تاريخ العرب فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

 ملخص الفصل الأول : الأحلاف العسكرية

 تعد الأحلاف  والتكتلات الدولية  سمة من سمات التاريخ المعاصر , التي تهدف  إلى التعاون في تحقيق المصالح المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، قامت الأحلاف الدولية بعد الحرب العالمية الأولى على أساس ايدلوجي  نتيجة للصراع بين المعسكر الغربي الرأسمالي والمعسكر الشرقي الاشتراكي، واتبع كل منها سياسة الاستقطاب  فانقسم العالم بينهما فترة الحرب الباردة التي استمرت بين عامي( 1947م - 1991م).

أولًا  حلف شمال أطلسي ( الناتو): بعد أن اشتد الصراع بين النفوذ السوفيتي وامتداده في العالم  وتهديده للقارة الأوروبية ومحاصرتها برلين الغربية عاصمة ألمانيا  دفع ذلك الغرب إلى تنظيم  الدفاع المشترك بينهما لمواجهة التهديدات الأمنية  حيث توجهت إلى  الولايات المتحدة الأمريكية  للأمن المتبادل وتم توقيع معاهدة  حلف شمال أطلسي في واشنطن  عام 1949م وضم  عند التأسيس اثنتي عشرة دولة واختيرت بروكسل عاصمة بلجيكا مقرًا للحلف وتزايد النضمام له حتى وصل العدد فيه إلى(28) دولة. ومن أهداف الحلف - الحفاظ على أمن أوروبا وأي دولة في الحلف  - والتوسع في الحلف ليشمل أوربا الغربية،  - والتعاون السياسي، والاقتصادي  والثقافي،

ومن أهم أجهزة الحلف أ- المؤسسة السياسية( مجلس الحلف، كسلطة عليا ويتبعه لجان سياسية ولجان تخطيط دفاعي. ب- المؤسسة العسكرية وتتكون من اللجنة العسكرية العليا للحلف ومقرها واشنطن والقيادات العسكرية الثلاث في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة، ومنطقة القنال الإنجليزي بريطانيا، وقيادة القوات المتحالفة في أوروبا في بركسل  وتتبع لها قيادات فرعية في أوروبا،. ومن آثار الحلف الدولية والإقليمية  حفظ التوازن الدولي وسباق التسلح الذي أرهق الطرفين، واهاق هيئة الأمم بسبب التنافس بين القوتين، وضرب حركات التحرر في العالم مثلما حدث في الجزائر ومصر أثناء العدوان الثلاثي، ودعم الكيان الصهيوني وأضعف المنطقة العربية والسيطرة على مواردها.

بعد عام 1991م انهار حلف وارسو وأظهر نظام عالمي جديد  يعتمد سياسة القطب الواحد متمثلًا بالولايات المتحدة الأمريكية،  كما تغيرت أهداف الحلف الذي أعلن في قمة بروكسل عام 1994م  إطلاق مشروع  الشراكة من أجل السلام وتنمية الثقة والتعاون وفتح الباب لأعضاء جدد 

 ومن التطورات التي مر بها الحلف امتداد نشاطه لمنطقة حلف وارسو السابق وضم دول منها، مواجهة الخطر النووي والطاقة والإرهاب والجريمة ، وعدم تقييد الحلف بقرارات مجلس الأمن  وعدم تحديده جغرافيا ليشمل كل العالم، وتحول تحركات الحلف بعد أحداث 11 أيلول من عام 2001م والعمل الوقائي كالهجوم على أفغانستان والعراق وعمل ما يسمى بالدرع الصاروخي لحفظ الولايات المتحدة الأمريكية ودول الحلف من أي هجمات صاروخية بالستية.

 ثانيًا : حلف وارسو؛ ظهر الحلف عام 1955م  باتفاقية تعاون عسكري بين الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية  في مدين وارسو  عاصمة بولندا، ومن أهداف الحلف، - مواجهة القوة المتزايدة للمعسكر الغربي - والدفاع عن دول الأعضاء، - وإيجاد قوة عسكرية قادرة في مواجهة حلف شمال أطلسي، - وإضفاء صفة الشرعية للروس التدخل في أوروبا، وهذا حال دون دخول الصين وكوريا الشمالية  وفيتنام وكوبا،  وقد استخدم القوات ليس لأهداف الحلف وإنما لقمع حركات التحر في المعسكر الشرقي كما حدث في المجر عام 1956م  وتشيكوسلوفاكيا عام 1968م  ونجحت ألبانيا الانسحاب عام 1968 لعد وجود حدود معها. ومن الآثار الدولية للحلف  أثره في التوازن الدولي  وأظهر تعاطفه مع القضايا العربية مثلا لجانب مصر في العدوان الثلاثي 1956م، ومدة حكم جمال عبد الناصر ومعمر القذافي وسوريا والعراق والجزائر كونها تبنت الاشتراكية،

ومن المشكلات التي واجهها الحلف بعد انهياره عام 1991م  وأدت إلى انهياره - سباق التسلح - استنزاف موارده المالية - فشل الإصلاح والتغيير ،

وترتب على انهياره - الوحدة الألمانية عام 1990م وانضم  للأطلسي، وانسحاب  تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا وبلغاريا انسحابها من حلف وارسو، وفي نهاية التسعينات انضمت باقي الدول إلى  حلف شمال أطلسي  مثل المجر وتشيك وبواندا عام 1999م، وانضمت إستونيا وليتوانيا وبلغاريا ورومانيا وسلوفينيا عم 2004م، وانضمت كرواتيا وألبانيا عام 2009م.

وكانت روسيا الاتحادية بعد انهيار الحلف قد ركزت جهودها عل السياسة الخارجية للوصول إلى أرضية مشتركة للتفاهم مع الولولايات المريكية والانفتاح على الغرب  والحد من الصراع الإقليمي، في عام 2007 رفض  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظام القطب الواحد  وينظر للسياسة الأمريكية مصدر خطر على  مصالحها  واعتبر الدرع الصاروخي تهديداً للأمن الروسي وتواجد حلف شمال الأطلسي في أوربا الشرقية  والخليج العربي وأفغانستان تطويق للأمن الروسي ، لذا يحاول استعادة بعض مناطق النفوذ السابقة ومن ذلك دورها في الأزمة السورية منذ عام 2011م.