الفكرة الرئيسية: اعتنَتِ الشريعةُ الإسلاميّةُ بحفْظِ النّفسِ الإنسانيّةِ، وحرّمَتِ الاعتداءَ عليْها، وشرعَتْ منَ الوسائلِ والأحكامِ ما يكفلُ حمايتَها. |
إضاءة:
حرَصَتِ الشريعةُ الإسلاميُّة على حِفِظ الضروراتِ الخمسِ، وهيَ: الدينُ، والنفْسُ، والعقلُ، والنسلُ، والمالُ.
أستنير:
اهتمَّ الإسلامُ بحفظِ النّفسِ الإنسانيّةِ دونَ تفريقٍ بينَ عِرْقٍ، أوْ جنسٍ، أوْ لونٍ، أوْ مُعتقَدٍ؛ تحقيقًا لكرامةِ الإنسانِ، وضمانًا لحقِّهِ في الحياةِ، وحرصًا على أمنِ المجتمعِ واستقرارِهِ.
أولا: مفهومُ حِفْظِ النفْسِ الإنسانيّةِ
حمايةُ النفْسِ الإنسانيّةِ منَ الهلاكِ والأذى، ومنْ كلِّ ما يؤدّي إلى إلحاقِ الضَّررِ بها.
ثانيا: وسائلُ حفْظِ النّفْسِ الإنسانيّةِ
شرعَ الإسلامُ كثيرًا منَ الأحكامِ والوسائلِ الكفيلةِ بحفْظِ النّفْسِ الإنسانيّةِ منْ أيِّ ضررٍ، ومنْ ذلكَ ما يأتي:
أ. تحريمُ إيذاءِ النّفْسِ الإنسانيّةِ أوِ الاعتداءِ عليها بدنيًّا، مثلَ القتلِ أوِ الضربِ، قالَ تَعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ أوْ نفْسيًّا كالسُّخريةِ والاستهزاءِ، قالَ تَعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مِّنْهُمْ ﴾ |
ب. تحريمُ الانتحارِ؛ لأنَّ فيهِ إزهاقًا للرُّوحِ التي هيَ مِلكٌ لله تعالى، وهبَنا إيّاها واستأمَنَنا عليها، قالَ تَعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾. |
ج. وجوبُ التّداوي إذا أُصيبَ الإنسانُ بمرضٍ، قالَ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللهَ أنزَلَ الدّاءَ والدَّواءَ وجَعَلَ لكلِّ داءٍ دواءً، فتَداوَوْا ولا تداوَوْا بحرامٍ" . |
د. تحريمُ رفْعِ السّلاحِ على أحدٍ، أوِ الإشارةِ بهِ، أوِ الترويعِ بهِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَملَ عليْنا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنّا". .
هـ. تشريعُ عقوبةِ القِصاصِ في حالةِ القتلِ العمدِ، قالَ تَعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
أتعلم :
- القِصاصُ: المعاقبةُ بالمثلِ.
أستزيد :
جعلَ الإسلامُ قتلَ نفْسٍ واحدةٍ بغيرِ وجهِ حقٍّ كقتلِ النّاسِ جميعًا؛ لأنَّ حقَّ الحياةِ محفوظٌ ومكفولٌ للنفوسِ جميعِها، قالَ تَعالى: ﴿ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
وقدْ كفِلَ الإسلامُ حقَّ الحياةِ للناسِ جميعًا، وهذا ما أكّدَتْهُ رسالةُ عمّانَ.
أربط مع العلوم : حرّمَ الإسلامُ كلَّ ما يؤذي النّفسَ ويسبّبُ الضّرَ لها، وقدْ أثبتَتِ الدّراساتُ أنَّ التدخينَ يسبّبُ عديدًا منَ الأمراضِ، مثلَ: السرطانِ، وأمراضِ القلبِ والشرايينِ، وأنَّ السجائرَ تحتوي على موادَّ ضارّةٍ جدًّا، مثلَ: النيكوتينِ، وأوّلِ أُكسيدِ الكربونِ. |