التربية الإسلامية

المواد المشتركة توجيهي

icon

التعلم القبلي

أعلل: سخَّر الله تعالى كلَّ ما في الكون للإنسان.

الإجابة: لكي يتمكَّن من تحقيق الغاية التي خُلِق من أجلها؛ وهي عبادته، وعمارة الأرض.

- أوجب سبحانه على الإنسان الاهتمام بالبيئة، والحفاظ على مواردها الطبيعية، مثل: الهواء، والماء، والنباتات.

الدليل: قال تعالى:(هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها) (هود:61)

أَتَأَمَّلُ وأَسْتَنتِجُ

أَتأَمَّلُ الفقرة السابقة، ثمَّ أَسْتَنْتِجُ منها مفهوم البيئة.

البيئة هي المحيط الذي تعيش فيه الكائنات الحية والمكونات غير الحية.

 

 

 

الفهم والتحليل 

هيَّأ الله تعالى في الأرض موارد كثيرة لمنفعة الإنسان، وأمره بالمحافظة عليها، وعدم استنزافها أو تلويثها.

الموارد البيئية: هي مُكوِّنات البيئة، مثل: المياه، والهواء، والنبات، والحيوان، والمعادن، وغير ذلك.

عناية الإسلام بالبيئة

أعلل: أَوْلى الإسلام البيئة عنايةً كبيرةً، وعَدَّ الحفاظ عليها واجبًا دينيًّا.

الإجابة: لأهميتها في حياة الإنسان، وتحقيق التوازن.
ومن مظاهر عناية الإسلام بالبيئة :
أ . المحافظة على الموارد البيئية:

أعلل: الموارد البيئية أمانة يجب المحافظة عليها وَفق أحكام الإسلام.

لأنَّ الإخلال بها يُؤثِّر سلبًا في استمرارية الحياة على الأرض، وفيما تحويه من عناصر عديدة، مثل: الماء، والهواء، والتربة.

أعلل : نهى الإسلام عن تلويث الماء، أو الإسراف في استخدامه.

لأنَّ الإخلال بها يُؤثِّر سلبًا في استمرارية الحياة على الأرض.

الدليل: رُوِي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بسعد رضي الله عنه وهو يتوضَّأ، فقال: «مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ »، قال: أفي الوضوء سرفٌ؟، قال: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ » (رواه أحمد).
ب. الدعوة إلى الانتفاع بالبيئة:

حَثَّ الإسلام على استثمار الموارد البيئية وتنميتها، ودعا إلى تمليك الأرض الموات (غير المملوكة) لمَنْ قام بعمارتها.

الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لَِحَدٍ فَهُوَ أَحَقُّ » (رواه البخاري).
ج. النهي عن الإضرار بالبيئة:

نهى الإسلام عن كلِّ ما يضرُّ بالبيئة، أو يُفسِد في الأرض عامَّةً.

الدليل: قال تعالى:﴿ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها(الأعراف: 56).

من صور الإفساد في الأرض: تلويثها، وإتلافها.

أَسْتَدِلُّ بــ 

أَستدلُ بالآية الكريمة الآتية على مظاهر عناية الإسلام بالبيئة:
قال تعالى: ﴿فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين
(الأعراف: 74)

النهي عن الإضرار بالبيئة.

مفهوم التلوُّث البيئي

يُقصَد بالتلوُّث البيئي: تغيير الخصائص الطبيعية للبيئة التي تحيط بالإنسان؛ ما يُؤثِّر في مواردها على نحوٍ يجعلها غير صالحة للاستخدام.
 أشار القرآن الكريم إلى معنى التلوُّث البيئي بلفظ (الفساد) في قوله تعالى:(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
(البقرة: 205).

التوجيهات الإسلامية للحدِّ من التلوُّث البيئي

أ . الحدُّ من تلوُّث المياه:

- دعا الإسلام إلى المحافظة على الماء صالحًا للاستخدام، ونهى عن تلويثه.

الدليل: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَا ‌يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ» (رواه البخاري ومسلم).
 سبب تحريم التبوُّل في الماء الراكد : أنَّ الماء يصبح نجسًا، ويَتلف، وينشر كثيرًا من الأمراض. من أبرز مُلوِّثات الماء في هذا العصر:

المُخلَّفات التي تُلقى في مجاري الأنهار مثل: مياه الصرف الصحي، ومُلَّفات المصانع، والمواد الكيميائية السامَّة.


ب. الحدُّ من تلوُّث الهواء:

اهتمَّ الإسلام بالمحافظة على الهواء نقيًّا، وذلك من خلال:  
الحَثِّ على تشجير الأراضي وزراعتها، والنهي عن قطع الأشجار لغير حاجة.

(أعلل: حثَّ الإسلام  على تشجير الأراضي وزراعتها، ونهى عن قطع الأشجار لغير حاجة.)

الإجابة: لِما لها من دور مُهِمٍّ في توازن الغازات في الجوِّ.

الدليل: قال صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبيَِدِ أَحَدِكُمْ فَسيلَةٌ، فَإنِِ اسْتَطاعَ أَنْ لَا يَقومَ حَتَّى
يَغْرِسَها فَلْيَفْعَلْ
»
(رواه أحمد).

من أخطر المشكلات البيئية التي يُواجِهها العالَم اليوم مشكلة تلوُّث الهواء نتيجة حرق النفايات والغابات، إضافةً إلى دخان السيّارات والمصانع.


