التربية الإسلامية

التاسع

icon

مقدّمة

  • خُلق الإنسان على حب الخير  والاستزادة منه قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد﴾.
  • وهو أمر فطري عنده إلّا إذا أصبح طعمًا، وأمانّي لا يمكن تحقيقها، لذا أمرنا الله تعالى بالقناعة، فما القناعة؟ وما دليل مشروعيتها؟ وما أهميتها آثارها؟

 

أولاً: معنى القناعة

  • هي رضا الإنسان بما قسمه الله تعالى له، بعد الأخذ بالأسباب بطريق مشروعة دون النظر إلى ما في أيدي الناس.
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه) ، أي رضي الله تعالى بما قسم له.
  • والقناعة مظهر من مظاهر الإيمان؛ لأنّها:
    • تجعل المؤمن يرضى بما اختاره الله تعالى له من نصيب في الحياة الدُّنيا، ويتطلَّع إلى العطاء الأكبر يوم القيامة.
    • فيشعر بالغنى عمّا في أيدي النّاس ولو كان فقيرًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (ليسَ الغِنَى عن كثْرَةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النّفس).

 

ثانياً: من مظاهر عدم القناعة

  • الإسراف الذي يجعل الإنسان دائمًا يتطلع إلى أكثر مما في يديه من الرزق.
  • السُّخط وعدم الرّضا والشكوى دائمًا.
  • حسد الآخرين على ما آتاهم الله تعالى من فضله.
  • عدم شكر الله تعالى على النعمة.
  • التّجاوز عن الحلال إلى الحرام لإشباع الرغبات.

 

ثالثاً: آثار القناعة

للقناعة آثار تعود على الفرد والمجتمع بالخير، منها:

  • تحرير النفس البشرية من العبودية للمال والشهوات، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعِس عبد الدِّينار، والدِّرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أُعطِي رضي، وإن لم يعط لم يرضَ).
  • تحقيق الكرامة ومروءة للإنسان، لأنّ مَن رضي بما قسم الله تعالى له لا يُذلُّ نفسه للناس.
  • تربية النّفس على التّوسط والاعتدال والاقتصاد في المعيشة.
  • صون المجتمع عن مظاهر الجريمة والانحلال؛ لأنَّ عدم القناعة قد يدفع الإنسان إلى اكتساب المال بالطرق غير المشروعة كالسرقة والقتل.
  • تطهير نفس المؤمن من الحسد والحقد.

 

رابعاً: من صور القناعة

  • عن أبي عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل عليه عمر بن الخطاب وهو على حصيرٍ قد أثّرَ في جنبه فقال: يا نبيَّ الله، لو اتَّخذت فراشًا أَوْثَرَ من هذا؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما لي وللدُّنْيا؟ ما مَثًلي ومَثَل الدُّنيا إلّا كراكبٍ سارَ في يومٍ صائفٍ، فاستظلَّ تحتَ شجرةٍ ساعةً مِن نهارٍ، ثمّ راحَ وتركها).
  • دخل رجل على أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه؛ فجعل يُقَلِّبُ بصره في بيته، فقال له: يا أبا ذرٍ! ما أرى في بيتك متاعًا ولا غير ذلك من الأثاث؟! فقال: إنّ لنا بيتًا نوجِّه إليه صالحَ متاعنا، قال: إنّه لا بدَّ لك من متاع ما دمت ها هنا، فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
  • لقي عبدُ الله بنُ سلام كعبَ الأحبار  عندَ عمر، فقال: يا كعبُ، مَنْ أربابُ العلم؟ فقال: الّذين يعملون به، قال: فما يُذهِبُ العلمَ من قلوب العلماء بعد إذ عقلوه وحفظوه؟ قال: يُذهبه الطّمع وشرَهُ النّفسِ، وتطلّب الحاجات إلى الناس. قال: صدقت.