، كالحَبسِ والغرامةِ الماليةِ.

 

أَسْتَزيدُ

تبذلُ مؤسّساتُ الدولةِ المختلفةُ، مثلُ: وزارةِ التربيةِ والتعليمِ، ووزارةِ الصحةِ، ووزارةِ الأوقافِ والشؤونِ والمقدساتِ الإسلاميةِ، ودائرةِ مكافحةِ المخدِّرات، وغيرِها مِنْ مؤسّساتِ المجتمعِ المدنيِّ جهودًا كبيرةً في مكافحةِ آفَةِ المخدِّراتِ، ومِنْها:

  • 1 التوعيةُ والتثقيفُ بمخاطرِ المخدِّراتِ عبرَ وسائلِ الإعلامِ والتواصلِ الاجتماعيِ، وفي المساجدِ والمدارسِ والجامعاتِ.

  • 2 مكافحةُ إنتاجِ المخدِّراتِ وتهريبِها.

  • 3 معالجةُ المدمنينِ في مراكزَ متخصِّصةٍ، بإشرافِ كوادرَ مؤهّلةٍ.134

 

أَرْبِطُ معَ التربيةِ الاجتماعيةِ والوطنيةِ

أنشأَتْ إدارةُ مكافحةِ المخدِّراتِ، التابعةُ لمديريةِ الأمنِ العامِّ في المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ، مركزَ علاجِ الإدمانِ الذي يقدّمُ خدماتٍ مجانيةً لعلاجِ مُدمِني المخدِّراتِ.