ج. الحدُّ من تلوُّث التربة:

حَثَّ الإسلام على العناية بالأرض، وإبقائها صالحة للزراعة، وذلك عن طريق:
1. استصلاح الأراضي: يكون ذلك بــ:

- سَِنِّ الأنظمة والقوانين التي تُحَفّز على استغلال الأراضي الصالحة للزراعة، مثل: نظام المُزارعة، ونظام المُساقاة.

- الحَثِّ على الغرس والزَّرْع؛ ما يُسهِم في زيادة رُقْعة الغطاء النباتي.

الدليل: قال رسول صلى الله عليه وسلم: « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إنِْسَانٌ أَوْ بَِهيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بهِِ صَدَقَةٌ » (متفق عليه).

 التشجير يساعد على حفظ التوازن البيئي، وتثبيت التربة، إضافةً إلى الصدقة والمثوبة التي تُكتَب للغارس والزارع.

ومماّ يدلُّ على أهمية ذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي الجيوش بعدم قطع الشجر أو حرقه.

الدليل على عدم قطع الشجر : قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ قَتَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبيِرًا، أَوْ أَحْرَقَ نَخْلًا، أَوْ قَطَعَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً، أَوْ ذَبَحَ شَاةً لِإِهَابِها لَمْ يَرْجِعْ كَفَافًا » (رواه أحمد) (لَمْ يَرْجِعْ كَفَافًا: أيْ إنَّه لم يرجع مثلما كان؛ فهذه الذنوب تبقى آثارها). وفي هذا حَثٌّ على حماية البيئة في الحروب، وفي السَّلْم من باب أَوْلى.

نهى الإسلام عن إتلاف النباتات أو الإضرار بها بوجه عامٍّ. 
الدليل: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: « مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ » (رواه أبو داود). وهذا العقاب الإلهي يشمل كلَّ مَنْ قطع شجرة يستفيد منها الناس والبهائم؛ عبثًا، أو ظلمً.

 الإسلام هو أوَّل مَنْ طبَّق فكرة المحميات الطبيعية لحماية النباتات والحيوانات البَرِّيَّة بمنعه قتل الح يوان وقطع الأشجار في الحرم.
2. مكافحة التصحُّر:  يكون ذلك  بالدعوة إلى إحياء الأرض الموات غير المُستغَلَّة وغير المملوكة. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ » (رواه البخاري).

أَقرَأُ وأستَنتِجُ

أَقْرَأُ النص الآتي، ثمَّ أَسْتَنْتِجُ منه حرص الصحابة الكرام على البيئة:
رُوِيَ أنَّ رجلً مَرَّ بأبي الدرداء
رضي الله عنه وهو يغرس شجرة جوز، فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تُثمِر إلّا في كذا وكذا عامًا؟ فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما عليَّ أنْ يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري.

حرص الصحابة على الغرس والزرع للحصول على الأجر والثواب

د. المحافظة على نظافة الطرقات والأماكن العامَّة:

- دعا الإسلام إلى العناية بالمكان الذي يعيش فيه الإنسان؛ لِما له من تأثير مباشر في صِحَّة الإنسان ومعاشه، وجعل ذلك عبادة وفريضة.

الدليل: قال صلى الله عليه وسلم: «الطهُُّور شطَرْ الْإيمِاَن »ِ (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: « الْإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الِْإيمَانِ » (رواه مسلم).

حذَّر الإسلام من تلويث الطرقات والأماكن العامَّة، مثل: قارعة الطريق، والحدائق، وأماكن الاستراحة.

الدليل: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَالظِّلِّ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ » (رواه ابن ماجه).

أتوقف:

الْمَلَاعِنَ: الأفعال التي تجلب لفاعلها اللعنة.
- الْبَرَازَ: قضاء الحاجة.
- الْمَوَارِدِ: مصادر المياه.
- قَارِعَةِ الطَّرِيقِ: المكان الذي يَكثُر المشي فيه.

أَتَأَمَّلُ وَأُبَيِّنُ

أَتَأَمَّلُ الحديث النبوي الشريف الآتي، ثمَّ أُبَيِّنُ مظاهر اهتمام الإسلام بالمحافظة على البيئة:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَ ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُنَحِيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ » (رواه مسلم).

المحافظة على نظافة الطرقات والأماكن العامة

 

الإثراء والتوسع 

التلوُّث السمعي: تلوُّث ناتج من الضوضاء، مثل الأصوات المُزعِجة غير المألوفة.

وهو ينشأ بفعل الوسائل التي تُدِث ضجيجًا، مثل: مشاغل (ورشات) العمل، والآلات الصناعية والزراعية، وأبواق السياّرات، والطائرات، والقنابل، والانفجارات الضخمة.

- يُؤثِّر سلبًا في صِحَّة الإنسان.
- نهى الإسلام عن كلِّ ما يُسبِّب التلوُّث السمعي، وقد جاء التحذير في القرآن الكريم من الكلام القبيح البذيء مثل السَّبِّ والشتم، أو تجاوز الحدِّ في رفع الصوت.

الدليل: قال تعالى:(واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)(لقمان:19).

القيم المستفادة:

أَسْتَخْلِصُ بعض القِيَم المستفادة من الدرس.
1) أُقَدِّرُ حرص الإسلام على البيئة، وعنايته بها.

2) أحافظ على البيئة التي أعيش فيها.

3) أحرص على الابتعاد عن مصار التلوث.