التربية الإسلامية فصل أول

التاسع

icon

معنى القناعة

هي رضا الإنسان بما قسمه الله تعالى له، بعد الأخذ بالأسباب بطريق مشروعة دون النظر إلى ما في أيدي الناس.

القناعة من مظاهر الإيمان

لأنّها: تجعل المؤمن يرضى بما اختاره الله تعالى له من نصيب في الحياة الدُّنيا، ويتطلَّع إلى العطاء الأكبر يوم القيامة؛ فيشعر بالغنى عمّا في أيدي النّاس ولو كان فقيرًا.

من مظاهر عدم القناعة

  • الإسراف الذي يجعل الإنسان دائما يتطلع إلى أكثر مما يديه من الرزق.
  • السُّخط وعدم الرّضا والشكوى دائمًا.
  • حسد الآخرين على ما آتاهم الله تعالى من فضله.
  • عدم شكر الله تعالى على النعمة.
  • التّجاوز عن الحلال إلى الحرام لإشباع الرغبات.

من آثار القناعة

  • تحرير النفس البشرية من العبودية للمال والشهوات.
  • تحقيق الكرامة ومروءة للإنسان، لأنّ مَن رضي بما قسم الله تعالى له لا يُذلُّ نفسه للناس.
  • تربية النّفس على التّوسط والاعتدال والاقتصاد في المعيشة.
  • صون المجتمع عن مظاهر الجريمة والانحلال؛ لأنَّ عدم القناعة قد يدفع الإنسان إلى اكتساب المال بالطرق غير المشروعة كالسرقة والقتل.
  • تطهير نفس المؤمن من الحسد والحقد.

من صور القناعة

  • عن أبي عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل عليه عمر بن الخطاب وهو على حصيرٍ قد أثّرَ في جنبه فقال: يا نبيَّ الله، لو اتَّخذت فراشًا أَوْثَرَ من هذا؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما لي وللدُّنْيا؟ ما مَثًلي ومَثَل الدُّنيا إلّا كراكبٍ سارَ في يومٍ صائفٍ، فاستظلَّ تحتَ شجرةٍ ساعةً مِن نهارٍ، ثمّ راحَ وتركها).
  • دخل رجل على أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه؛ فجعل يُقَلِّبُ بصره في بيته، فقال له: يا أبا ذرٍ! ما أرى في بيتك متاعًا ولا غير ذلك من الأثاث؟! فقال: إنّ لنا بيتًا نوجِّه إليه صالحَ متاعنا، قال: إنّه لا بدَّ لك من متاع ما دمت ها هنا، فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
  • لقي عبدُ الله بنُ سلام كعبَ الأحبار  عندَ عمر، فقال: يا كعبُ، مَنْ أربابُ العلم؟ فقال: الّذين يعملون به، قال: فما يُذهِبُ العلمَ من قلوب العلماء بعد إذ عقلوه وحفظوه؟ قال: يُذهبه الطّمع وشرَهُ النّفسِ، وتطلّب الحاجات إلى الناس. قال: صدقت.